أثار إعلان الولايات المتحدة عنإيقاف التزاماتها تجاه معاهدة خفض القوات التقليدية في أوروبا، تساؤلات حول رغبتها بخوض حرب ضد سوريا.

الولايات المتحدة توقف تنفيذ التزامات تنص عليها معاهدةخفض القوات التقليدية في أوروبا

اعلنت الولايات المتحدة في فيينا توقفها عن تنفيذ التزامات معينة تنص عليها معاهدة خفض القوات التقليدية في اوروبا في رسالة موجهة الى روسيا. وجاء الاعلان بعدما حاولت الولايات المتحدة ودول حلف شمالي الأطلسي على امتداد السنوات الأربع الماضية ان تجد حلا دبلوماسيا إثر قرار روسيا في عام 2007 وقف التنفيذ تجاه جميع الدول التسع والعشرين الموقعة على معاهدة خفض القوات التقليدية. ومنذ ذلك الوقت رفضت روسيا استقبال مفتشين وأوقفت تقديم معلومات عن قواتها العسكرية الى الدول الأخرى الموقعة على المعاهدة ، وفقا لما تنص عليه ، كما أفادت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نيولاند.

وقالت نيولاند ايضا ان الولايات المتحدة لا تعتزم ربط معاهدة القوات التقليدية بمحادثات الدفاع الصاروخي.

ونقل موقع ايكزامنر الالكتروني عن يوغي يوكيسوف الضابط السابق في جهاز المخابرات السوفيتية quot;كي جي بيquot; ، الذي يقيم في سوريا ، quot;ان هذه خطوة شديدة الغرابة وغير مسبوقة من جانب الولايات المتحدة التي ربما تريد خوض حرب ضد سورياquot;. واضاف quot;ان من المعروف منذ فترة طويلة ان الخطة هي قيام الولايات المتحدة بتغيير النظام في سوريا. ونحن نعرف ان هذه حقيقةquot;.

وكانت معاهدة حفض القوات التقليدية وقعت عام 1990 حين كان حلف شمالي الأطلسي يقف في مواجهة حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق وعضوية دول شرق اوروبا الشيوعية. وتنص الوثيقة على خفض عدد الدبابات والعربات المدرعة وقطع المدفعية والطائرات والمروحيات الحربية ، فضلا عن تبادل المعلومات بين الدول الموقعة.

وهناك تكهنات بأن روسيا تقف عقبة امام هدف الولايات المتحدة في خوض حرب في سوريا. فان لدى روسيا قاعدة بحرية في طرطوس تعتبر قاعدة استراتيجية بسبب موقعها. والقاعدة محمية بمنظومات متطورة للدفاع الجوي وبالتالي فان الاحتمالات ضئيلة لقيام حلف الأطلسي بعمليات حربية من البحر. وإذا قررت الولايات المتحدة أو حلف الأطلسي الهجوم فالارجح انه سيكون من جهة اخرى. ولهذا السبب يبدو ان لدى الولايات المتحدة ما تخفيه. بكلمات أخرى ان لدى الولايات المتحدة مآرب بهذا العمل. ويعتبر ذلك مؤشرا آخر الى الاعداد لحرب ضد سوريا وربما ايران ، بحسب موقع ايكزامنر.

وبحسب مصادر في موسكو فان مصالح روسيا في سوريا تتعدى الوجود العسكري. وهناك نحو 120 الف روسي يقيمون في سوريا. ويقول دان فلتون الخبير بالشؤون العسكرية الروسية من شارلوت بولاية نورث كارولاينا quot;ان هؤلاء مواطنون روس سيتعين حمايتهم من عدوان الولايات المتحدة وقصفها إذا شنت هجوماquot;. واضاف انه إذا جرى استهداف هؤلاء أو قتلوا بنيران الأطلسي أو الولايات المتحدة فان ذلك quot;قد يعني حربا بين الولايات المتحدة وروسياquot;.

وتعتبر روسيا ، بتقدي العديد من المراقبين ، الدولة الوحيدة التي ربما كانت قادرة على الدفاع عن نفسها في مواجهة الآلة العسكرية الاميركية والأطلسية.