مصريتان تمران أمام لافة دعائية للإخوان

يتعرض حزب الحرية والعدالة لانتقادات على خلفية تغيير لهجة الخطاب بعد الثورة وبعد نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات التشريعيةالمصريةالتي كانت في صالحه، ويرى مراقبون إن تلك اللهجة لا تخلو من التعالي الذي يعيد إلى الذاكرة ما كانت تعتمده قيادات الحزب الوطني في التعامل مع خصومها ومنتقديها.


يتعرض حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، لانتقادات واسعة اعتراضا على تغير لهجة الخطاب بعد الثورة والتي زادت بعد اكتساح الجولة الأولى للانتخابات. و يرى المتابعون للمشهد السياسي اعتلاء لهجة الإخوان بشكل فيه تكبر، وهي نفس اللهجة التي كانت تتبعها قيادات الحزب الوطني في تعاملها مع خصومها من التيارات السياسية وفي ردها على من كان ينتقدها.

وأطلقت قيادات الحزب تصريحات خطيرة تصف من ينتقدونها في الانتخابات بالـquot;فشلةquot;، وهو نفس ما قاله صفوت الشريف وأحمد عز ردا على تزوير انتخابات (2010 )، وقد وصل الأمر إلى حد مقارنة المرشد بالرئيس المخلوع مبارك وعصام العريان بزكريا عزمي والدكتور محمد مرسي بصفوت الشريف.

وحول هذا الأمر، انتقد عبد الغفار شكري القيادي في حزب التحالف الاشتراكي تغير لهجة الإخوان بعد الثورة، وتحديدا بعد حصولهم على الأغلبية بالمرحلة الأولى للانتخابات. وقال لـquot;إيلافquot;: كدت أستمع إلى صوت صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني السابق عند نفي قيادات الإخوان وجود انتهاكات أمام لجان الاقتراع واستخدام الشعارات الدينيةquot;.

وأكد أن quot;حزب الحرية والعدالة اتبع نفس سيناريو الحزب الوطني في تبرير فوزه بالمرحلة الأولى بأنه شيء طبيعي، ووصف من انتقدوا أداء الإخوان في الانتخابات بالفشلة لكونهم لم يستطيعوا المنافسة، وهو نفس الخطاب والجملة التي قالها أحمد عز أثناء انتخابات (2010 ) الماضية ردا على من اتهم الوطني بالتزوير وكان من بينهم جماعة الإخوان أنفسهمquot;.

وطالب شكر حزب الحرية والعدالة بتغيير هذه اللهجة في ظل دخوله مرحلة جديدة من الهيمنة على المشهد السياسي بالبلاد بالحصول على الأغلبية البرلمانية وبالتالي تشكيل الحكومة.

ويقول الدكتور علي الصاوي أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة لـquot;إيلافquot; إن جماعة الإخوان أول من نادت بتفعيل قانون حرية تداول المعلومات، وللأسف الشديد تحولت quot;360quot; درجة عن مسارها بعد الثورة، وأخص تحديدا بالذكر عدداً كبيراً من جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا يسعون إلى الظهور في القنوات التلفزيونية والتحدث للصحافة إعمالا لقول الشيخ عمر التلمساني الذي قال (نريد التواصل مع الإعلام حتى وإن تحدث عنا بطريقة سلبية ؛لأن ذلك قد يأتي بمردود عكسي، ويزيد من شعبية الجماعة في الشارع).quot;

تابع الصاوي: quot;لكن ما حدث بعد الثورة هو أنه تبدل دور الجماعة وحزب الحرية والعدالة ليأخذ دور الحزب الوطني. فقد تقلد الدكتور محمد مرسي دور صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني السابق، وأصبح المرشد العام الدكتور محمد بديع الذي تقلد دور رئيس الجمهورية، والدكتور عصام العريان الذي تقلد دور ذكريا عزميquot;.

وانتقد الصاوي موقف الإخوان وتعاملهم مع الإعلام بعد الثورة بحيث لا يتعاملون مع من ينتقدهم، وقال إنهم quot;رفعوا شعار دكتاتورية الديمقراطية (من ليس معي فهو ضدي) وهو نفس شعار قيادات الحزب الوطني المنحل، وقد ارتفعت لهجة تعالي الإخوان بعد النتائج التي تحققت في الانتخابات بالجولة الأولىquot;، حسب تعبيره.

كما انتقد وحيد الأقصري رئيس الحزب العربي الاشتراكي خطاب حزب الحرية والعدالة وتعامله مع الرأي العام وخصومه السياسيين، مشيرا إلى أن quot;حزب الحرية والعدالة وصل لمرحلة غرور كبيرة بعد سيطرته على المشهد السياسي في مصر، الأمر الذي يعيد السيناريو والنظرة التي كانت تتبعها قيادات الحزب الوطني المنحلquot;.

وطالب في حديثه لـquot;إيلافquot; حزب الحرية والعدالة بضرورة تغيير خطابه بما يطمئن الرأي العام والعالم بالخارج ومسايرة التحول الديمقراطي بعد الثورة.

من جانبه أكد الدكتور أكرم الشاعر عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة لـquot;إيلافquot; على تعرض الإخوان لحملة شرسة من بعد الثورة زادت بعد النتائج الإيجابية التي حققتها حزب الحرية والعدالة بعد الجولة الأولى للانتخابات.

ونفى تغير لهجة الإخوان وتشبهها بقيادات الوطني السابقين، موضحاً إن quot;ما يقال عنا غرضه تشويه صورتنا أمام الرأي العام على اعتبار أن هذه الاتهامات قد تكون سببا لتراجعنا في المرحلتين القادمتين للانتخاباتquot;.

وقال إن quot;قيادات الحزب في تواصل مستمر مع الإعلام وحريصة على الرد على جميع الانتقادات، والتي تكون في بعض الأحيان متجاوزة لدرجة كبيرةquot;.