بعد تساقط الثلوج الاسبوع الماضي على قمم جبال لبنان، ورغم تأخر موسم التزلج هذا العام، الا ان شهر آذار شهد إقبالاً على هواية التزلج، الامر الذي انعش المنتجعات السياحية الجبلية وبعث بالامل لدى اصحاب هذه المنتجعات بازدهار موسمهم.

بيروت: ما يميِّز لبنان عن غيره من البلدان تمتعه بأربعة فصول متتالية ينعم فيها بدفء الصيف وثلوج الشتاء.
واللافت هذا العام تساقط كميات كبيرة من الثلوج في وقت جاء متأخرًا الأمر الذي أتاح للبنانيين والعرب والأجانب التمتع بهواية التزلج، وشكلت الثلوج التي كللت جبال لبنان هذا العام متنفسًا لهواة التزلج العرب والاجانب لممارسة هوايتهم المفضلة من جهة وانعاشًا لقطاع السياحة والفنادق من جهة اخرى.

وعجّت مراكز التزلج هذا الاسبوع وخصوصًا في منطقة فاريا وعيون السيمان التي تبعد عن العاصمة بيروت نحو 50 كيلومترًا بالسياح وخصوصًا اولئك الذين قدموا من دول الخليج العربية والاوروبية للاستمتاع بالمناظر الخلابة التي تتمتع بها تلك المنطقة ولممارسة رياضة التزلج بعيدًا عن تلوث المدينة وزحمتها.
ومن اعالي فاريا ومن المزار يمكن للناظر ان يمتع نظره بمشهد رائع يمتد من سهل البقاع وجبل الشيخ الى منطقة اللقلوق والارز والساحل.

ووصفت المسؤولة في أحد فنادق عيون السيمان الموسم هذا العام بانه quot;ممتاز حتى الانquot; معربة عن تخوفها من قدوم الرياح الخمسينية التي تأتي عادة في شهر نيسان /ابريل.
وقالت ان نسبة السياح العرب والاجانب وصلت الى معدلات جيدة.

اهدن

وقال مسؤول في فندق في اهدن أن الآتين كانوا معظمهم من دول الخليج لممارسة هواية التزلج في الأرز وأكثرهم من دول الكويت والسعودية والامارات وقال انهم يتوقعون المزيد.

فقرا

ولم يختلف المشهد كثيرًا في منتجع فقرا الخاص للتزلج القريب من فاريا. فقد امتلأت منحدرات التزلج بالمواطنين العرب حيث يأخذ بعضهم دروسًا خاصة لتعلم التزلج في حين يستمتع البعض بممارسة الرياضات الشتوية ويكتفي البعض الاخر بالجلوس في الطقس المشمس واللعب بالثلوج. وقال مدير احد الفنادق في منتجع فقرا quot;يستأجر السائحون العرب غرف في الفندق ليمارسوا رياضة التزلج في المنتجع ويمضوا وقتًا طيبًا في نادينا. لم يرتفع عدد النزلاء بهذا الشكل من قبل. كان العدد كبيرًا العام الماضي لكن الوضع أفضل كثيرًا هذا العام.quot;

ويشكل العرب أغلبية السائحين الذي يزورون لبنان حيث يفضلون قضاء العطلة في لبنان بدلا من الولايات المتحدة التي يشعرون فيها بالعداء بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر. وصارت أوروبا كذلك مكانًا غير مناسب لقضاء العطلات نتيجة ارتفاع سعر اليورو.

مع المتزلجين

تقول لورانس (سائحة فرنسية) انها اتت الى لبنان رغم كل المشاكل التي تسمع بها في هذا البلد لانها تحب منتجعاته الشتوية وخصوصًا منطقة فاريا المزار، كما تتمنى ان ينعم لبنان بهدوء كامل لانه بلد جميل، كما تقول، وعلى اللبنانيين ان يعوا اهمية وطنهم ولا يزيدون في خرابه.

جهاد استغل سقوط الثلوج الاسبوع الماضي حتى يتمتع بالتزلج، وهو يعتبر بان هذه الرياضة من ارقى ما وجد في العالم، وبان لبنان يمتاز بها عن غيره من البلدان رغم ارتفاع الاسعار في بعض الاحيان خصوصًا في ايام العطل.

موريس اتى مع زوجته وطفليه وهو يحاول تعليم ولديه ممارسة رياضة التزلج ويعتبر ان الاحداث في لبنان يجب الا تؤثر على نفسية المواطن اللبناني الذي يحب الحياة بطبيعته ولا يخاف ابدًا من الاحداث السياسية المقلقة.

ليال كانت برفقة خطيبها وتقول ان هذا الاخير يحب كثيرًا التزلج وهي تسعى جاهدة لتعلم بعض قواعده رغم الخوف الذي يعتريها احيانًا، وتفضل لو كانت تعلمت هذه الرياضة في سن مبكرة.

لبنان مجهَّز

ويعتبر لبنان من المراكز القليلة في منطقة الشرق الاوسط المجهزة لممارسة انواع الرياضات الشتوية.

وتؤمن المنتجعات الكبرى لزبائنها الاقامة في الفنادق والشاليهات الشتوية بالاضافة الى تسهيلات كثيرة تشمل ادوات التزلج.

وفي لبنان ستة منتجعات سياحية شتوية هي الارز وفاريا-عيون السيمان واللقلوق وكفرذبيان وقناة باكيش والزعرور.

يذكر ان رياضة التزلج ادخلت الى لبنان في العام 1913 حين عاد شاب لبناني يدرس الهندسة في سويسرا الى لبنان محترفًا هذه الرياضة وبعد 20 عامًا اصبحت هذه الرياضة تمارس بكثرة على المنحدرات اللبنانية حتى يومنا هذا.