القدس: يرى محللون ان الشكوك التي تلف مستقبل العلاقات مع مصر منذ سقوط الرئيس حسني مبارك، سترغم اسرائيل على مراجعة استراتيجيتها العسكرية في مواجهة بلد بقي عدوا لزمن طويل قبل ان يصبح شريكا اساسيا.

ولفت الخبراء الى الخطر --حتى ان لم يكن داهما-- الذي يحدق باتفاقية السلام المبرمة في 1979 والتي حررت اسرائيل من تهديد الجبهة الجنوبية على طول الحدود المصرية واعطتها حرية التصرف مع الفلسطينيين، وكذلك على الجبهة الشمالية في وجه سوريا ولبنان.

وقال مساعد رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي السابق عوزي دايان لوكالة فرانس برس quot;على اسرائيل ان توضح ان اي انتهاك لاتفاقات السلام سيشكل سببا للحربquot;.

لكنه اضاف ان بامكان اسرائيل قبل التحرك ان تطلب مساهمة حليفها الاساسي الولايات المتحدة التي تقوم بتجهيز الجيش المصري.

في الانتظار لفت دايان وهو جنرال احتياط الى quot;ان الثورة المصرية ليست اسلاميةquot; حتى وان كان على غرار القادة الاسرائيليين قلقا من تنامي قوة الاخوان المسلمين في مصر وتقوية حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.

وقال quot;ازاء اي احتمال على الجيش الاسرائيلي ان يحسن مرونته من خلال تجهيزه باسلحة يمكن نقلها بسرعة من جبهة الى اخرى مثل مروحيات قتاليةquot;.

من جهته اعتبر جنرال الاحتياط ياكوف اميدرور الذي كان يترأس سابقا قسم التحليل في الاستخبارات العسكرية، في مقابلة مع الاذاعة، quot;ان على الجيش ان يفكر على المدى الطويل في اعادة تشكيل فرقة من الجيش للجبهة الجنوبيةquot; بعد ان تم تفكيكها اثر توقيع السلام مع مصر.

وراى عمير اورين المحلل العسكري في صحيفة هآرتس ان الخطر الاساسي يتمثل في اعادة تشكيل quot;جبهة شرقيةquot; اثر اضطرابات في العراق وفي الاردن، مما سيعيد اسرائيل الى quot;وضع الطوقquot; كما كان الامر قبل حرب حزيران/يونيو 1967.

واكد اورن quot;ان على الجيش ان يقوم بتعزيز فرق الاحتياط وتجهيز فرق جديدة، مما سيتطلب زيادة جديدة لميزانيتهquot;.

في المقابل رفض المحلل في شؤون الدفاع يوفن بيدتسور هذه السيناريوهات الرهيبة معتبرا quot;انها تخدم السلطة (الاسرائيلية) للتخويف ووزارة الدفاع لتنتزع اضافات جديدة في ميزانيتهاquot;.

وقال quot;ان اسرائيل لا تواجه اي خطر: فان بقي النظام المصري قائما مع انتهاج الديمقراطية فسيكون الاول في صون معاهدة السلام، لان الجيش المصري لن يتخلى عن مساعدة اميركية بقيمة 1,3 مليار دولارquot;.

وفي اسوأ الحالات فان دخلت قوات مدرعة مصرية الى شبه جزيرة سيناء quot;فستكون معرضة تماما للهجمات الجوية الاسرائيليةquot; كما قال.

وقد عبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت عن ارتياحه لquot;تطميناتquot;الجيش المصري بان مصر ستستمر في احترام الاتفاقيات الدولية التي وقعتها.

لكنه ذكر اليوم الاثنين بان الجيش quot;مستعد لكل الاحتمالاتquot; في حين quot;يتعرض كل العالم العربي لزلزالquot;، وذلك اثناء حفل تنصيب رئيس هيئة الاركان الجديد الجنرال بيني غانتز.

وكانت مصر اول بلد عربي يوقع في 1979 اتفاقية سلام مع اسرائيل مقابل انسحابها (في 1982) من جميع الاراضي المصرية التي احتلتها اثر حرب حزيران/يونيو 1967.

وتترافق الاتفاقية بضمان حرية عبور السفن الاسرائيلية في قناة السويس ومضيق تيران على البحر الاحمر وبجعل سيناء حيث تتمركز قوة مراقبة متعددة الجنسيات منزوعة السلاح.