الصور خاصة بـ quot;إيلافquot; |
تستمر أجواء الحزن والغضب في اليمن بعد أحدث العنفالتي راح ضحيتها 52 قتيلاً وعشرات الجرحى. في حين أعلن عدد كبير من أعضاء الحزب اليمني الحاكم إستقالاتهم من مناصبهم ومن بينهم 3 وزراء، كما أعلن عن ترحيب يمني بوساطة سعودية خليجية لحل الأزمة. وأقال الرئيس اليمني يوم الأحد الحكومة وكلفها بتسيير الأعمال.
صنعاء، وكالات: أقال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الأحد الحكومة وكلفها الاستمرار في تسيير الاعمال بحسب ما افادت وكالة الانباء اليمنية الرسمية في رسالة نصية إلى مشتركيها.
وجاء في الرسالة أن quot;رئيس الجمهورية يقيل الحكومة ويكلفها بتسيير الاعمال حتى تشكيل حكومة جديدةquot;.
ويأتي هذا مع تصاعد حدة الاحتجاجات المطالبة بتنحي صالح وبخاصة بعد مقتل 52 متظاهرا وإصابة أكثر من 120 بجروح في العاصمة اليمنية الجمعة برصاص قناصة ومسلحين قال المتظاهرون إنهم quot;بلطجيةquot; مناصرون للسلطة.
وكانت العاصمة صنعاء قد شهدت اليوم تشييع القتلى الذين سقطوا بمشاركة حشود غفيرة من الجماهير. وأقامت الحشود صلاة الجنازة على ثمانية وعشرين من القتلى، بالقرب من الساحة التي يعتصم فيها آلاف المطالبين بإسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح منذ 21 فبراير/ شباط.
وقد انضم quot;القطاع الخاصquot; في اليمن ممثلاً في الاتحاد العام للغرفة التجارية والصناعية، الى الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وفي تحول ملفت، دعا الاتحاد العام للغرفة التجارية والصناعية اليمنية السلطات الى quot;الاستجابة لمطالب الجماهير وتنفيذها من دون ابطاءquot;.
وشدد في بيان على ضرورة quot;محاسبة المتسببين في اراقة الدماء وتجنيب اليمن المزيد من المعاناةquot;. واكد ان quot;القطاع الخاص يرى ان التغيير اصبح ضرورة لإنتشال البلاد من الوضع المتردي، وايجاد نظام عادل فيه كل ابناء اليمن سواسية، خال من الفساد والظلمquot;.
واضاف بيان الاتحاد ان quot;سوء الادارة والفساد المالي والاداري وضعف القضاء وعدم استقلاليته والتسلط والظلم والمحسوبية اثرت بشكل سلبي ومباشر على أداء القطاع الخاص ومساهمته في تطوير وتنمية اقتصاد البلدquot;.
وقتل 52 متظاهرا، واصيب اكثر من 120 بجروح في العاصمة اليمنية الجمعة برصاص قناصة ومسلحين، قال المتظاهرون انهم quot;بلطجيةquot; مناصرون للسلطة. واعلن الرئيس اليمني الذي يحكم البلاد منذ 32 عامًا حالة الطوارئ.
وتقول منظمة العفو الدولية ان العدد الاجمالي للقتلى منذ بدء التظاهرات ضد النظام نهاية كانون الثاني- يناير بلغ 80 شخصًا.
مبادرة أخيرة
من جهة أخرى، أعلنت مصادر يمنية مطلعة أن هناك حديثاً عن إحتمال لجوء الرئيس اليمني إلى إعلان مبادرة أخيرة تقضي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة فب نهاية العام الجاري، يشرف عليها صالح، ولا يشارك فيها لضمان انتقال سلمي وسلس للسلطة.
جاء ذلك بعدما شكلت مجزرة ساحة التغيير في صنعاء التي وقعت الجمعة تحولاً خطرًا، ليس فقط في الأعداد المتزايدة من الضحايا الذين سقطوا جراء قمع التظاهرات، ولكن لكونها نقلت حالة الاحتقان من ساحات الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام إلى أروقة الحزب الحاكم وأوساط أنصاره، الذين أعربت الغالبية الساحقة منهم عن حالة استياء وغضب لما شهدته ميادين الاحتجاجات من قمع.
فقد استقال نحو 20 نائبًا برلمانيًا حتى الآن من الحزب الحاكم، اضافة الى استقالة ثلاثة وزراء وعضو مجلس شورى وسفير اليمن في لبنان ونائب مندوب اليمن في المقر الاوروبي للأمم المتحدة بجنيف ورئيسي مؤسستين اعلاميتين من الحكومة والحزب، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الحاكم ووزراء سابقين وشيوخ قبائل وشخصيات اجتماعية استقالوا من حزب المؤتمر الشعبي العام.
علي عبد الله صالح |
وكانت آخر الإستقالات اليوم بعدما قدمت وزيرة حقوق الانسان في اليمن هدى البان إستقالتها من منصبها الحكومي ومن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم احتجاجا على قمع المتظاهرين، بحسب ما أعلنت في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه.
هذه الاستقالة هي الثالثة من الحكومة اليمنية منذ بدء حركة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس اليمني، بعد استقالة وزيري الاوقاف حمود الهتار والسياحة نبيل الفقيه.
وكان وزير السياحة اليمني نبيل الفقيه الذي استقال من منصبه ومن الحزب الحاكم عقب مجزرة الجمعة قد اقترح على الرئيس صالح إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة قبل نهاية العام يشرف عليها الرئيس صالح ولا يشارك فيها.
حداد وطني
وكان الرئيس اليمني أعلن أن اليوم الأحد هو يوم حداد وطني على من سماهم بـquot;شهداء الديمقراطيةquot;، بينما ينتظر أن تشيع اليوم جثامين القتلى الـ52 الذين سقطوا برصاص مسلحين في ساحة التغيير، ووصفهم إعلان الحداد بـquot;شهداء الديموقراطيةquot;.
وأعرب صالح عن اسفه لسقوط قتلى، وقرر تشكيل لجنة تحقيق في اسباب مقتل الضحايا، بيد انه نفى مسؤولية قواته عن اطلاق النار على المعتصمين وسقوط الضحايا. وبعد ساعات من اعلان حالة الطوارئ في اليمن لمدة 30 يومًا عقدت لجنة الطوارئ العسكرية والامنية أول اجتماع لها في صنعاء برئاسة نائب رئيس الجمهورية اليمني.
من جانبها قالت المعارضة اليمنية إنه لم يعد هناك أي امكانية للتفاوض مع نظام الرئيس اليمني. واعلنت قيادات المعارضة اليمنية إنضمامها إلى مئات الآلاف الذين احتشدوا في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء، مؤكدين تمسكهم بمطالبهم برحيل صالح ونظامه، ومتجاهلين حالة الطوارئ التي فرضت على البلاد.
ترحيب بالوساطة السعودية
في سياق متصل، رحّب مصدر مسؤول في الرئاسة اليمنية، لم تذكر وكالة الانباء اليمنية quot;سبأquot; اسمه، بوساطة السعودية ودول مجلس التعاون بين الأطراف السياسية في اليمن، مؤكدًا أن تلك الوساطة مرحّب بها على الدوام.
وقال المصدر quot;ان من يقفون وراء الحادث المؤسف اول من أمس في حي جامعة صنعاء، كانوا يحاولون إفشال تلك الوساطة وإثناء الأشقاء في السعودية ودول مجلس التعاون عن الاستمرار في جهودهم الخيرة للوساطة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية اليمنية لما يجنب اليمن الفتنةquot;.
وأشار المصدر إلى quot;أن هناك تواصلاً مع الأشقاء في السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حول تلك الوساطة ولما فيه مصلحة اليمن والمنطقةquot;.
ونقلت مصادر في منطقة حرض quot;أن 7 مدرعات عسكرية سعودية و17 سيارة quot;هامرquot; مدرعة دخلت البلاد امس السبت آتية من المملكة العربية السعودية عبر منفذ الطوالquot;. وقال المصدر quot;إن هذه المدرعات واصلت طريقها عبر خط حرض ـ الحديدةquot;.
تأتي هذه التعزيزات العسكرية السعودية في وقت تشهد فيه البلاد مزيداً من التطورات على الصعيد المحلي والدولي. وكانت مصادر مشابهة أكدت خلال الأيام الماضية وصول حملة عسكرية عبر البحر وصلت إلى باب المندب في عدن عبارة عن 300 قطعة عسكرية مدرعة خاصة بمكافحة الشغب.
حشود ضخمة في صنعاء لتشييع القتلى
هذا وتشارك حشود ضخمة في صنعاء الاحد في تشييع قتلى سقطوا خلال الهجوم الدموي على متظاهرين في العاصمة اليمنية الجمعة.واقامت الحشود صلاة الجنازة على جثامين 28 من القتلى، بالقرب من الساحة التي يعتصم فيها آلاف المطالبين بإسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح منذ 21 شباط/فبراير.
وأكد رئيس الكتلة البرلمانية للمستقلين القاضي علي عبد ربه المشارك في التشييع أنه quot;يجب محاسبة المسؤولين عن كل قطرة دمquot;.وقتل 52 متظاهرًا، واصيب اكثر من 120 بجروح في صنعاء الجمعة برصاص قناصة ومسلحين، قال المتظاهرون انهم quot;بلطجيةquot; مناصرون للسلطة. وقد بدأ الرصاص ينهمر على المحتجين عندما حاول بعضهم تفكيك حاجز نصبه مناصرون للنظام من اجل قطع شارع يؤدي الى ساحة جامعة صنعاء، حيث يعتصم مناوئو النظام.
التعليقات