دمشق: أغلقت السلطات السورية الصالة الوحيدة للعب القمار في البلاد وسمحت من جديد للمدرسات المنقبات بالتدريس في خطوة فسرت على انها تستهدف استمالة المحافظين، فيما تحاول السلطات التي تشهد احتجاجات غير مسبوقة كسب حلفاء الى جانبها.
واكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة الأنباء الفرنسية أن quot;التراجع عن القرار القاضي بابعاد المنقبات عن التدريس جاء في الوقت المناسب ويحمل في طياته ابعادا سياسية هدفها احتواء رجال الدينquot;
واضاف quot;ان السلطة تحاول استمالة رجال الدين وتحييدهم عما يحصلquot;. وكان وزير التربية علي سعد اصدر امرا بنقل 1200 مدرسة منقبة في سوريا من سلك التعليم التابع لوزارة التربية الى وزارة الادارة المحليةquot; في حزيران/يونيو 2010.
ولا يسري هذا القرار الحكومي على المحجبات اللواتي يشكلن نسبة عالية في سوريا. واشار ريحاوي الى ان السلطات quot;قامت مساء امس (الثلاثاء) باغلاق صالة الالعاب في كازينو نادي المحيط على اعتبار ان هناك اجراءات لم تستكملquot; للسماح بفتح الكازينو.
وتم افتتاح كازينو دمشق في العاصمة السورية يوم 24 كانون الاول/ديسمبر 2010 من دون ضجيج تجنبا لاثارة مشاعر رجال الدين والطبقة المحافظة التي تغلب على المجتمع السوري، حسبما ذكر مراقبون. يقع الكازينو على بعد ثلاثين كلم عن دمشق ويوفر العاب الروليت والبلاك جاك والبوكر والات المال في حين يحظر القانون السوري لعب القمار ويفرض ملاحقات قضائية ضد المخالفين.
ومن جهة ثانية اعلن العلامة محمد سعيد رمضان البوطي اثناء درس ديني بثه التلفزيون السوري الرسمي الثلاثاء ان quot;صدر قرار باعادة كل المنقبات الى عملهن ووظائفهن بعد ان تبين بعد التمحيص والتدقيق انهن بريئات من التهم الموجهة اليهنquot;.
واشار الى ان هذا القرار يعتبر نافذا ودعا quot;كل مدرسة منقبة لم تجد اسمها ضمن لائحة القرار الى التقدم بطلب الى وزارة التربية وسيتم تلبيته الياquot;. كما اعلن البوطي عن اصدار مرسو رئاسي quot;باحداث معهد الشام العالي للدراسات الشرعية واللغوية وعن تعليمات صدرت عن الرئيس (بشار الاسد) باحداث قناة فضائية دينية سورية ترعى الاسلام الحق الذي لا يميل لا الى الشرق ولا الى الغربquot;.
وتشهد سوريا منذ ثلاثة اسابيع موجة من الاحتجاجات تمركزت في درعا واللاذقية وريف دمشق على الخصوص للمطالبة باطلاق الحريات العامة ومكافحة الفساد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي.
واعرب ريحاوي عن اسفه quot;كون الاحتجاجات في سوريا تاخذ من الجوامع مركزا للانطلاقquot;، لافتا الى ضرورة quot;جعل الجوامع اماكن للعبادة وان تكون المطالب منفصلة عن دور العبادة وان تتخذ طابعا سلميا مدنيا وليس دينياquot;. ومن ناحية ثانية، بدات نواة للحوار تتشكل بين جهات مقربة من السلطات السورية وبعض المعارضين بينما تدخل البلاد ثالث اسبوع من الاحتجاجات.
واكدت رئيسة تحرير جريدة تشرين الحكومية لوكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء انها quot;اتصلت مع بعض المثقفين المعارضين للسلطة لاقامة حوار يمكنهم من خلاله التعبير عن ارائهم حول الاصلاحات السياسية والحريات العامة لكي تاخذ السلطات علما بهاquot;.
التعليقات