رفضت ناشطات لبنانيات إعلانًا لوزارة السياحة اللبنانية يروّج لهذا البلد سياحيًا من خلال استغلال صور النساء وأجسادهنّ.


وجّهت ناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة اتهامات إلى وزارة السياحة اللبنانية باستخدام صور quot;اجساد لبنانياتquot; لجذب السياح والمغتربين في احد اعلاناتها الترويجية.

وقد رفضت الوزارة هذه التهمة، وقالت ان اعلانها شمل مشاهد عدة، بينها الشاطيء والتزلج على الثلوج وغيرها من نواحي الحياة اللبنانية.

ويظهر إعلان وزارة السياحة لقطة داخل احدى الشركات في مدينة نيويورك، حيث تسأل إحدى الموظفات رئيسها عن عطلته كيف امضاها، وتلاحظ ان بين يديه صورًا تظهر اجساد نساء.

ويبدو الرجل شارد الذهن عندما تسأله زميلته quot;اين سرحتquot;، وتعود به الذاكرة الى لبنان ومشهد لفتيات يتراقصن في مياه البحر ويتزلجن على الثلج وصورة لنادلة في كازينو وصور اخرى لجبال لبنان المكسوة بالاشجار الخضراء، وبعدها تظهر على الشاشة كلمة quot;الحنين الى لبنانquot;.

أثار هذا الإعلان اعتراض كثير من النساء، إذ اعتبرنه انتهاكاً لكرامة المرأة يرقى الى حد العنف المعنوي. وترى يارا، وهي ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، أن الإعلان quot;يختصر المرأة في جسدها الممشوق، وهو امر مرفوض لانه يستخدمها للترويج السياحيquot;.

وتعرب يارا عن رفضها لما سمّته quot;الربط بين الحنين الى لبنان وجسد المرأة، ولذا اعتبرنا هذا الاعلان نوعًا من العنف المعنوي ضد النساءquot;.

كما أشارت في حديثها إلى أن المرأة اللبنانية لا تزال محرومة من كثير من حقوقها، ومنها على سبيل المثال quot;حق اعطاء الجنسية لاطفالها اذا كانت متزوجة من اجنبيquot;.

جاء الاعتراض على إعلان وزارة السياحة بوصفها جهة رسمية، لكن الوزارة أكدت أن الإعلان يأتي ضمن حملة عنوانها quot;الحنين الى لبنانquot;، وتشمل المغتربين اللبنانيين والسياح الاجانب.

وتنفي ندى سردوك، مديرعام وزارة السياحة اللبنانية، ان يكون هناك استخدام مقصود لجسد المرأة في الاعلان، quot;وانما كان فيه مشاهد من الحياة في لبنان بمختلف انواعها، كالسباحة على الشاطيء والتزلج على الثلوج في اعالي الجبال اضافة الى الحياة الليلية في لبنانquot;.

وتضيف سردوك أن الحملة quot;فيها مشاهد أخرى تبرز المأكولات والتراث اللبناني والمعالم السياحية وجمالية الطبيعةquot;، مشيرة إلى أن الوزارة انتجت هذه الافلام الدعائية بالتعاون مع quot;فريق من الخبراء، ونحن نرسلها ايضا الى مجموعة من الاشخاص الذين يبدون رأيهم فيها، وليس هناك مسّ بأي أمر يتعلق بالمراةquot;.

وتؤكد أن الوزارة تعمل منذ عشر سنوات على انتاج إعلانات من هذا النوع، مضيفة quot;ونرفض رفضًا تامًا استغلال المرأة أو أن نتهم بأننا نبيع المراة اللبنانية أو نسيء اليهاquot;.

وتدعم وزارة السياحة موقفها هذا بأنها حصلت على اذن من الامن العام اللبناني قبل بثّ الاعلان، لكن ذلك لم يحدّ من حملة الاعتراض التي انتقدت الإعلان.