بعدما بدأت قوات التحالف المنوطة بتنفيذ قرار مجلس الأمن بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا لوقف الهجمات التي ينفذها القذافي على الثوار في مدن ليبية عدة، بدأت تثار الكثير من التساؤلات والتخمينات حول المكان الذي يوجد فيه حالياً الزعيم الليبي، في أعقاب الهجمات التي استهدفت مباني في منطقة باب العزيزية التي يقيم فيها العقيد.


الزعيم الليبي معمر القذافي يخاطب شعبه من دار العزيزية

أشرف أبوجلالة من القاهرة: لم يتسن تحديد موقع القذافي حتى مساء يوم أمس الأحد بعدما دفعت الهجمات الصاروخية التي شنّتها قوات التحالف بالزعيم الليبي إلى الاختباء تحت الأرض. ومع تواصل الهجمات، وتضارب الأنباء على الصعيدين المحلي والدولي، أكدت اليوم صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية أن فشل القذافي في الظهور قد يعني أنه غادر باب العزيزية لتفادي شنّ هجوم محتمل أو لتمثيل خدعة مزدوجة لإرباك قوات التحالف.

وقالت الصحيفة إن رد الفعل الوحيد الذي صدر من القذافي، للتعليق على عشرات الضربات الصاروخية والغارات التي قصف من خلالها سلاح الجو مواقع عدة، كان تلك الاتصالات الهاتفية التي أجراها مع التلفزيون الحكومي، والتي تعهد من خلالها بتوزيع أسلحة على جموع الشعب الليبي وتحويل البحر المتوسط إلى ساحة حرب.

ثم أوضحت الصحيفة البريطانية أن القذافي توارى عن الأنظار بعد إلغاء خطاب كان من المفترض أن يلقيه على مسامع الأنصار المواليين له في منطقة باب العزيزية في وسط طرابلس مساء يوم السبت الماضي. ثم أشارت الصحيفة إلى أن التصريحات التي نسبت إلى القذافي بخصوص الهجمات التي شُنّت أخيراً على الجماهيرية ارتقت إلى كونها رفض من شخص محارب للإجراءات التي تدعمها الأمم المتحدة، وتعنى بتوفير الحماية للمدنيين في مناطق تستهدفها قواته.

وأوردت هنا عنه، قوله quot;لن نترك ثروتنا النفطية لأميركا أو فرنسا أو بريطانيا أو للدول المسيحية العدوانية التي تتحالف الآن ضدنا. ولن نترك أرضنا، وسنحارب من أجلها ومن أجل تحريرهاquot;.

وقال مسؤولون إن الحكومة قامت بتسليم أسلحة لمليون مواطن ليبي، من الرجال والنساء، استعداداً للقيام بمحاولة أخيرة من أجل الدفاع عن النظام. ولم يخف نظام العقيد القذافي استعداده لاستخدام الأنصار كدروع بشرية ضد عدو جوي غير مرئي. وقبل سقوط القنابل في منطقة باب العزيزية، كان أنصار القذافي متحدين بصورة حادة.

ورغم محاولة الحكومة الليبية تجنب تعرض البلاد لهجمات من خلال إعلانها وقف إطلاق النار ضد المعارضة المحتشدة في الشرق، لجأت الحشود إلى موسيقى الراب بغية التعهد بطمس أعداء القذافي. وأكد في هذا السياق مواطن ليبي يدعى عبد العاطي محمد، وهو مصرفي متخصص في الشؤون الاستثمارية وواحد من المنظمين، أن القذافي هو القائد الوحيد القادر على حُكم ليبيا بشكل متحد.

وتابع حديثه بالقول quot;لقد أتى هؤلاء الأشخاص الذين تجمعوا هنا من أنحاء ليبيا كافة. وهم يريدون الوقوف إلى جوار العقيد القذافي وإظهار أن مجلس الأمن لم يكن منصفاً في أحكامهquot;.