كشف د.على بن تميم مدير مركز جامع الشيخ زايد الكبير ومدير مشروع كلمة للترجمة إحدى مشروعات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن جامع الشيخ زايد سوف يشهد قريبا إطلاق معهد ديني سوف يتيح فصولا دراسية ويخرج طلابا، في محاولة جادة إلى تحويل الجامع إلى جامعة.
وقال بن تميم quot;نحن الآن بصدد تدارس إطلاق أكاديمية أو معهد ديني، يكون مسئولا عن طرح قضايا العلاقات بين الأديان والشئون الداخلية للدين الإسلامي، وقد أنجزنا خطوات كبيرة في إنشاء هذا المعهد.
المعهد الذي سيتم إطلاقه قريبا سوف يعطي دورات متخصصة وأيضا سوف يخرج، والمنتظر أن يشكل المعهد عند إطلاقه مكتبة ضخمة حول الإسلام.
وأضاف quot;خلال السنة الماضية زرنا جامعات الأزهر والقيروان والقرويين، وتدارسنا الأمر مع القائمين على هذه الجامعات والجوامع للإفادة، واستكملنا الدراسة قبل شهر، فكما تعرف هذه جوامع أصبحت جامعات، وأبوظبي تسعى إلى إعادة هذا التقليد العريق، نحن لدينا جامع الآن ونرغب أن يتحول إلى جامعة في المستقبلquot;.
وأكد بن تميم أن مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير تضم ما يزيد عن 7 آلاف كتاب من نوادر الكتب في العالم، وتتصل بموضوع العمارة الإسلامية وفنونها من خلال 12 لغة، ومن هذه الكتب ما لا يوجد إلا في هذه المكتبة، مثلا هناك كتاب من عشر مجلدات ضخمة يتضمن لوحات أصلية وهي ألفت لملك أسبانيا قبل قرنين، والذي دعا مجموعة من الفنانين ليرسموا الأندلس خشية ضياع إرثها.
وأوضح أن المكتبة تمثل أول مكتبة متخصصة في العمارة الإسلامية وفنونها وتوجد في منارة لأول مرة في تاريخ الجوامع في العالم، فعادة ما تقام المكتبة في مكان ملحق بالجامع وهذا ما هو موجود في القيروان والقرويين وقرطبة وجوامع اليمن والقاهرة، واختيار إقامتها في منارة جاء بناء على أن المنارة هي المكان الأبرز.
وحول دور مركز جامع الشيخ زايد في ترجمة الكتب، قال quot;المركز سوف يطلق مجموعة من المبادرات تشرف عليها المكتبة نفسها، من ضمنها اختيار عشرة كتب نادرة من المكتبة وترجمتها إلى العربية، الأمر الذي يمكن المكتبة من دعم البحث العلمي للمتخصصين من المعماريين والفنانين، علاوة على ذلك نحن لنا علاقات واسعة بالمدارس والجامعات، حيث نرغب في خلق جملاة من الفعاليات والأنشطة التي تفعل دور المكتبة وتجعله أكثر حضورا.
وأضاف quot;كون المكتبة مكتبة تعرض جملة من الكتب المؤلفة في غير اللغة العربية، تمثل السياقات الاستشراقية في تمثل العمارة الإسلامية، وأيضا ما بعد فكرة الاستشراق، يعني هناك مستشرق جدد أعادوا قراءة المنظومة الاستشراقية وفككوها وقدموا رؤى وأفكار مختلفةquot;.
وقال quot;إن الكتب التي اخترناها للترجمة سوف يشرف عليها ويترجمها لمشروع كلمة للترجمة ثم يتم تحريرها ومراجعها في مركز جامع الشيخ زايد الكبير، والكتب منوعة فيها كتب عن الأزياء العربية، الحدائق الإسلامية، والعمارة والتصوف والفكر الفلسفي، وهناك كتاب عن عمارة المساجد في أسبانيا، يسلط الضوء على المساجد في الأندلس وغرناطة وقرطبة وغيرها من المدن الأندلسية، وهناك كتاب عن تاريخ المسلمين في فرنسا، بشكل عام الكتب لا تتصل فقط بالعمارة حيث تتمحور المسلمين في منظور الآخرquot;.
وشدد بن تميم على أن جامع الشيخ زايد يلعب دورا كبيرا في مسألة الحوار بين الحضارات والأديان وترقية هذا الحوار ودعمه، ونحن الآن نتدارس إطلاق مؤتمر لحوار الحضارات والأديان، وتمت الموافقة عليه ليكون كل عامين، وسوف يسعى إلى ترقية الفهم المتبادل بين الأديان، والمؤتمر الأول سوف يحمل عنوان quot;العمارة الإسلامية جسور من التواصل بين الشرق والغربquot; ونحن نتدارس مع مركز متحف فرانكفورت للهندسة المعمارية أن نقيم هذا المؤتمر بالتعاون معه.
وهذا غير تدارس إقامة معرض يمثل تطور فنون الكتاب القرآنية في ألف عام من خلال مقتنيات جامعة وجامع القيروان، وسيكون فرصة لمناقشة الكثير من القضايا من خلال متخصصين من مختلف أرجاء العالم الإسلامي.
التعليقات