تؤثر أحداث الدول العربية في سياحة لبنان بشكل عام، كذلك تأتي الأحداث الامنية داخليًا لتزيد الطين بلة، ويرفع اصحاب المطاعم والفنادق والقطاعات السياحية الصوت عاليًا وينادون بضرورة عودة الاستقرار السياسي في المنطقة ككل كي تعود السياحة الى ما كانت عليه.

بيروت: يقول نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر لإيلاف إن السبب في تراجع السياحة في لبنان لا يعود فقط الى ما حدث من امور أمنية في الآونة الاخيرة، بل تعود الى أسباب اخرى، السبب الأول يعود الى الأجواء الموجودة في كل الدول العربية، ومع وجود اضطرابات هناك، كل هذا يجعل المسافر لا رغبة له في السفر، ولا اضطراب يحصل الا ويؤثرفي الاقتصاد والسياحة، اما نسبة تشغيل الفنادق فيقول انها اليوم 50 % اقل من العام الماضي، من اول السنة لغاية اليوم، هذا التراجع يجعلنا ندخل في فترة الخسائر، ما يعني نحن منذ شهرين ونصف في وضع سيئ، ولكن هذا البلد لم يخسر مقوماته ولا قدراته، وفي اي وقت يحصل هدوء في لبنان، يعود النهوض بسرعة.

بالنسبة إلى موسم الصيف لا يستطيع الاشقر ان يقدر ماذا سيكون الوضع عليه، لكن ان بقيت الحالة على ما هي عليه في الخارج ولبنان، فلن يكون الموسم جيدًا، لكن مع وجود حكومة سوف تلعب دورًا كبيرًا، لان الرعايا العرب منهم اصبح هناك حظر عليهم من المجيء الى لبنان، هذا الوضع مرتبط بوضع سياسي وبحكومة وباتصالات، الحكومة التي ستأتي اذا كانت حكومة تحد، مبدئيًا نتصور انه سيواجه بالتحدي ايضًا، ولكن ان كانت ترضي كل الاطراف الداخلية، وقسمًا كبيرًا من الناس، فبالمبدأ العام نعود الى الانطلاق والنهوض سريعًا.

ويتابع:quot; عندما تراجعنا 50% كسياحة، فالقسم الاكبر منها عرب، والشركات التابعة لهم، ففي فصل الشتاء السياحة تكون لشركات عالمية في لبنان، وكانت تأتي بالآلاف العام الماضي، اما اليوم فهذه الرساميل الخليجية اغلبيتها الى حد ما ليست راضية على بعض التصاريح التي حصلت، لان قصة البحرين ليست مرتبطة بالبلد فقط بل بكل الخليج.

عن السياحة الاوروبية في لبنان يقول الاشقر:quot; السياحة الاوروبية مشكلة كبيرة، لكن لو كان المخطوفون فرنسيين لكانت الخضة اكبر، وكان الضرر اقلّ علينا، ولكن يجب ألا ننسى ان الغربيين لا سياحة لهم مكثفة الى لبنان، لان الارقام تدل على ان المجموعات الغربية التي تأتي الى لبنان هم من المغتربين.
ولا شك ان هناك فرنسيين يأتون الى لبنان، لكن تبقى المجموعات المنظمة لا تأتي بكثافة باتجاه لبنان.

ويقول الاشقر:quot; نحتاج الى استقرار امني في لبنان، وعندما كانت الكهرباء مقطوعة والسير مزدحما، ومع عدم وجود مياه، كان البلد يشتغل كسياحة، وكانت نسبة التشغيل في الفنادق السنة الماضية تقارب ال70%، هذا جعل وجود ارباح، مع كل المصائب، وهناك اولويات ونحن نطالب بالاستقرار السياسي.

ويضيف ما يجري في الدول العربية يؤثر خصوصًافي الاوروبيين والغربيين الذين يريدون الاتجاه الى الشرق الاوسط، وتصبح المنطقة الى حد ما وجهة سياحية مرفوضة، ويذهبون الى غير اتجاه، ومع وجود اضطرابات لا يبغي احد السفر.

المطاعم

يقول نقيب أصحاب المطاعم بول عريس لإيلاف ان ازمة قطاع المطاعم بدأت منذ فترة طويلة واتى تفجير كنيسة زحلة وخطف الاستونيين في البقاع ليزيد عليها سوءًا، ويضيف:quot; الازمة بدأت على السياحة ككل منذ حزيران /يونيو 2010، عند المونديال لم يأت السياح كما يجب الى لبنان، وبعدها حوادث الجنوب وما حصل في بيروت الغربية، والتصاعد الكلامي، والجو المكهرب الذي عاشه لبنان، كلها أثرت في تراجع السياحة.

ويتابع:quot; اصلاً الاوروبيون خفّ مجيئهم الى لبنان، وبسبب خطف الآستونيين سيتراجع عددهم اكثر، بسبب اوضاع المنطقة ككل.

واليوم تشغيل الفنادق منذ شهرين لا يتعدى ال30% في بيروت، وهي نسبة لم تمر على لبنان حتى في حرب تموز/يوليو 2006، وهذا يؤثر سلبيًافي المطاعم، لان العدد الكبير منها الذي انشئ منذ 3 سنوات كان للطلب الداخلي والخارجي والاخوان العرب، وبما ان هؤلاء لا يأتون الى لبنان، فاكيد نحن نعيش ازمة سياحية كبيرة، هناك ما يقرب ال30 مطعما قد اقفل ابوابه خلال هذين الشهرين.

اما الحل فبرأيه يكون من خلال عجائب كبيرة كي تلهم السياسيين وتقول لهم إن الشعب يريد ان يعيش.

ويتابع بأن موسم الصيف سيكون عاطلاً على السياحة لان شهر رمضان المبارك سيكون في نصفه، ولبنانيو البلدان العربية وافريقيا عندما يرون الوضع هكذا لن يأتوا الى لبنان.