خلّفت الأنباء غير الرسميّة التي تحدّثت عن وفاة الرئيس التونسي السابق بعد تعرضه لجلطة دماغية، ردود فعل متباينة بين التونسيين نخبا وعامة، ويجمع كثيرون ممن رصدت (إيلاف) آرائهم على أنّ وفاة بن علي لن تؤثر على المشهد السياسي في البلاد، رغم المطالبات المتكررة بضرورة محاكمته على جرائمه.


سهّلوا إجراءات هبوطها ظناً أنها تقلّ أفراد عائلته فقط
السعوديّون تفاجأوا بوجود بن علي في quot;الطائرة الهاربةquot;

علي الحسن من لندن

مجدي ورفلي وإسماعيل دبارة من تونس: تباينت ردود فعل السياسيين والحقوقيين في تونس تجاه الأخبار غير المؤكدة التي تحدّثت عن وفاة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في جدة، بعد دخوله في غيبوبة قبل يومين، إذ قال احد أقارب الرئيس المخلوع إن الأخير دخل في غيبوبة قبل أيام بعد تعرضه لجلطة دماغية، أدت لوفاته.

وكانت مصادر دبلوماسية مطلعة أكدت لـ quot;إيلافquot; إن زين العابدين بن علي يعاني متاعب صحية بعد فقدانه موقعه كرئيس للبلاد عقب الثورة التي أطاحت بحكمه الديكتاتوريّ الذي استمرّ 23 عاما.

وفي ما يلي استطلع مراسلو (إيلاف) آراء عينة من السياسيين والحقوقيين حول تداعيات نبأ الوفاة في حال تأكده على الوضع السياسيّ في تونس ومحاولة استقراء ردّ الفعل الشعبيّ.

عادل الجربوعي أمين عام مساعد في quot;التجمع الدستوري الديمقراطيquot; (حزب بن علي)

يقول الجربوعي:quot; شخصيا أعتقد أنه لا يمكن الحديث عن تداعيات بالمشهد السياسي التونسي في حال وفاة بن علي فنحن نعيش على وقع فترة انتقالية قطعت مع الماضي وتعمل لبناء مستقبل ديمقراطي لبلادنا

أما بخصوص ردود الفعل شعبيّا، فيعتقد الجربوعي أنّ quot;الشعب التونسي يتسم بالتسامح وهذا معروف عنه وأعتقد أن التونسيين لن يفرحوا بموت الرئيس المخلوع وسيترحمون عليه رغم بعض الأخطاء التي ارتكبها خلال 23 سنة من الحكم و الحناجر المطالبة بمحاكمته لكن نحن جميعا قد نخطأ مثلنا مثل الرئيس السابقquot;.

منذر الشارني: الكاتب العام للجمعية التونسية لمقاومة التعذيب

يرى المحامي والحقوقيّ الشارني أنّ بن علي أصبح من الماضي، وان وفاته لن تغيّر شيئا في حاضر تونس ومستقبلها ويقول: quot;نحن مع محاكمته على جرائمه، أما إن كان في حالة مرضية خطيرة فالأولوية للعلاج الآنquot;.

ويؤكد منذر الشارني أن الشعب التونسي يتطلع للمستقبل، وان الظرف تغيّر بشكل تام ولا يمكن للتونسيين الاهتمام بهذا الموضوع الذي لم يعد له تأثير يذكر على الحياة السياسية في تونس، فالجميع ينظر للمستقبل.

ويقول الشارني ردا على سؤال (إيلاف) إنّ جمعية مناهضة التعذيب لم تطرح بعد إمكانية رفع قضايا أمام المحاكم ضدّ زين العابدين بن علي للبحث في تهم التعذيب التي أثيرت في عهده.

عصام الشابي الأمين العام المساعد في الحزب الديمقراطي التقدمي

يرى القياديّ بالحزب الديمقراطي التقدّمي (حزب مشارك في الحكومة المؤقتة) عصام الشابي أنه من الغير المنطقي أن يبني السياسي تحاليله ورؤاه على إشاعات وأن تكون الحياة السياسية مرتبطة بخبر وفاة بن علي.

وحسب الشابي فإنّ الحالة الصحية لبن علي quot;لا تهمنا وهو كشخص مطلوب للعدالة للإجابة على كل المساءلات ولمحاسبته على كل ما اقترفه من جرائم في حق الشعب التونسي طيلة 23 سنة من الحكم المستبد ومحاكمته على حقبة مظلمة في تاريخ تونس وإن كان قد توفاه الأجل فهذه مشيئة الله ولا تعلق عليهquot;.

محمد عبو قيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية

لا يعتقد السياسيّ والناشط الحقوقيّ محمد عبو الذي سجن في عهد بن علي بسبب مقال له على شبكة الانترنت أن لوفاة بن علي أي تأثير على المشهد السياسي التونسي.

ويرى عبو أنّ الرئيس السابق quot;انتهى وبصفة كلية في 14 جانفي/كانون الثاني الماضي والجميع يعلم أنه لن يعود والمهم بالنسبة لي شخصيا ما يتعلق بالعدالة ومحاسبته على الجرائم المرتكبة وخصوصا كشف النقاب عن المخفية منها والتي لم يعلم بها الشعب التونسي ولكن في المقابل يوجد أشخاص شاركوه في تجاوزته ولا زالت الإمكانية موجودة لاستنطاقهم لمعرفة خفايا النظام السباق وتحقيق العدالة ولو كان بن علي ميتاquot;.

عبد اللطيف عبيد عضو مكتب سياسي بالتكتل الديمقراطي من أجل الحريات والعمل

لا يعتقد عبيد في وجود تأثيرات مباشرة على الساحة السياسية في تونس إن ثبت خبر وفاة زين العابدين بن علي، لكن quot;الوفاة ستجعل العديد يعيد حساباته والتفكير بان للحياة نهاية رغم الجبروت وستكون صفعة مؤلمة لحاشيته وميليشياته في تونس وخاصة للتجمّعيين اللذين سيحاولون حسب رأيي البدء من جديد ولكن واقعيا بن علي انتهى في 14 جانفي/كانون الثاني الماضيquot;.

ويرى عبد اللطيف عبيد أنه بالإمكان quot;أن يترحم الشعب التونسي على روح رئيسهم السابق رغم طغيانه وأنا شخصيا ورغم كوني معارضا لنظامه لكني أتأسف أن يموت خارج وطنه تونسquot;.

محمد الكيلاني رئيس الحزب الاشتراكي اليساري

يقول الكيلاني:quot;من زاوية إنسانية يمكن أن يكون وفاة زين العابدين بن علي تأثيرا على التونسيين ولكن بالمقابل سوف نقطع نهائيا مع فرضية عودته لسدة الحكم في تونس، وبخصوص المشهد السياسي لا أعتقد أنه يمكن الحديث عن تداعيات تذكر فتونس قطعت أشواطا نحو الأمام ولا يمكننا الالتفات للماضي.

وبخصوص ردّة فعل الشعب التونسي على مثل هذا النبأ، يرى عبيد أنّ التونسيين يتمنون أن يلقى القبض على بن علي وأن يحاكم على تنكيله بهم لمدة 23 سنة وأن تقول العدالة كلمتها النهائية فيه، وخاصة محاسبته على ما قام به وأفراد عائلته وأصهاره من تجاوزات لا تمت للإنسانية بصلة.

المنذر ثابت الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري

quot;حجم الكبت والقهر الذي مارسه نظام الرئيس السابق بن علي لم يترك أي مجال للشفقة في نفس التونسيين تجاهه وعلى مستوى الرأي العام أعتقد أن وفاة بن علي ستعزز السعي لتجاوز حقبة مظلمة في تاريخ تونس وستحفز لاستشراف مستقبل أفضلquot;.

اما بخصوص التداعيات المرتقبة في حال التأكد من نبأ وفاة الرئيس السابق يرى ثابت أنّ quot;الساحة السياسية التونسية في الوقت الراهن تمر بفترة ما يسمى بالمخاض والأحزاب السياسية في حالة تكاثر ولن يكون أي تأثير لموت بن علي على هذا المشهد السياسي ومختلف الأطياف التي وضعت نقطة لا عودة لمرحلة بن علي والجدل حاليا قائم على بناء المستقبلquot;.

عبد الستار السحباني عضو اللجنة التنفيذية بحركة التجديد

يرى السحباني عن حركة التجديد (حزب مشارك في الحكومة المؤقتة) أن وفاة بن علي quot;ستكون بمثابة الصفعة للذين يؤمنون بأن بن علي سيعود يوما وخاصة لميليشيات التجمع والبوليس السياسي وكل اللذين كانوا مستفيدين بشكل مباشر من وجوده على سدة الحكم ، وهنا يمكن الحديث فعليا عن طي صفحة بن علي وفتح المجال أمام حقبة أخرى في تاريخ تونسquot;.

وبخصوص ردود فعل التونسيين يرى السحباني انه quot;تم بالفعل رصد ردود الفعل الأولية التي عبرت عن استياء، لأن الجميع يتمنى محاكمة عادلة لبن علي لإضفاء الشرعية خاصة والمصداقية على الحكومة سواء المؤقتة أو التي ستليها ولكن رغم هذا أعتقد أن وفاته ستمحو من أذهان التونسيين صورة الطاغية وتقبره نهائيا وتفتح المجال للاهتمام بالمسائل المستقبلية سواء كانت اجتماعية، اقتصادية، أم سياسيةquot;.