تعتزم الشرطة الأميركية زيادة عمليات الاستطلاع الجوي بطائرات بدون طيار. وحذر ناشطون من ان الشرطة ستبدأ عما قريب بمراقبة المواطن الذي يقطف الخضار في حديقة داره أو يغسل جسمه في الحمام. ولكن هذا التوجه اكتسب بعدا جديدا عندما أصبح بمقدور المواطن الاعتيادي ان يبتاع طائرة استطلاع خاصة به يراقب بها تحركات الشرطة ، كما افادت صحيفة الغارديان.
واستخدم المحتجون المعتصمون في نيويورك تحت لواء حركة quot;احتلوا وول ستريتquot; هذا الاسبوع طريقة جديدة لمساعدتهم في فضح ممارسات مريبة تقوم بها شرطة المدينة. فردا على عمليات الاستطلاع المتواصلة وعنف الشرطة واعتقال آلاف الأشخاص ، عمد المعتصمون ومراقبون قانونيون معهم الى اعادة توجيه الكاميرات صوب قوات الشرطة نفسها. ولكن الشرطة كانت تعرقل عملية التصوير بإقامة حواجز وquot;مناطق جامدةquot;. وحدث هذا بصفة خاصة خلال إجلاء المعتصمين من حديقة زاكوتي في منطقة مانهاتن حيث منعت الشرطة حتى الصحفيين المعتمدين من دخول المنطقة.

الآن قرر المحتجون ان يتصدوا لأساليب الشرطة في المراقبة بشراء طائرة استطلاع بدون طيار. وابتاع تيم بول طائرة بدون طيار من طراز باروت أي آر. وهي مروحية صغيرة يمكن شراؤها بسعر زهيد على موقع امزون والتحكم بها بواسطة هاتف آيفون. والمروحية مجهزة بكاميرا يمكن ان يشاهد صاحبها كل ما تصوره على شاشة هاتفه الذكي. وقام بول بتعديل برمجية المروحية لبث ما تصوره على الانترنت بحيث يمكن متابعة الحدث لحظة بلحظة. وقال بول لصحيفة الغارديان ان سبب شرائه مروحية الاستطلاع هو تسليح المواطنين الاعتياديين بالأدوات نفسها التي تستخدمها الشركات الاعلامية صاحبة الملايين. وان المروحية تفتح ثغرة في بعض القيود مثل الحالات التي تمنع فيها قوات الشرطة وسائل الاعلام من تصوير حدث ما.
ويحاول بول تطوير المروحية لتفادي اجراءات الشرطة المضادة. وقال انه يحاول تمكين المروحية من ارسال بث متواصل بحيث يمكن لخمسين شخصا ان يتحكموا بها في سلسلة متوالية. وإذا رصدت الشرطة احدهم يتحكم بالمروحية من كومبيوتر فانها تستطيع ان تعطل العملية ولكن عملية التحكم يمكن تنتقل حينذاك الى شخص آخر وهكذا.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد. إذ يعمل بول على جهاز من نوع جي 3 بحيث يستطيع المرء ان يتحكم بمروحية الاستطلاع في نيويورك من مدينة شفيلد في انكلترا.
وحين سُئل بول إن كان قلقا من إقدام الشرطة على اسقاط طائرته أجاب بالنفي. وقال ان قوات الشرطة لا تستطيع ان تطلق النار في الجو لأنها يمكن ان تصيب احدا بأذى. ولن يكون لديها عذر لأن المروحية ليست ممنوعة وخيارها الوحيد هو حظر الطائرة ولكنها مجرد لعبة ومن يمنعها كمن يمنع الصحافة علما بأن الشرطة اعتقلت 30 صحفيا حتى الآن.

ولكن هناك مخاوف من ان تستغل الشرطة تكنولوجيا المواطن لمراقبة من يراقبونه لتبرير وتسريع اقتناء طائرات بدون طيار لمراقبة الاحتجاجات. وتريد قوات الشرطة في بريطانيا والولايات المتحدة استخدام طائرات استطلاع بدون طيار على نحو متزايد ولكن نقاشا جديا لم يجر حول آثار استخدامها على السلامة العامة والخصوصية والحريات الفردية والعامة.
ويُرجح ألا يمر وقت طويل قبل تُحال طائرات المواطنين لاستطلاع تحركات من يراقبونهم على المحاكم وقبل ان تصدر تشريعات لمنع هذه الطائرات من الاقلاع.