مرة أخرى، ساهم quot;الماءquot; في كشف المزيد من ملفات الفساد المستشري في بعض المؤسسات في السعودية، ليقوم من حيث لا يدري أحد بالدور المفترض أن تقوم به هيئة مكافحة الفساد، التي كان ndash; ومن سخرية القدر - الماء أحد أسباب إنشائها، وطرح انهيار أحد السدود في محافظة القنفدة تساؤلات عن دور الهيئة الفعلي في مكافحة الفساد.


جزء من السد المنهار في القنفدة

الرياض: أبى عام 2011 أن يسدل ستاره إلا بكارثة جديدة في السعودية، تمثلت في انهيار أحد السدود في محافظة القنفدة، وذلك بفعل مياه الأمطار، ليُضاف ذلك إلى سلسلة من الكوارث، التي وقعت خلال هذا العام، في حين يحمّل الكثيرون هيئة مكافحة الفساد مسؤولية عدم الحدّ منها أو حتى محاسبة المسؤولين عنها بعد وقوعها.

وانهار السد، الذي كلّف خزينة الدولة 190 مليون ريال (55 مليون دولار) أثناء عملية الإنشاء، التي مضى عليها عامين كاملين، مع العلم أنه كان من المفترض الانتهاء من العمل به خلال العام المقبل، وفقاً لتقارير صحافية ذكرت أن ارتفاع السد يبلغ 70 متراً وعرضه 134 متراً، في حين يمتد طوله لنحو 326 متراً.

ومثلما كانت مياه الأمطار السبب في كوارث عديدة وقعت في السعودية أخيرًا، من بينها كارثتا جدة، فإنها كانت أيضاً السبب المباشر لانهيار سد القنفدة، لتكشف عن مدى التقصير في عمل هيئة مكافحة الفساد، التي كان ينبغي أن تراقب عن كثب عملية تشييد السد، بدلاً من الانتظار إلى حين الانتهاء من ذلك.

أُنشأت هيئة مكافحة الفساد في السعودية في شهر مارس الماضي، بموجب قرار ملكي، أُعلن فيه عن تعيين رئيس للهيئة برتبة وزير، على أن تشمل مهامها القطاعات الحكومية كافةquot;ولا يستثنى منها كائن من كانquot;.

وتسببت الأمطار الغزيرة خلال العام الماضي ومطلع العام الحالي بكارثتين في مدينة جدة (غرب السعودية)، إذ قتل فيهما العشرات جراء السيول الناتجة من الأمطار، والتي تسببت بانهيار أحياء بكاملها، لتكشف عن فساد كبير، طال مسؤولين وهيئات وشركات لم تقم بواجبها، ونتيجة لذلك وقعت الكارثتان.

ورغم استمرار التحقيقات في الكارثتين، فإن النتائج لم تكن مرضية بالنسبة إلى السواد الأعظم من السعوديين الذين يشكونبطء عمل هيئة التحقيق وعدم جديتها وتغاضيها عن الكثير من الجهات والأشخاص، مع التركيز على أمور ثانوية.

وكادت كارثة أخرى تقع أخيراً عندما أدى تجمع مياه الأمطار في أحد شوارع الرياض المتهالكة إلى سقوط حافلة تقلّ مجموعة كبيرة من الطالبات، ولولا العناية الإلهية لقتلن جميعاً في الحادث، كما وقع العديد من الحوادث المشابهة نتيجة للشوارع الضيقة والمهترئة، والتي تتحول إلى برك للمياه عند هطول الأمطار.

وقبل أشهر أيضاً تعرّضت أجزاء من جامعة الأميرة نورة في الرياض للغرق ولأضرار جسيمة نتيجة الأمطار الغزيرة، كما غمرت المياه بعض ممرات الجامعة، وأسقطت إحدى البوابات الخارجية، وسط حالة من الهلع والخوف بين الطالبات.