دعا ناشطون عراقيون لتظاهرات في أنحاء العراق المختلفة يوم الجمعة المقبل تدعو إلى التغيير في quot;جمعة الرباطquot; وتظاهرات في يوم سقوط بغداد تحت شعار quot;يوم الخلاصquot; ستتضمن اعتصامات امام مقار القواعد الأميركية 75 قاعدة وللمطالبة برحيل القوات الأميركية عن البلاد.


بغداد: أبلغ ناشط عراقي من مجموعة الشباب الذين يعدون ليوم الخلاص quot;إيلافquot; في اتصال هاتفي من بغداد ان منظمات شبابية عراقية عدةهي: الحركة الشعبية لإنقاذ العراق والجبهة الشعبية لإنقاذ كركوك ومنظمة طلبة وشباب العراق الحر وحركة تحرير الجنوب في البصرة والرابطة العراقية لعشائر الوسط والجنوب، قد اتفقت على القيام باعتصام طويل الأمد وفيكل المحافظات العراقية في الذكرى الثامنة لسقوط بغداد، وذلك يوم السبت التاسع من الشهر المقبل للمطالبة بإنهاء الاحتلال والنفوذ الأجنبي في العراق.

وأشار الناشط، الذي فضل عدم نشر اسمه في الوقت الحالي، الى ان المعتصمين يطالبون بخروج المحتل من دون شرط أو قيد وإلغاء الاتفاقية الأمنية التي تنتهك سيادة واستقلال العراق الموقعة.

وأشار إلى أن الناشطين سيدعون ايضًا الى إلغاء نظام المحاصصة الطائفية والعرقية في العملية السياسية وبناء دولة عراقيةمدنية عبر الانتخابات الشفافة ومن دون تدخل قوات الاحتلال أو أي نفوذ أجنبي إقليمي، وفي مقدمته النفوذ الإيراني، اضافة الى إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء من السجون الاميركية والحكومة والكشف عن السجون السرية المنتشرة في كل محافظات العراق.

واضاف ان مطالبات الناشطين تتضمن كذلك تنفيذ مطالب الشعب المعلنة في انتفاضة الغضب يوم 25 شباط (فبراير) الماضي حول مكافحة الفساد والبطالة وتوفير الخدمات الاساسية وتشكيل لجنة قضائية مستقلة للتحقيق في الأحداث التي وقعت من قبل الأجهزة الحكومية ضد المتظاهرين سلميا.

واكد انه بهذه الشروط سينطلق اعتصام العراقيين السلمي والمدني وسيكون أمام القواعد الأميركية الموجودة في كل محافظة، وستنصب الخيام أمام هذه القواعد ونطلب من كل القوى والشخصيات الوطنية المناهضة للاحتلال المشاركة في هذا الاعتصام، وسيكون لكل محافظة من محافظات العراق لجنة تحضيرية، إضافة إلى اللجنة التحضيرية المركزية في بغداد لتنظيم والاشراف على هذا النشاط الذي ينفذ في البلاد للمرة الاولى منذ العام 2003.

وكان زعيم التيار الصدر مقتدى الصدر دعا الحكومة العراقية الى العمل فورًا لإخراج القوات الأميركية من العراق.

وقال في بيان quot;ندعو الحكومة العراقية إلى إخراج المحتل من الاراضي العراقية فورًا وبلا تأجيل، والا ستكون معينة للاحتلال وهو حرام بنص الشريعةquot;.

تأتي هذه الاعتصامات في وقت تشير فيه مصادر عراقية الى ان الحكومة العراقية قد تطلب من نظيرتها الاميركية الابقاء على حوالى 20 الف عسكري اميركي في العراق بعد موعد الانسحاب المقرر في الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بين البلدين بنهاية العام الحالي، ويشيرون إلى أن التأخير غير المبرر في إنهاء ملف تشكيل الحكومة وتعيين الوزراء الامنيين الثلاثة لوزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني قد خلق شكوكًا في امكانية تولي القوات العراقية بنهاية العام الحالي لكل مفاصل الوضع الامني في البلاد، وخصوصًا في ما يتعلق منها بالرد على الهجمات الصاروخية على المقار الدبلوماسية، وخفض التوترات في كركوك الغنية بالنفط.

في هذا الصدد يقول للواء الاميركي إدوارد كاردون الذي يساعد في جهود التنسيق من أجل إغلاق 75 قاعدة أميركية باقية وسحب آخر الجنود الذين يبلغ عديدهم 50 ألفًا quot;إنها نكسةquot;. ويضيف quot;هذا هو العمل مع العراقيين.. في بعض الأحيان يكون من الصعب عليهم اتخاذ قرار من دون أنتكون هناك تغطية من المصادر العليا، وهم لا يعرفون من هو الوزير، لذا هناك تردد في الدخول في اتفاقيات، ولا يعرفون إن كان الوزير الجديد سيقبلها أم لا عندما يتولىمهام عمله، كما إنهم لا يريدون أن يلقوا بانفسهم خارجًا، ولذلك عليك أن ترى هذاالنوع من التباطؤ في هذا الجانب من العملquot;.

ويوجد الآن في العراق حوالى 47 ألف جندي أميركي مقارنة مع نشر 166 ألفًا في تشرين الأول (اكتوبر) العام 2007 من خلال 500 قاعدة عسكرية.

ويشير مسؤولون عسكريون أميركيون ودبلوماسيون غربيون في بغداد الى أن عددالقوات التي تتم دراسة بقائها في العراق الآن وسيعملون تحت قيادة السفارة الأميركية حوالي 20 الفًا من الجنود المحتمل أن يتجمعوا في قواعد بعيدة عن مناطق النزاع، حيث سيتفاعلون بشكل محدود جدًّا مع المدنيين العراقيين.

جمعة الرباط للتغيير

على الصعيد نفسه، يستعد ناشطون لتنظيم احتجاجات في انحاء العراق الجمعة المقبل تحت شعار quot;جمعة الرباطquot; للتغيير من اجل اصلاحات تغير طبيعى وتركيبة النظام في العرق.

ويؤكد شباب 25 شباط في بيان لهم اليوم ان تظاهرات العراقيين تتواصل على الرغم من كل العوائق والسدود والاعتقالات والتهديدات وخرج العراقيون يقودهم شباب الثورة وكلهم أمل وعزم على التواصل والعمل من أجل التغيير.

واضافوا استمرار الفعل الجماهيري وتصاعد الاحتجاج الشعبي وتوسع دوائره وازدياد حراكههو مؤشر مهم جدا على نجاعة هذا الأسلوب وتحقيقه كثيرًا من أهدافه، كما ان شيوع ثقافة الانتقاد اللاذع للحكومة عن طريق العبارات التهكمية الساخرة والنشاطات الفنية المصاحبة للتظاهرات، حيث أخذ مفعول هذه الثقافة ينتشر في أوساط الناس، ويرون لها آثارا على الجدران عند ذهابهم ومجيئهم، الأمر الذي ساعد في زيادة حالة الرعب في نفوس شخوص الحكومة واستنفار الأجهزة الأمنية لتشتغل بطلاء الجدران ومسح العبارات والشعارات المكتوبة عليها فضلا عن قمع التظاهرات.

واشاروا الى ما اسموه quot;ازدياد حالة التخبط في بنية النظام الحاكم وانزلاقه في فخ التصريحات المخزية المستخفة بالآم الجماهير ومعاناة عوائل المعتقلين والانشغال بأمور تجري خارج الوطن لغرض صرف الأنظار عما يجري في الداخل من قمع للاحتجاجات الشعبية، مما ساهم في زيادة الغضب الشعبي وترسيخ قناعة العراقيين بصحة خيارهم في التغيير، ويأسهم التام من هذا النظامquot;.

وأضافوا إن تواصل المظاهرات والتجمعات والاعتصامات طيلة الأسبوع الحالي quot;الذي ندعو إلى أن يكون أسبوعًا مستمرًا للتعريف بقضية المعتقلين أمر ضروري وحيوي لزيادة الضغط وتجديد دماء التظاهرات والاحتجاجات الشعبية على أن يتوج بيوم الجمعة المقبل (جمعة الرباط) التي توافق مرور شهر على بدء الثورة quot;وهي جمعة نريدها جمعة حاشدة لتدل على عزم العراقيين على التواصل والتحدي والمرابطة وصولا إلى تحقيق مطالبهمquot;.

وتشهد المحافظات العراقية منذ شهر تظاهرات واحتجاجات تطالب بتحسين الخدمات ومكافحة الفساد والبطالة وإقالة عدد من المسؤولين، وتخللها فرض إجراءات أمنية مشددة وحظر للتجوال وإطلاق رصاص في بعض الأحيان، نجم منه سقوط قتلى وجرحى، وهي احتجاجات دعا اليهاشباب من ناشطي التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنيت.

مكافحة الفساد

من جهته، إعتبر المرجع الشعي محمد اليعقوبي أن العراقيين فوتوا على أنفسهم فرصة التغيير عندما أعادوا انتخاب quot;المفسدين مجدداً وسلطوهم على رقابهمquot; متهماً المسؤولين بأنهم quot;ينتمون إلى الدول التي كانوا يعيشون فيهاquot; منتقدا تعطيل البرلمان عشرة أيام بدعوى التضامن مع البحرين برغم الحالة المزرية التي تمر بالعراق.

وقال اليعقوبي خلال لقائه في النجف طلبة جامعيين من محافظات عراقية القانون ان حركة بسيطة في تونس أحدثت تغييراً كبيراً وأفرزت نتائج بعيدة عن التصور،مشيرًا إلى أن quot;اندلاع الثورة في تونس بعدما أحرق رجلٌ بسيطٌ هو محمد بو عزيزي، نفسه بسبب مصادرة العربة التي كان يسترزق منها، من قبل السلطات التونسية أدى إلى اشتعال الثورات العارمة التي اكتسحت تونس ومصر والبحرين واليمن وغيرها، وتهاوت من جرائها أنظمة امتد عمر حكمها إلى ثلاثة عقود أو أكثر من الزمن.

واعتبر اليعقوبي أن فرص التغيير في العراق كانت quot;قائمة ومتاحة عبر صناديق الاقتراع، لكنّ الفرصة مرت من دون تغيير يُذكر، وأعيدت الشخصيات نفسها إلى الواجهة.

وأضاف أن المظاهرات quot;تخرج الآن مطالبةً بالتغيير ومكافحة الفساد وتحسين الخدمات والقضاء على البطالة وكأنّ هذه الأمور حالة جديدة لم يمضِ عليها سنوات عدة،وكأنّها لم تكُن مستشرية في جسد الدولة من قبل.

واكد ان العراقيين فوتوا على أنفسهم فرصة التغيير بواسطة صناديق الاقتراع بالرغم من الملابسات التي رافقت العملية الانتخابية لأنهم أعادوا انتخاب المفسدين مجدداً، وأعادوا تسليطهم على رقابهم وحكّموهم بمصائرهم.

وقال إن المظاهرات، وإن جاءت متأخرة جداً، لكن مجيئها متأخرة خيرٌ من عدمهِ، واشار الى انه حذر من عدم تحرك الكثير من السياسيين إذا لم تتهدد مصالحهم وتحترق الأرض تحت أقدامهم، لأنهم غير منتمين إلى الشعب.

من جهته أعلن مستشار القائمة العراقية هاني عاشور ان قائمته بدأت بعقد سلسلة اجتماعات هدفها تقويم اداء وزرائها في الحكومة ومساعدتهم على تقديم الافضل للشعب العراقي وتنفيذ برنامج القائمة الانتخابي الذي يسعى إلى النهوض بالواقع العراقي في مختلف المجالات.

وقال في تصريح صحافي مكتوب تلقته quot;ايلافquot; ان المرحلة المقبلة تتطلب بذل مزيد من الجهود لرفع مستوى الاداء الخدمي والاقتصادي، وهو ما كان احد اهم فقرات برنامج القائمة العراقية الانتخابي الذي تسعى من خلاله إلى خدمة العراقيين جميعًا.

واضاف quot;ان افكارًا ومقترحات كثيرة يقدمها اعضاء القائمة العراقية وناخبيهم ونوصلها الى وزرائنا في الحكومة للافادة منها، وهي افكار تصب في خدمة العراق وتنمية بناه التحتية. واشار الى ان وزراء القائمة العراقية يسعون بجهد متميز إلى خدمة العراق ووفاء للعهود التي قدمتها القائمة العراقية للشعب العراقي ولناخبيها في كل مكان، بما يسهم في خدمة العراق.

واكد عاشور ان العراقية حريصة اشد الحرص على نجاح الاداء المهني وتنفيذ مطالب الشعب العراقي التي عبّر عنها في المظاهرات، وخصوصًا في ما يتعلق بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد وتحسين الاداء والارتقاء بالمستوى المعاشي للشعب العراقي.