وزير الداخلية رحمن مالك

اتضح أن مدرسة إسلامية باكستانية تقوم فوق طبقة تحت أرضية سرّية تعجّ بتلاميذ من مختلف الفئات العمرية، أرسلهم آباؤهم لتخليصهم من العلل، التي يعزونها للشياطين والأرواح الشريرة، فيُقيّد التلاميذ بالأغلال، ويضربون، سعيًا إلى طردها من أجسادهم.


لندن: أغارت الشرطة الباكستانية على مدرسة إسلامية في كراتشي، كبرى مدن البلاد، بعد بلاغ، أفاد أن تلاميذها يتعرّضون لمختلفأنواع الاعتداء والاستغلال. واتضح خلال عملية الاقتحام أن ما يربو على 50 من التلاميذ معتقلون في سجن تحت أرض المدرسة.

وقالت الصحافة البريطانية إن فيلمًا عرضه التلفزيون عن العملية، أظهر التلاميذ وهم يغنّون ويرقصون فرحًا أثناء تحريرهم. وقال معظمهم إن آباءهم أرسلوهم إلى هذا المكان، بغرض تخليصهم منالجن والشياطين والأرواح الشريرة، التي تسكنهم أو من إدمان المخدرات.

وقال تلميذ إنه تعرّض للضرب ما لا يقلّ عن 200 مرة، بينما قال آخر إن laquo;المدرّسينraquo; كانوا يخوّفونهم بإرسالهم إلى معسكرات الجهاد في حال حاولوا الفرار. وحكى تلميذ أن والده أتى به إلى هذا المكان قبل ثلاثة أشهر لعلاجه من نوبات عصبية تدفع به إلى تصرفات عنيفة.

وقال إن أباه كان قد ذهب به قبل ذلك إلى عدد من رجال الدين، الذين أجمعوا على أنه ضحية للسحر الأسود والجن الكافر. ومضى هذا التلميذ نفسه قائلاً: laquo;يدفع أبي للمدرسة 3 آلاف روبية (نحو 35 دولارًا) في الشهر مقابل معالجتي. لكن حالتي لم تتحسن، رغم أنهم يكبلونني بسلاسل الحديد ويضربونني بانتظامraquo;.

وفقًا للصحافة، فإن حلقات التعليم المتفرعة من المساجد هي المدارس الوحيدة الواقعة في متناول الأسر المطحونة. ويقول المطلعون على الأمور إن عدد هذا النوع من المدارس يبلغ نحو 15 ألفًا، ويؤمّها ما لا يقلّ عن مليوني طفل.

ومع أن السياسة التعليمية الرسمية تعجّ بالقوانين واللوائح، فهي تتسم بتراخٍ مريع عندما يتعلق الأمر بهذه المدارس. والاعتقاد السائد عنها هو أنها ذات صلات وثيقة بجماعات أصولية، مثل laquo;طالبانraquo;، وتعدّ الصبية بغرض إرسالهم في وقت ما إلى معسكرات التدريب على القتال في مناطق باكستان القبلية.

وأمس، أمر وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، بفتح تحقيق في أمر المعتقل تحت الأرض، الذي عثر عليه في تلك المدرسة في منطقة سوهراب غوث في كراتشي. واتخذ الأمر بعدًا مقلقًا له عندما قال أكرم نعيم، قائد عناصر الشرطة، التي حررت التلاميذ، إن بعضهم تعرّض للصعق بالكهرباء.

وقال: laquo;كانوا يحتفظون بهم، وكأنهم قطيع من الدواب في حظيرةraquo;. وقد اعتقلت الشرطة اثنين من المدرسين، وأنزلت سائر المحررين تحت حمايتها، بمن فيهم شخصان في بداية العشرينات من العمر، واثنان آخران في السابعة فقط.

المدارس الإسلامية الباكستانية خارجة على سيطرة الدولة

يذكر أن الدولة الباكستانية تفتقر أي برنامج يعنى بشؤون ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة أو المتخلفين عقليًا أو المدمنين على تعاطي المخدرات.

وفي هذه الحالات تصبح الأسرة هي المسؤولة، وبدون مساعدة، عن تنشئة أبنائها، الذين يعانون إحدى هذه الحالات. فتلجأ إلى تكبيلهم بالأغلال، وضربهم، بغرض طرد الجنّ والأرواح الشريرة من أجسادهم، أو ترسلهم إلى ذلك النوع من المدارس إذا تيسّر لها هذا.