إعلان رئيس الجمهورية اللبنانية السابق رئيس حزب الكتائب أمين الجميل في مؤتمره الصحافي أمس وصول المحادثات التي اجراها باسم فريق 14 آذار مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي لم يكن وليد الساعة .
أظهرت المعلومات التي حصلت اليها quot;إيلافquot; بأن أمين الجميل، رئيس حزب الكتائب،استقبل يوم الخميس الماضي مبعوثًا من نجيبميقاتي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، حمل إليه ردودًا سلبية على الطروحات التي تقدم بها الاول الى الثاني والمتعلقة بالموقف الذي ستتخذه الحكومة العتيدة في بيانها الوزاري من المحكمة الدولية الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، ومعالجة موضوع السلاح بشقيه غير الشرعي والعائد للمقاومة ، وكذلك الحصة الوزارية المقترحة لفريق 14 آذار في التشكيلة الوزارية التي يعمل على تأليفها .
وروى مصدر مسؤول في quot;الكتائبquot; مطلع على تفاصيل ما جرى في الساعات الاخيرة التي سبقت الوصول الى quot;الحائط المسدودquot;، ان الرئيس المكلف تمنى على الجميّل لدى زيارة الاخير له يوم الجمعة الماضي وبعد تلقيه في اليوم السابق الرسالة التي حملها له مبعوث ميقاتي ، ألا يتسرع في عقد مؤتمره الصحافي افساحًا للمجال امام المزيد من الاتصالات والمساعي الداخلية والخارجية والتي دخل على خطها امير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح الذي اتصل بكل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري الدكتور بشار الاسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من اجل المساعدة في تسهيل مهمة ميقاتي تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما ذكر الاسد في حديثه الى صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الاميركية قبل ايام . وأفاد المصدر الكتائبي المطلع ان الزيارة التي قام بها اردوغان الى سوريا اول من امس والتي وضع خلالها مع نظيره السوري محمد ناجي عطري حجر الاساس لـ quot;سد الصداقةquot; في محافظة ادلب شمال غربي البلاد شكلت مناسبة للبحث في الوضع اللبناني والصعوبات التي تعترض تشكيل حكومة شراكة وطنية . وهذا ما ظهر جليًا في البيان الرئاسي السوري عقب استقبال الاسد لاردوغان بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو حيث اشير الى ان الجانبين quot;اتفقا على بذل كل جهد ممكن من اجل اسقرار لبنان وأمنه .quot;
ووفقًا لرواية المصدر الكتائي المطلع فان الرئيس ميقاتي ابلغ الرئيس الجميّل صراحة ان البيان الوزاري المرتقب اعداده بعد تشكيل الحكومة قد لا يأتي على ذكر موضوع الغاء المحكمة التي اضحت امرًا واقعًا بارادة دولية من وجهة نظره ، الا انه قد يتطرق الى مسألة التزام لبنان بها وكذلك الموقف من القرارات الدولية ، فيما سيحظى بند حماية المقاومة باهتمام خاص بحيث تأتي صياغته اقوى مما كانت عليه في البيانات الوزارية السابقة . اما في ما يخص عملية توزيع الحقائب الوزارية من حيث النوعية والعدد والمقترح اعطاؤه لفريق 14 آذار منها. فتبين انها لا تنسجم مع الحجم التمثيلي الذي يشكله هذا الفريق، ناهيك عن رفض المعارضة منحه عشرة مقاعد زائدًا واحدًا على غرار ما كان بحوزتها في حكومة الرئيس سعد الحريري،على الرغم من مبادرة الوزير السابق النائب سليمان فرنجية، عقب مشاركته في الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لتسمية من سيكلف بتشكيل الحكومة، الى طرحه حصولالاكثرية السابقة على الثلث الضامن او الثلث المعطل ورجوعه عن ذلك فيمابعد،بعد ان تبين له اعتراض كل من رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون و quot;حزب اللهquot; وأطراف اخرى في المعارضة على هذا الطرح . من هنا جاء تعليق المصدر الكتائبي المسؤول بأن ما من احد في فريق 14 آذار يرضى بان يكون ملحقًا في الحكومة العتيدة او ممثلًا فيها بشكل صوري لا اكثر .
هذا وقال المصدر الكتائبي المطلع على مباحثات ميقاتي ndash; الجميل بشأن تأليف الحكومة ان الثاني لمس من الاول استياء من تصرف المعارضة في مسألة اشراك قوى الرابع عشر من آذار في الحكومة ومن مواقفها المتصلبة ازاء المحكمة الدولية التي قال عنها حتى قبل تكليفه بانها موضع خلاف بين اللبنانيين ولا بد من التوصل الى اجماع حولها .
هذا وعلى الرغم من الاجواء الضبابية التي تحيط بموضوع تشكيل الحكومة التي تشير ملامحها الى اتخاذ طابع quot;اللون الواحدquot; الذي يحاذر منه الرئيس ميقاتي ، فان ثمة مؤشرات تفيد بان الأمل لم ينقطع بعد في حصول تطورات معينة وتحركات من quot;خارج الحدودquot; وان في اللحظة الاخيرة بحيث يتبدل المشهد الحالي وان كانت نسبة هذا الامل ضئيلة كما اوحى كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم الذي كرر فيه القول بأن ولادة الحكومة ستتم قبل نهاية الاسبوع الجاري ، فيما لم يفت المصدر الكتائبي القول لـ quot;إيلافquot; ان هناك سفراء اوروبيين ممن التقوا الرئيس المكلف في الايام القليلة الماضية خرجوا بانطباع مفاده ان الرجل لن يشكل حكومة ما لم يكن راضيًا عنها بالكامل .
التعليقات