لا يزال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك يثير الجدل بين المواطنين المصريين. ففي وقت تتضارب فيه التّقارير الصّحافيّة عن الحالة الصحيّة للرئيس السابق، يؤكد الجميع أنه لا يزال في شرم الشيخ، كما يتهرّب رئيس الوزراء أحمد شفيق من الإجابة الواضحة عن الاسئلة التي تتعلّق بالرئيس السابق.
أخبار صحة الرئيس السابقتثير فضول المصريين والعالم |
تدور في الشارع المصري العديد من التساؤلات حول مصير الرئيس المخلوع حسني مبارك وحالته الصحية التي تطل الصحف اليومية بالمزيد من الغموض حول حقيقتها، لدرجة إنها باتت تسيطر على أحاديث المواطنين في الشارع، وذلك بعد تنحي الرئيس عن الحكم خلال الأسبوع الماضي.
ويتهرب رئيس الوزراء أحمد شفيق من الإجابة الواضحة على الأسئلة التي تتصل بالحالة الصحية للرئيس السابق، سواء في المؤتمرات الصحافية أو اللقاءات التي تجرى معه، مكتفيًا بالتأكيد أن مبارك لا يزال في مدينة شرم الشيخ المفضلة لديه، وهو ما يتفق مع كلمات مبارك التي أكد فيها أن مصر ستكون بلد المحيا والممات له، حيث تشير تسريبات إلى اعتذاره عن عروض استضافة من الإمارات وقطر والسعودية وسلطنة عمان.
من جهته، قال الدكتور مصطفى الفقي السكرتير السابق للرئيس المخلوع وأحد أبرز قيادات الحزب الوطني سابقًا لـquot;إيلافquot; إن الرئيس رحل، وليس هناك داع للحديث عنه في الفترة الحالية، مشيرًا إلى أن مبارك صفحة وانطوت بالنسبة إلى المصريين.
كما نفى أن يكون لديه علم بالحالة الصحية للرئيس، لافتًا إلى أن هناك العديد من التقارير المتضاربة، ومستغربًا تصريحات السفير المصري في الولايات المتحدة عن صحة الرئيس، متسائلاً كيف عرف ذلك، خصوصًا أن لا أحد يستطيع التواصل مع المقرّبين من الرئيس.
وأشار إلى أنه من غير المتوقع أن تكون هذه التصريحات مجرد اختبار لمعرفة رد فعل الشارع المصري تجاه الرئيس المخلوع، مؤكدًا أن هذه التقارير لو خرجت خلال الأيام السابقة للتنحي كان من الممكن اعتبارها كذلك، مشددًا على أن من رحل لن يعود مجدّدًا.
بدوره، يؤكد الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان في تصريح لـquot;إيلافquot; أن صحة مبارك لا تزال موضع غموض، ولا يمكن معرفة المزيد عنها بدقة سوى من الدكتور أحمد شفيق رئيس الوزراء.
وأوضح أن على الرغم من إقتضاب تصريحات شفيق حول هذا الموضوع، إلا أنه يعتبر مصدر المعلومات الوحيد والصادق حتى الآن حول صحة مبارك.
كما يقول الدكتور سامي السيد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة إن نشر أخبار مرض الرئيس هدفها الرئيس محاولة تجنّب الحديث عن محاكمة مبارك التي يطالب بها الثوار خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن مجلس القوات المسلحة من الصعب أن يقوم بمحاكمة الرئيس على اعتبار أنه كان القائد العام للقوات المسلحة.
وأشار السيد الى أن مجلس القوات المسلحة لديه الان الكثير من المطالب التي يسعى الى تنفيذها خلال المرحلة الانتقالية لافتًا الى أن مصير الرئيس المخلوع سيحدده الرئيس المقبل عبر إنتخابات ديمقراطية حسبما وعد المجلس. لكنه توقع ألّا يغادر مبارك شرم الشيخ خلال الفترة المقبلة، ولا سيما في ظل استمرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة في تولي شؤون البلاد، لافتًا الى أن مبارك يشعر بالأمان في ظل وجود القوات المسلحة التي ينتمي إليها ويثق في قدرتها على الخروج بالبلاد من المأزق الموجود فيه.
وتدور في الشارع المصري العديد من التساؤلات حول مصير مبارك، حيث ينقسم المواطنون في الشارع حول مستقبل الرئيس المخلوع، ففي الوقت الذي يرى فيه بعضهم ضرورة محاسبته وعدم محاكمته والاكتفاء بما حدث له من إهانات، يرى آخرون أن محاكمة مبارك يجب أن تتم جنبًا الى جنب مع محاكمة المفسدين من رموزه خلال السنوات الماضية مطالبين بضرورة معاقبة كل من ثبت تورطهم في سرقة أموال الشعب المصري، لكن ما اتفقوا عليه أن جميعهم مسرورون من رفع صور الرئيس من الأماكن التي يعملون بها.
التحول الحقيقي للمواطنين هو إقبالهم على شراء الصحف الحكومية التي تحولت لمصدر معرفة الأخبار عن الرئيس المخلوع، حيث يعتقد المواطنون أن هذه الصحف هي الأكثر قربًا من الرئيس المخلوع من منطلق أنها ظلت تدافع عنه وقريبة منه حتى قبيل تنحيه، فضلاً عن رؤساء تحريرها ومجالس إداراتها.
الغريب أن هذه الصحف وتحديدًا صحيفة quot;الأخبارquot;، التي يرأس تحريرها ياسر رزق محرر الرئاسة سابقًا، هي التي نشرت مشاجرة نجلي الرئيس ليلة تنحيه، ونشرت أيضًا عن تدهور الحالة الصحية للرئيس، وهو ما أكدته جريدة المصري اليوم قبل يومين، فيما نشرت جريدة الشروق تأكيدات بأن مبارك يعيش حياة رئاسية هادئة في القصر الرئاسي في مدينة شرم الشيخ.
كما تم الكشف خلال الأيام القليلة الماضية عن المزيد من التفاصيل في اللحظات الأخيرة للرئيس الذي إستمر في الحكم لمدة 30 عامًا تقريبًا، حيث تشير التقارير التي نشرها محرّرو الرئاسة في الصحف القومية الى قيام رئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف وجمال مبارك وسليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بالتأثير الشديد في قرارات الرئيس مبارك الأخيرة.
وأفادت التقارير أن الثلاثة الذين اعتمد عليهم مبارك لسنوات طويلة هم وراء قرار الرئيس بنقل صلاحياته الى نائبه عمر سليمان، وليس التنحي لقياس رد فعل الجماهير، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على المتظاهرين، حيث طالبوا بتنحيه وتنازله عن السلطة بشكل كامل، رافضين وجوده خلال المرحلة الانتقالية.
كما أكدت التقارير ما سبق ونشرته quot;إيلافquot; عن تسجيل كلمة مبارك يوم الخميس من أجل إعلان تنحيه، إلا أن القيادات الثلاثة رفضت ذلك، مما بدا واضحًا خلال عملية المونتاج التي جرت للخطاب الذي تم تسجيله مسبقًا، على الرغم من الإعلان عن الخطاب على الهواء مباشرة، حيث تمت إضافة فقرات عليه.
التعليقات