القاهرة: رأى معتقل سياسي سوري سابق أن الدعوة للحوار عبر صفحات جريدة quot;تشرينquot; الرسمية هي دعوة ايجابية ولكنها متأخرة، متمنيا من جميع الصحافيين والكتّاب المشاركة فيها حتى لا يفسح المجال فقط أمام التيار الديني، معتبرا أن السلطات تقدم لهذا التيار رشاوي كبيرة من أجل ضبط الاحتجاجات في سوريا.

اعتبر الصحافي والمعتقل السياسي السابق أحمد الخليل في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; quot;إن دعوة سميرة مسالمة رئيسة تحرير صحيفة quot;تشرينquot; الرسمية لبعض الكتاب المعارضين للحوار والنشر في الصحف الحكومية خطوة ايجابية رغم تأخرها سنوات طوال، مبينا أنّquot; وسائل الإعلام الرسمية والخاصة أغلقت أبوابها في وجه الكتاب المستقلين والمعارضين الوطنيين لعقود، فقط لأنهم لا ينضمون إلى مجموعة التطبيل والتزمير والهتافquot;.

وتمنى quot;أن تتوسع دوائر الحوار مع أطياف المعارضة السلمية والديمقراطية وأن تكون جدية وليس مؤقتة هدفها التخفيف من الاحتقان فقطquot;.

وأوضح الخليلquot;انها بادرة تؤسس لثقافة حوار ضمن مناخ صحي مؤطر بقوانين عصرية مدنية، فالحوار مع أطراف معارضة أو مع كتاب لا تستقيم في ظل قانون إعلام عصملي (كأنه مكتوب في مخفر شرطي على حد تعبير المحامي المعتقل أنور البني) يحد من الحريات ويكمم أفواه الصحفيين ولا مع وجود حالة طوارئ تبيح اعتقال أي شخص في حال عبر عن رأيه وكان هذا الرأي مخالف لسياسات السلطةquot;.

من ناحية ثانية قال quot;علينا جميعا المشاركة بآرائنا في وسائل الإعلام جميعها وخاصة السورية والحكومية، أما أن نحتجب ونمتنع عن ذلك فهذا يعني إبقاء الصوت الواحد والرأي الواحد مسيطرا، وخاصة أننا نشهد زج التيار الديني بقواه وعناصره ورموزه حاليا (بعد أن قدمت السلطة له رشاوي كثيرة من أجل ضبط الاحتجاجات) في وسائل الإعلامquot;.

وعبّر عن أسفه quot;لأن غياب الصوت العقلاني التنويري عن الإعلام يترك فراغا كبيرا يسده أصحاب نظريات المؤامرة وبعض الطائفيين ورجال الدين الذي يطالبون بمطالب تعزز الانغلاق والخطوات التي تهدم ما بناه الشعب السوري من مدنية وتحضر حيث يحصر البعض مطالبه بمدارس شرعية وفصل البنات عن الذكور في المدارس وإغلاق محل قمار وكأن مشكلتنا بالمدارس المختلطة ووجود نوادي ليلية quot;.

وشدد quot;علينا المشاركة بقوة في جميع المنابر لتعزيز الشعور الوطني والانتماء لسورية الحرة الديمقراطية كبلد لجميع السوريين يحكمه مفهوم المواطنة والقوانين المدنيةquot;.

وكانت رئيسة تحرير تشرين طالبت في افتتاحيتها quot;بعمل علمي منهجي ووطني يستند إلى معطيات الواقع ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وإلى حاجات الجماهير ومشاكلها وتعقيدات حياتها، وقالت ان هذا ما يفرض على كل المثقفين والنخب المجتمعية والسياسية الوطنية حواراً شاملاً نهضوياً وحضارياً لا إلغاء فيه ولا تغييب، ويقوم على قواعد الإصغاء والاستماع إلى نبض الشارع الذي هو دائماً وأبداً متميّز بصدقه ووطنيته وسموّه الأخلاقي والقيميّquot;.

واعتبرت quot;أن المسؤولية....على عموم الناس في حماية الاستقرار والأمن الوطني والسيادة الوطنية، وإجراء مراجعة نقدية كلية قادرة على تشخيص العلل والمشكلات في روح من الألفة والمحبة وتقدير الآخر واحترام وطنيته وحرصه، والالتزام بلغة سياسية تجمع ولا تفرّق، توحّد ولا تبدد، سقفها الوطن وأرضها الوطن وخيارها الوطن وأهدافها بناء سورية المعاصرة القوية والقادرة والتي يكون فيها الإنسان هو الأسمى والأعلى في حريته ومستقبله وإرادته وكرامتهquot;، ودعت quot;كلّ الأطياف السياسية والثقافية والمجتمعية لحوار يجمعهم تحت سقف الوطن، حدوده أمان وأمن سورية، وأهدافه دائماً حماية سوريةquot;.