مسيرات شهدتها البحرين اليوم تطالب بالتغيير

سقوط النظام المصري السابق ورئيسه حسني مبارك الأسبوع الماضي، بعد 30 عاما في الحكم، وانتقال المظاهرات إلى اليمن والبحرين وإيران وغيرها من دول الشرق الأوسط، ادخل اسرائيل في حالة من الترقب ومتابعة مجريات الأمور، خشية أن تقود المنطقة نحو تغيير لم تعهده الدولة العبرية من قبل.



تعالت أصوات في إسرائيل تطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عدم الاكتفاء بـquot;متابعة التطورات على الساحة العربية عن كثبquot;، وإنما المبادرة إلى وضع خطة واقعية تتيح للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي العودة إلى المفاوضات السلمية، وان لا ينتظر لحين وضوح المشهد السياسي العربي وتغير سياسة الولايات المتحدة حيال الدول العربية بعد ثورتي تونس ومصر، اللتان أسفرتا عن سقوط نظامي الحكم فيهما وخلع الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك.
ورأت صحيفة هآرتس أن على نتانياهو عدم الانتظار لحين تحول السياسة الجديدة العربية الأميركية إلى عامل ضغط والأفضل له وعلى عكس سياساته المخلوطة أن ينظر بعين الجدية للتحول الأتي في المنطقة، وان يستغل الفرصة الإسراع في عرض مبادرة سياسية تتضمن أن quot;توضح إسرائيل للدول العربية والعالم أنها على استعداد أن تكون جزءا من الواقع الجديدquot;.

وأوضحت إن إسرائيل خسرت حليفا عندما عزل الرئيس مبارك من الحكم، ولكنها حتى اللحظة لم تخسر مصر، ولم تكن إسرائيل الوحيدة التي خسرت شريكا، حيث أن السلطة الفلسطينية أيضا وجدت نفسها في وضع جديد حيث تراجع موضوع quot;الصراع الإسرائيلي ndash; الفلسطينيquot; عن المنصة.

quot;يديعوت احرنوتquot; :الدور على من
من اليمن إلى البحرين وإيران والعراق وليبيا، كتب صحيفة quot;يديعوت احرنوتquot; تشهد دول الشرق الأوسط تظاهرات إحتجاجية للمطالبة بإسقاط الأنظمة الحاكمة أو القيام بإصلاحات سياسية، فأمس الخميس أعلن الشباب الليبي عن يوم غضب ضد نظام العقيد معمر القذافي الذي يحكم ليبيا منذ العام 1969، فيما تشهد مملكة البحرين احتجاجات واسعة النطاق ، حيث خرج المتظاهرين للمطالبة الإصلاحات السياسية والاجتماعية.

عنونت الصحيفة صدر صفحتها الأولى quot;الأتي بالدورquot; في إشارة إلى سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك وخضوعه لمطالب الثورة الشعبية وتنحيه عن السلطة، وكتبت تقول: تشهد دول مختلفة في العالم العربي تظاهرات ففي اليمن وخصوصًا في العاصمة صنعاء، حيث وقعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، أدت إلى سقوط عدد من الجرحى.

وقد رفع المتظاهرون لافتات مطالبة بسقوط النظام وبرحيل صالح، وهتفوا quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot;، وquot;بعد مبارك يا عليquot; وquot;لا فساد بعد اليومquot;، فيما قام عناصر من الشرطة، بعضهم بلباس مدني، بتفريق التظاهرة، مستخدمين الهراوات. كما اندلعت مواجهات بالحجارة والعصي بين المتظاهرين المعارضين للنظام ومتظاهرين آخرين مؤيدين للحزب الحاكم.

فيما نشرت صحيفة quot;هآرتسquot; في ملحقها الاقتصادي quot;ذي ماركرquot; مقابلة مع المحاضرة الجامعية الإسرائيلية تمار عليم جيندين المختصة بالشؤون الإيرانية أنها ومن خلال تواصلها مع الكثير من الشباب الإيراني عبر موقع quot;فيس بوكquot; الاجتماعي، يؤكدون لها رفضهم للسياسات الإيرانية، وان المعارضة الإيرانية نجحت المعارضة الإصلاحية من تسيير أول تظاهرة لها مناهضة للحكومة منذ انتهاء الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية في حزيران 2009، وسط العاصمة طهران، رغم التحذيرات التي وجهتها لها السلطات والانتشار المكثف لقوات الأمن، والتزم المتظاهرون في البداية الصمت قبل أن يطلقوا شعارات مناهضة للحكومة، مثل :quot;الموت للديكتاتورquot; وquot;يا حسين مير حسينquot;، في إشارة إلى رئيس مجلس الشورى السابق في إيران مير حسين موسوي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، ثم حرقوا حاويات نفايات.

وأوضحت quot;يديعوت احرنوتquot; أن ثمة مخاوف إسرائيلية من سقوط الملك البحريني وتحولها للتعاون مع إيران وان القلق لما تشكله البحرين من موقع مهم في الخليج العربي، ولِمَا لهذه الدولة من أهمية خاصة للدول الغربية، وكذلك لعملية توازن القوى في منطقة الخليج؛ فالبحرين تشكل قاعدة عسكرية في غاية الأهمية للولايات المتحدة و لقيادة أسطولها الخامس، كما كشفت الصحيفة بأن إسرائيل أيضاً تقيم علاقات سرية وغير معلنة مع النظام البحريني.

quot;جيروزاليم بوستquot;: الجيش الإسرائيلي يشكل وحدات للتدخل السريع
اليوم عنونت صحيفة quot;جيرزواليم بوستquot; الناطقة بالانجليزية صفحتها الأولى أن قيادة الجيش الإسرائيلي تهيأ
وتعد العدة للتعامل مع احتمال وقوع عشرات المظاهرات والمسيرات الحاشدة بصورة متزامنة في أنحاء الضفة الغربية على غرار الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة في تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين.
ونقلت عن ضابط كبير قوله إن جيش الإسرائيلي يقوم بإعداد ردود أفعال مختلفة للتعامل مع سيناريوهات مختلفة مثل احتمال مواجهة 30 مسيرة باشتراك بضعة آلاف متظاهر في كل منها.

منوه في الوقت ذاته إلى أن قيادة الجيش تعمل على تشكيل قوات للتدخل السريع لحالات الطوارئ يكون بمقدوره القيام بالمناورة السريعة والوصول على جناح السرعة إلى مسرح إي مظاهرة في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية في مرحلة مبكرة من تكونها سعيا لاحتواء مثل هذه المظاهرات الضخمة، وان الجيش يبحث عن سفوح التلال الإستراتيجية المشرفة على مدن وقرى الضفة الغربية يمكن استخدامها كنقاط وأماكن مسيطرة تتموضع وتتمركز فيها قوات عسكرية عند الضرورة للقيام بمهام استطلاعية واستكشافية وذلك لمتابعة الأوضاع عن كثب داخل المدن والبلدات الفلسطينية.

مخاوف من انتقال الفلسطينيين للمقاومة السلمية
رجحت تقديرات قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي أن هناك ثمة احتمالا بان يلجأ الفلسطينيون في المستقبل القريب إلى خيار quot;المقاومة غير العنيفةquot; على نطاق لم تشهده اسرائيل حتى الآن وذلك في ظل تعثر المفاوضات السلمية، ونقلت quot;جيروزليم بوستquot; عن ضابط إسرائيلي مطلع قوله إن السلطة الفلسطينية ستمنع على الأرجح حدوث هذا السيناريو إلى ما بعد الانتخابات المرتقبة في أيلول -سبتمبر المقبل.

وانه في الوقت الذي يتواصل فيه حالة الجمود السياسي يواصل الفلسطينيين بناء مؤسسات لدولتهم المستقبلية غير أن غياب أفق الانفراج السياسي قد يدفعهم إلى الخروج في تظاهرات سلمية ضخمة