أعرب الشباب اليمني المقيم في القاهرة عن تضامنه مع إخوانه في مختلف المدن اليمنية لإجراء اصلاحات شاملة في البلاد، وفي مقدمتها الاطاحة بنظام علي عبد الله صالح، ورأى هؤلاء في حديث خاص لـ quot;إيلافquot; أن النظام اليمني يحتضر، رافضين استغلال الاحزاب اليمنية الموقف، والصعود على أكتاف شباب الثورة.
أعربت شريحة كبيرة من الشباب اليمني المقيم في العاصمة المصرية القاهرة عن بالغ دعمها لإخوانها في مختلف المدن اليمنية، الداعين إلى الاطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح، واجراء اصلاحات سياسية واقتصادية في البلاد، وفي المظاهرات التي نظموها امام مقر جامعة الدول العربية في القاهرة الثلاثاء الماضي.
وأمس السبت، اكدوا ان النظام اليمني يُحتضر، وانه على الرغم من ان مطالب الاحزاب والتيارات اليمنية المعارضة لم تكن تطمح الى الحصول على بعض من تنازلات النظام الحالية، الا ان سقف مطالبهم قد ارتفع حالياً، لدرجة إنه بعدما كانت المطالب مقتصرة على رحيل النظام، اصبحت تطالب بمحاكمته على الجرائم التي ارتكبها في حق شعبه وفي حق جماهير الثوار.
الثورات الشعبية
وفي حديث خاص لـ quot;إيلافquot; رأى الشباب اليمني الذي يتلقى دراسته في مصر: quot;ان ثورة الشعب اليمني ضد نظامه، ليست تقليداً للثورات الشعبية التي أسقطت النظامين التونسي والمصري، فربما كان لهذين النظامين بعض الايجابيات التي انعكست على شعوبهما، ولكن سنوات حكم النظام اليمني الـ quot;33quot; لم تحمل مؤشراً ايجابياً واحداً، سواء على صعيد السياسة الداخلية او الخارجية للبلادquot;.
لهذه الاسباب وغيرها كثيراً، رأى المتظاهرون اليمنيون في القاهرة خلال حديثهم لـ quot;إيلافquot; انه آن الاوان لرحيل علي عبد الله صالح، ولعل مؤشرات سحب البساط من اسفل اقدامه، استقالة بعض قيادات الحزب الحاكم والمؤسسة العسكرية وفي مقدمتهم صهر الرئيس اليمني quot;شقيق زوجتهquot; اللواء quot;عبد الله القاضيquot;، قائد محور العند في مدينة عدن، إضافة الى استقالة عدد كبير من اعضاء مجلس النواب اليمني، وجميعهم اعضاء بارزون في الحزب الحاكم، إذ رأى هؤلاء انه لم يعد للنظام اليمني شرعية، وان الشرعية باتت في صوت الشعب الثائر والمطالب بالحرية والاصلاحات.
quot;ايلافquot; التقت بعض نمازج الشباب اليمني في مصر، من بينهم هاني مسعد الصيادي quot;29 عاماًquot; من محافظة الضالع اليمنية، وحاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، إذ يقول إنquot;التنازلات التي يقدمها الرئيس علي عبد الله صالح لشعبه اليوم، تؤكد قناعة النظام اليمني بأنه بات قاب قوسين او ادنى من السقوط، فلم يكن في حسبان اليمنيين انهيار هذا النظام بهذا الشكل السريع، وهذا يدلل على ان هذا النظام كغيره من الانظمة العربية الفاسدة كان خاوياً، وانه تمكن خلال السنوات الطويلة التي تولى فيها مقاليد الحكم في البلاد ارهاب شعبه، معتمداً في ذلك على مؤسسته العسكرية التي يتولى قيادتها اقاربه وذووه، غير ان اليوم لم يعد الشعب اليمني كغيره من الشعوب العربية خانعاً، بعدما جرت دماء الثورة والرغبة في التحرر بأوردة وعروق شبابه الحرquot;.
تبادل الرؤى والأفكار
بحسب حديث الصيادي لـ quot;إيلافquot;، استفاد الشباب اليمني من تقنيات التواصل الاجتماعي الحديثة على شبكة الانترنت وفي مقدمتها quot;فايسبوكquot;، ومن خلال هذه التقنية الالكترونية جرى التواصل وتبادل الرؤى والافكار مع مختلف شرائح الشباب اليمني، الذي يتلقى تعليمه خارج اليمن، في مصر وماليزيا والهند وغيرها من دول العالم، وتم الاتفاق على ضرورة التحرر من اغلال وقيود النظام الفاسد بقيادة على عبد الله صالح.
لاقت هذه الدعوات التحررية جدية بعد نجاح الثورة التونسية والمصرية، واطاحتهما بنظامي زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، غير ان الثورة اليمنية كانت اشد قوة، سيما ان اليمنيين لا يستشعرون خطوة اصلاح او تنمية قام بها صالح.
وأضاف إنquot;كل المؤسسات في اليمن لم تقدم خدمات ايجابية للمواطن، سواء كانت مؤسسات التعليم او القضاء او الامن، فحرص عبد الله صالح على الا تخرج هذه المؤسسات من تحت فساد عباءته، محتكراً بذلك خلال 33 عاماً كل المناصب القيادية لأسرته والمقربين منه، من دون ان يحاول لمرة واحدة اضفاء اية اصلاحات على تلك المؤسسات لمصلحة الشعبquot;.
في ما يتعلق بموقع الأحزاب - خاصة المعارضة منها - على خارطة سياسة اليمن الداخلية، قال الصيادي في حديثه لـ quot;إيلافquot;: quot;لا يتجاوز دور هذه الاحزاب دور quot;الكهوف المظلمة، فلم يكن لمعظمها فاعلية سياسية يمكن الاعتماد عليها في اجراء اصلاحات سياسية ذات مغزى، وكثيراً ما كان يحترف النظام ترويضها عن طريق منح رؤسائها مناصب قيادية في مؤسساته الحكومية المتشعبةquot;.
الحق الأول والأخير
يتفق مع الصيادي في الرأي زميله محمد علي عثمان quot;27 عاماًquot;، وهو طالب في كلية الهندسة - جامعة القاهرة، إذ يقول في حديثه لـ quot;إيلافquot; إنquot;الاحزاب المعارضة لم تحقق ما تمكن الشباب اليمني من تحقيقه على ارض الواقع.
ولذلك لن يسمح اي يمني لأي من هذه الاحزاب بالصعود على اكتاف الثوار، واقتطاف ثمار الثورة اليمنية لمصلحته، فالشباب الذي روت دماؤه أرض ميدان التغيير في اليمن، لم يكن يسعى إلى مناصب او دور سياسي، وانما كان يسعى الى الحرية والتحرر من فساد علي عبد الله صالح، ولذلك كان هو صاحب الحق الاول والاخير في ادارة شؤون بلاده بعد رحيل ومحاكمة النظام اليمنيquot;.
ويرى عثمان ان المبادرة الاخيرة التي طرحها الرئيس اليمني بغرض ما وصفه بالاصلاح جاءت متأخرة كثيراً، وانها لا تهدف الا لاعادة الشباب الثائر الى منازلهم، واضاف quot;انه حتى الاحزاب المعارضة التي رفضت مبادرة صالح، لا تمتلك قرار عودة شباب الثوار الى بيوتهم، كما إن هؤلاء الشباب يعلنون في هتافاتهم الثورية ان خروجهم الى الشارع هو خروج سلمي، ولا ينطوي على اعمال عنف من اي نوع.
وعلى الرغم من ان كل شاب يمتلك في منزله قطع عديدة من الاسلحة، الا انه رفض اللجوء الى القوة او العنف، وانما يمارس حقه في التعبير عن الرأي بصورة حضارية لم يستوعبها النظام عندما استخدم القوة المفرطة والاسلحة المحرمة دولياً ضد ابناء شعبه.
ويضيف محمد علي عثمان الطالب اليمني المقيم في لقاهرة في حديثه لـ quot;إيلافquot; quot;في بداية الثورة اليمنية كان هناك مؤيدون حقيقيون لصالح، ولكنهم كانوا قلة مقارنة بجموع الشباب الغفيرة التي نادت بالاطاحة به، الا انه عندما تشبث الرئيس اليمني بأن يظل في موقعه الرئاسي حتى 2013، تولد الشعور بانعدام الثقة والمصداقية بين الشعب والنظام، الذي لم يعد يلتف حوله سوى المؤسسة العسكرية التي يقودها اقاربه وذووه، غير ان هذا الالتفاف لن يدوم طويلاً، سيما ان افراد الجيش والشرطة سيرفضون تنفيذ اوامر باطلاق النار ضد المتظاهرين، لأن الشعب اليمني يشكل في تركيبته الاجتماعية عدداً من القبائل والعشائر، فلن يقبل الجنود باطلاق النار على اقاربهمquot;.
وفي نهاية الحديث مع quot;ايلافquot;، رأى الشباب اليمني المقيم في القاهرة، أنه ينبغي التعاطي مع الإطاحة بنظام على عبد الله صالح على أنه تحصيل حاصل، فبدأت ساعة العد التنازلي لسقوط النظام في العمل، وما هى إلا أيام، وفق اعتقادهم، ويعلن الرئيس اليمني عن تنحيه عن السلطة في البلاد، رغم التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية اليمني فور وصوله إلى القاهرة أخيراً للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب، والتي اعتبر فيها أن ما يشهده اليمن لا يعدو كونه مجرد احتجاجات شعبية ضئيلة.
التعليقات