القاهرة: في شرم الشيخ حيث كان حسني مبارك يستقبل قادة العالم، يشعر سكان المنتجع الواقع في سيناء تدريجيا انهم غير معنيين بالرئيس المصري المخلوع كما كانوا خلال رئاسته.
وما زال عناصر الامن بالزي المدني منتشرون في محيط مكان اقامة مبارك الذي تؤكد الحكومة المصرية انه يعيش في عزلة تامة منذ تنحيه الاسبوع الماضي تحت ضغط التظاهرات الشعبية.
ولم يبق من شواهد ايام المجد التي عاشها مبارك (82 عاما) سوى صورة له على طريق المطار ونصب يصوره مع عدد من القادة مثل الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وقد شهدت مدينة شرم الشيخ عددا من المؤتمرات السياسية حول السلام في الشرق الاوسط التي وان لم تؤد الى تحقيق تقدم حقيقي في عملية السلام. الا انها ساهمت في اظهار مبارك بمظهر الرجل quot;الحكيمquot; على الساحة الدولية.
لكن مصير الرئيس السابق لم يعد يثير اهتمام كثيرين في المنتجع الواقع بيت جبال سيناء ومياه البحر الاحمر الغنية بالمرجان.
ويقول هشام عباس (28 عاما) وهو مدرب غطس ان مبارك quot;كان رجلا جيدا لكنه لم يكن يلتفت لشعبه. كان يمضي وقته في لقاء من يأتون من الخارج لكنه لم يكن يلتق الناس مثلناquot;.
ويضيف ان مبارك كان خلال اقاماته في شرم الشيخ quot;قريبا وبعيدا في وقت واحدquot;.
وكان رئيس الوزراء المصري احمد شفيق اكد ان مبارك (82 عاما) ما زال موجودا في شرم الشيخ، نافيا بذلك الشائعات التي ترددت عن انتقاله الى الخارج.
لكن شائعات اخرى ما زالت تتردد، منها ان مبارك في غيبوبة، او انه ممتنع عن الطعام، او انه يسعى للانتقال الى مستشفى في المانيا او الامارات العربية المتحدة.
وقال حسن حسين وهو سائق تاكسي ان quot;رئيس الشرطة يقول انه (مبارك) في غيبوبة لكني لا اعرف ما اذا كان ذلك صحيحا. لم اتحقق من ذلك بنفسيquot;. واضاف quot;انه مواطن عادي الانquot;.
واذا كانت شرم الشيخ التي تستقبل اربعة ملايين سائح سنويا، ظلت بمنأى عن التظاهرات الضخمة التي اجتاحت شوارع مصر، فانها لم تكن بعيدة عن المشاكل التي تعاني منها سائر المناطق المصرية.
وقد غادرها السياح رغم بعدها عن الاحتجاجات.
ويقول هشام عباس ان عددا من الشباب الذين يعملون في شرم الشيخ، يحلمون بأن يتمكنوا من جذب احدى السائحات والارتباط بها والسفر معها خارج مصر.
ويضيف quot;مع ان شرم الشيخ جنة، انهم يريدون مغادرتها بحثا عن حياة افضلquot;.
يؤكد حسن حسين ان حسني مبارك quot;فعل الكثير من اجل المستثمرين، ولكن ليس من اجل الذين يكسبون قوتهم يوما بيومquot;.
أما احمد بائع التذكارات الثلاثيني الذي تخوف من الافصاح عن اسمه كاملا رغم سقوط نظام مبارك، فيقول quot;قام مبارك بأشياء جيدة، لكن حكومته الاخيرة دمرت البلادquot;.
على غرار كل مناطق سيناء، عادت شرم الشيخ الى السيادة في العام 1982، بموجب اتفاق السلام بين مصر واسرائيل.
وصنفت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) شرم الشيخ في 2002 quot;مدينة للسلامquot; الى جانب اربع مدن اخرى في العالم.
التعليقات