طرابلس: قال المتحدث باسم الحكومة الليبية إن المرأة الليبية التي تم انتزاعها من فندق من قبل مسؤولين في النظام الليبي بينما كانت تكشف للصحفيين الأجانب عن تعرضها للاغتصاب على أيدي عناصر تابعة للنظام سوف تظهر أمام الإعلام خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال موسى إبراهيم، الناطق باسم الحكومة الخميس إن إيمان العبيدي، المرأة التي تعرضت للاغتصاب، يمكنها كما يأمل أن تستقبل صحفيتين أو ثلاثة بحلول السبت المقبل.

وأضاف موسى إبراهيم أنه لا دراية له أين كانت الخميس، مشيراً إلى أن المكان الوحيد الذي يمكنها أن تكون فيه غير منزل عائلتها هو ملجأ للنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب أو الاختطاف أو ضحايا أنواع أخرى من العنف.. وقال: quot;ربما تكون هناك.quot;
وسبق أن أعلن النظام الأفراج عن إيمان العبيدي، التي وصلت قصتها إلى العالم بعد أن اقتحمت بهو فندق ركسوسquot; السبت الماضي، المخصص للصحفيين الأجانب لتقول إنها تعرضت للاغتصاب من عناصر أمنية تتبع نظام العقيد معمر القذافي، غير أنه لم يراها أحد منذ أن جرها عناصر الأمن وأدخلوها في سيارة بيضاء كانت تنتظر خارج فندق quot;.

وأضاف موسى إبراهيم أنه جرى توقيف أربعة أشخاص على ذمة القضية، بينهم نجل مسؤول كبير.
وقال إبراهيم، في المؤتمر الصحفي شبه اليومي الذي يعقده في طرابلس حول قضية العبيدي: quot;لقد أفرجنا عنها، هناك أربعة موقوفين، وهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وبينهم نجل أحد المسؤولين الكبار.. نحن نعتبر الأمر قضية جنائية.quot;

وتابع إبراهيم بالقول إن التحقيقات مع الموقفين جارية، مشيراً إلى أن لديهم quot;كامل الحقوق القانونية كما السيدة العبيدي التي تنتمي إلى قبيلة كبيرة ولديها الكثير من المعارف.quot;
وأضاف: quot;لقد عرضنا على عائلة العبيدي إمكانية مقابلة صحفيين، القضية هي جنائية وجريمة شرف، وهي أخطأت بذكر أسماء أمام الجميع لأن الموضوع خطير جداً ويتعلق بالقيم.quot;

وكانت إيمان تعيش برفقة شقيقتها في طرابلس عندما احتجزت ليومين ضد رغبتها وتعرضت للضرب والاغتصاب على ايدي عناصر تابعة للقذافي.
وفي البداية وصفها نظام القذافي بأنها مختلة عقلياً، ثم بأنها سكرانة واتهموها بأنها quot;عاهرةquot;.. وأخيراً، غير النظام روايته وقال الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم إن الرجال الذين اتهموا باغتصاب إيمان يخضعون للتحقيق، غير أن المتهمين المشتبه بهم تقدموا بدعوى مضادة لدعوى إيمان، بحجة الافتراء وتشويه السمعة.

وكانت العبيدي قد دخلت الجمعة إلى ردهة الفندق في طرابلس، وصرخت أمام الجميع بأنها من مدينة بنغازي وقد تعرضت للاغتصاب الجماعي من قبل عناصر أمنية، وحاولت عرض قصتها قبل أن يطوقها مسؤولون ويقتادونها إلى الخارج بالقوة.
وقالت شبكة quot;سي إن أنquot; إن الرضوض والخدوش كانت تعلو وجه المرأة بوضوح، كما غطت الخدوش قدميها، أما مظهرها الخارجي وملابسها فتدل على أنها في منتصف العمر تقريبا، وتنتمي إلى الطبقة المتوسطة.

غير أن والدة إيمان، عائشة أحمد قالت لquot;سي أن أنquot;الثلاثاء إنها لم تر ابنتها ولم تسمع منها أي كلمة وتحدت القذافي أن يعرض شريط فيديو لها على التلفزيون الحكومي لإثبات أنها بخير، مضيفة أن أسرتها تشعر بالقلق عليها، وأضافت أنها ستخنق الزعيم الليبي معمر القذافي بيديها جراء ما وقع لابنتها.

وتواجه العبيدي دعوى سب وقذف لذكرها أسماء الأشخاص الذين تزعم انهم اعتدوا عليها. وقال الناطق باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم ان ايمان العبيدي تواجه تحركاً قضائياً لذكرها علناً اسماء اشخاص اتهمتهم باغتصابها.
وذكر ابراهيم ان اتهام شخص بارتكاب جريمة جنسية امر خطير جداً في الإسلام. وقال إنها ذكرت أسماء المتهمين علانية وإنهم يقاضونها. وقالت والدة العبيدي انها طلب منها اقناع ابنتها بأن تتراجع عن المزاعم مقابل الافراج عنها وإعطائها مالاً أو منزلاً جديداً.

وأبلغت والدتها عيشة احمد الصحافيين انها تلقت اتصالات من السلطات بشأن ابنتها وإمكانية الإفراج عنها. وأضافت طبقاً لمحطة laquo;سكاي نيوزraquo; البريطانية التي أذاعت مقابلتها في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين أنها تلقت اتصالاً الليلة السابقة في الثالثة صباحاً من مجمع القذافي وطلبوا منها اقناع ابنتها إيمان بتغيير ما قالت وإنهم سيفرجون عنها على الفور. وقالت إنهم ابلغوها بأن بإمكانها ان تأخذ أي شيء تطلبه هي وأبناؤها.