تتواصل حركة الاحتجاجات الشعبية ضد الأنظمة في ليبيا والبحرين واليمن الجمعة فيما أدى قمع التظاهرات بالقوة الى سقوط اكثر من ثلاثين قتيلا منذ الثلاثاء.


القاهرة: تأتي الانتفاضات في عدة دول عربية بعدما تمكن المتظاهرون في تونس ومصر من الاطاحة بالرئيسين السابقين زين العابدين بن علي وحسني مبارك، ما ولد في بقية العالم العربي الشعور بان الضغط الشعبي يمكن ان ياتي بالديموقراطية.

وفي ما يتعلق بليبيا، افادت معلومات منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية ان اعمال العنف وتفريق التظاهرات المناهضة للعقيد معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ 42 عاما، في عدة مدن اسفرت عن مقتل 24 شخصا على الاقل منذ مساء الثلاثاء.

ونقلت منظمة هيومن رايتس ووتش عن شهود القول ايضا ان قوات الامن تسببت باصابة عشرات الاشخاص بجروح اثر اطلاقها النار على متظاهرين quot;مسالمينquot; في البيضاء وبنغازي ودرنة واجدابيا (شرق) وزنتان (غرب).

ووصفت ساره لي ويتسون مسؤولة هيومن رايتس ووتش للشرق الاوسط وشمال افريقيا القمع بانه quot;وحشيquot;. واضافت المنظمة ان اعنف الصدامات وقعت في مدينة البيضاء (1200 كلم شرق طرابلس)، مشيرة الى ان الطاقم الطبي في مستشفى المدينة طلب الخميس المزيد من التجهيزات وقال انه لم يعد قادرا على استيعاب المزيد من الجرحى بعد تدفق 70 مصابا من المتظاهرين.

وفي البحرين، انتشر الجيش في العاصمة المنامة حيث كان المتظاهرون يطالبون باصلاح النظام السياسي. والاستقرار في هذه المملكة يرتدي اهمية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة لا سيما وان المنامة تؤوي مقر قيادة الاسطول الاميركي الخامس المكلف خصوصا حماية الطرقات النفطية في الخليج.

ودعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون سلطات البحرين الى احترام وعودها بمحاسبة الذين استخدموا القوة بشكل مفرط مع المتظاهرين. واليوم الجمعة شارك آلاف الاشخاص في الضاحية الشرقية للمنامة في تشييع مواطنين شيعيين قتلا في عملية التفريق الدامية فجر الخميس لاعتصام احتجاجي ضد الحكومة في العاصمة البحرينية.

وردد المشيعون الذين كانوا يسيرون خلف عربتين وضع عليهما جثماني علي خضير (53 عاما) ومحمود مكي (23 عاما) وقد لفا بعلم البحرين، انطلقتا من قرية سترة الشيعية، quot;لا شيعية لا سنية وحدة وطنيةquot;، بحسب ما افاد شهود.

وقتل خمسة أشخاص منذ بداية حركة الاحتجاج المطالبة بملكية دستورية وحكومة منتخبة، الاثنين في البحرين، بحسب مصادر رسمية. واشارت المعارضة الى سقوط ستة قتلى. وفي اليمن قتل ثلاثة اشخاص على الاقل واصيب حوالى عشرين بجروح الخميس في عدن، المدينة الكبرى في جنوب اليمن في صدامات عنيفة بين الشرطة ومئات المتظاهرين المناهضين للنظام.

واليمن، الدولة الفقيرة التي تعد اكثر من 23 مليون نسمة، يعتبر شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة في حربها ضد المجموعات الارهابية. ومنذ الاربعاء قتل خمسة اشخاص على الاقل في عدن حيث انتشر الجيش، في تظاهرات مطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح الذي يتولى الحكم منذ 32 عاما. وفي صنعاء يتجمع المتظاهرون يوميا منذ الاحد رغم الوعود التي اطلقت في الاسابيع الماضية لاعتماد اجراءات اقتصادية واجتماعية بينها زيادة الرواتب.

وفي الوقت نفسه في القاهرة حيث ادى 18 يوما من الضغط الشعبي الى سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في 11 شباط/فبراير، احتفل الاف الاشخاص الجمعة بسقوط النظام السابق. والجيش الذي لم يتدخل ضد المتظاهرين ويتولى السلطة حاليا، علق الدستور وحل البرلمان والتزم في الوقت نفسه باعادة الحكم الى سلطة مدنية منتخبة.

وفي الجزائر تبقى المعارضة مصممة على النزول الى الشارع السبت في العاصمة الجزائرية رغم الوعود المتكررة التي اطلقها رئيس الوزراء احمد اويحيى برفع حالة الطوارىء واجراءات تستجيب لمطالب الجزائريين.