تقدم الثوار الليبيون بشكل سريع الأحد نحو الغرب في اتجاه سرت مسقط رأس معمّر القذافي بعد سيطرتهم على مدينتي أجدابيا والبريقة الاستراتيجيتين في شرق البلاد. وسقط المصب النفطي في رأس لانوف في شرق ليبيا صباح الأحد في أيدي الثوار.


أجدابيا: سيطر الثوار الليبيون على بلدة بن جواد على بعد عشرات الكيلومترات غرب رأس لانوف (شرق) بعد سيطرتهم على مدينتي أجدابيا والبريقة، فيما تراجعت قوات القذافي في اتجاه سرت على بعد 200 كلم غربًا. وأكد المتمردون أيضًا إنتاج ما بين 100 الى 130 ألف برميل من النفط يوميًا. وتتوقع المعارضة تصدير النفط من الآن quot;حتى أقل من أسبوعquot;.

وقال علي طرحوني ممثل الثوار المكلف الشؤون الاقتصادية والمالية والنفطية في مؤتمر صحافي في بنغازي (شرق) quot;نقوم بإنتاج ما بين 100 إلى 130 ألف برميل يوميًا، وفي إمكاننا بسهولة زيادة هذه الوتيرة حتى 300 ألف برميل يومياquot;. وأضاف إن الهيئة السياسية التي تمثل الثوار كانت وقعت اتفاقًا مع قطر يتيح لهذه الإمارة بيع النفط الخام، متوقعًا أن تستأنف عمليات التصدير خلال quot;أقل من أسبوعquot;.

وأكد طرحوني ان قطر وافقت على تسويق النفط الخام المنتج من حقول شرق ليبيا، التي لم تعد تحت سيطرة القذافي. وقال quot;لقد توصلنا الى اتفاق مع قطر. وستكون اول شحنة في اقل من اسبوعquot;.

وقالت امراة تقيم في سرت في اتصال هاتفي ان المدينة تعرضت إلى قصف جوي طوال الليل، ما ادى الى خسائر كبيرة، لافتة الى ان معظم السكان فرّوا خائفين الى الصحراء. وشنّت قوات التحالف ايضا غارات جوية كثيفة على الطريق الساحلية بين اجدابيا وسرت. وقال متحدث باسم النظام ان quot;القصف الجوي (على سرت) تواصل لساعات وساعات من دون توقفquot;.

في المقابل، قال متحدث باسم المتمردين من مقرهم في بنغازي ان مدينة مصراتة (غرب) الواقعة بين طرابلس وسرت تعرضت السبت إلى quot;قصف كثيفquot; من قوات القذافي طالبًا المساعدة. وبذلك يرتفع الى 117 عدد الاشخاص الذين قتلوا منذ 18 اذار/مارس في هجوم القوات الموالية للقذافي على مصراتة، ثالث اكبر مدن البلاد، واهم المدن التي يسيطر عليها الثوار في الغرب الليبي.

والسبت، شكلت استعادة مدينة أجدابيا (160 كلم جنوبًا منبنغازي) ومدينة البريقة النفطية (80 كلم غربًا) اول انتصار للثوار منذ بدء التدخل العسكري الدولي في 19 اذار/مارس. واوضح المتحدث باسم المتمردين في بنغازي شمس الدين عبد الملا انه منذ الخميس ساهمت الغارات quot;في تهيئة ساحة المعركةquot;، وقام ضباط وجنود انضموا الى الثوار بدور رئيس، ونسقوا هجماتهم مع التحالف.

من جانبه، اعلن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الاحد ان الهدف العسكري للتدخل في ليبيا ليس الاطاحة بالزعيم الليبي معمّر القذافي لأن quot;اي تغيير لنظام، امر معقد جداquot; في تطبيقه. لكنه اكد ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان مقربين من العقيد معمّر القذافي بدأوا quot;بالانشقاقquot; اثر تدخل التحالف الدولي في ليبيا.

واعتبر غيتس ان الوضع في ليبيا يهدد بزعزعة استقرار تونس ومصر، وتعريض ثورتيهما الى quot;الخطرquot;، وذلك في معرض تبريره التدخل الاميركي في هذا البلد. من جهتها، رحّبت الخارجية الاميركية بجهود الاتحاد الافريقي في محاولة للتوصل الى حل تفاوضي للازمة الليبية.

وكان النظام الليبي أبدى استعداده للموافقة على خطة المنظمة الافريقية التي تلحظ وقفًا للمعارك وإجراء حوار بهدف ضمان quot;انتقالquot; ديموقراطي. لكن الثوار رفضوا هذه المبادرة مطالبين بتنحّي القذافي. وعلى صعيد قيادة العمليات العسكرية، تواصلت المفاوضات الاحد ليتولى حلف شمال الاطلسي هذا الامر.

ومع اقتراب موعد اجتماع لمجموعة الاتصال الثلاثاء في لندن، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مبادرة فرنسية بريطانية بهدف بلوغ حل سياسي. من جهته، قدم وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني عرضًا لحل الازمة الليبية ينصّ على نفي الزعيم الليبي، وقال quot;حتى داخل النظام، هناك أناس يعملون على هذا الحلquot;.

ووجّه البابا بنديكتوس السادس عشر نداء الى المجتمع الدولي وكل الاطراف لبدء quot;حوار فوريquot; بهدف التوصل الى وقف لاطلاق النار في ليبيا. من جهة اخرى، وصلت اول سفينة تنقل مهاجرين افارقة آتين من ليبيا، وتقلّ حوالي 300 شخص الى جنوب ايطاليا ليل السبت الاحد، كما اعلن خفر السواحل ومنظمات انسانية في لامبيدوزا.