قال طلاب بحرينيون شاركوا في مظاهرات مانشيستر المطالبة بالتغيير في بلادهم إن حكومة دولتهم سحبت منهم المنح الدراسية والإعانات، وأبدوا خشيتهم أن تسهتدف الآن عائلاتهم في الوطن.


لندن: يتعرض الطلاب البحرينيون الذين صورتهم العدسات وهم يشاركون في الاحتجاجات السلمية التي نظموها تضامنًا مع المطالبين بالتغيير في وطنهم لضغوط هائلة من حكومتها. ويقول هؤلاء إنها تستهدف عائلاتهم في البحرين أيضًا.

الملك حمد بن عيسى

تتمثل الضغوط على الطلاب، الذين شاركوا في الاحتجاجات أمام مبنى ستديوهات laquo;بي بي سيraquo; الشهر الماضي، في حرمانهم بأثر فوري من رسومهم الدراسية وإعاناتهم الشهرية، وفي إصدار الأوامر لعوائلهم بإعادتهم إلى البلاد في أقرب فرصة ممكنة.

وقالت laquo;غارديانraquo; إنها التقت بممثلي هؤلاء الطلاب فعبّروا عن laquo;مخاوف حقيقية من أن يتعرض أفراد أسر أولئك الذين شاركوا في الاحتجاج للاعتقال والتعذيب، وأن تقوم قوات الأمن بإلقاء القبض عليهم فور وصولهم إلى أرض الوطن ومعاقبتهم بالأسلوب نفسهraquo;. ورفضت السفارة البحرينية في لندن التعليق على الأمر.

يقول طالب اسمه رشاد (اسم مستعار) كان ظهوره في المناسبة أول عمل سياسي له: laquo;كانت أمي تنتحب وهي تتحدث معي على الهاتف. قالت إنهم أخبروها بأنني سأعتقل حال وصولي، وأن هذا أخافها كثيرًا. قلت لها إنني لم ارتكب جرمًا ما، لكنها قالت إنها في غاية القلق على سلامتيraquo;.

ويمضي رشاد قائلاً: laquo;الحكومة تريد لنا أن نعود إلى البلاد، لكن هذا ليس خيارًا صائبًا. سيعتقلوننا بمحرد وصولنا إلى أرض المطار، وسنختفي بعد ذلك. حدث هذا لآخرين عديدين، ونخشى أن يعرضونا لشتى أصناف التعذيب. نناشد الحكومة البريطانية أن تتولى حمايتنا من كل هذاraquo;.

ويؤكد ممثلو الطلاب أن عددًا منهم في مانشيستر ولندن وهدرسفيلد ونيوكاسيل وريدينغ فقدوا مبلغ 850 جنيهًا (حوالي 1375 دولارًا) كانوا يحصلون كل شهر، إضافة الى وقف دفع رسومهم الدراسية. وقال بعضهم إن هذا الإجراء الفوري شرّدهم من مساكنهم، وإنهم ينظرون الآن في التقدم بطلبات للجوء السياسي في بريطانيا حال نفاد مفعول تأشيراتهم الطلابية.

ويقول طالب آخر أوقفت منحته الدراسية واختار اسم laquo;سليمانraquo; لهويّته إن وزارة التعليم البحرينية اتصلت بوالده بعد يومين من المظاهرة في مانشيستر، وأصدرت إليه أمرًا بإعادته إلى البلاد. يبدو أن هذا نمط تكرر مع اولئك الذين تعرّفت إليهم السلطات البحرينية، سواء من شرائط فيديو أو صور فوتوغرافية التقطت للمظاهرة.

فقد قال سليمان: laquo;سأل والدي المسؤولين عن كيفية معرفتهم أنني شاركت في مظاهرة الاحتجاج. فقالوا له إنهم يملكون شرائط فيديو وصورًا فوتوغرافية توضح بجلاء أنني كنت من المتظاهرين. قالوا له إن عليّ العودة فورًا الى البحرين، لكنني لن أفعل ذلك. أعلم ما ينتظرني حال وصوليraquo;.

يعتقد الطلاب إن شرائط الفيديو والصور الفوتوغرافية التقطها laquo;جواسيس بحرينيون أو سعوديونraquo; نبهتهم سلطاتهم الى الأمر عبر laquo;فايسبوكraquo;. ويدعم الطلاب قولهم هذا بأن مظاهرتهم ووجهت بأخرى مؤيدة للنظام البحريني، وأنهم رأوا سعوديين شاركوا فيها.

ويقول أمين الوسيلة، وهو ناشط laquo;عربيraquo; في مانشيستر يساند الطلاب البحرينيين، إن بعض أسر المتظاهرين تلقت زيارات من السلطات في المنامة. ويضيف قوله: laquo;من الغريب أنه كلما حدث شيء في بريطانيا، وجدت له أصداء فورية في البحرين. السلطات هناك اتصلت بكل أسر الطلاب المطالبين بالتغيير، وأخطرتها بوقف الإعانات لأبنائها، وطلبت اليها إعادتهم الى البحرين. هؤلاء الناس يعيشون في هلع حقيقي الآن، والطلاب يقولون الآن إنهم لن يشاركوا في مظاهرات جديدة خوفًا على أهاليهمraquo;.

تأتي العقوبات المفروضة على الطلاب في بريطانيا على خلفية قلق دولي متصاعد إزاء معاملة السلطات البحرينية للمعارضين في الداخل. وقد أعربت الحكومة البريطانية عن هذا القلق مع الأنباء التي تحدثت عن مقتل أربعة معارضين الأسبوع الماضي، لفظ ثلاثة منهم أنفاسهم الأخيرة، وهم رهن الاعتقال. ويوم الخميس المقبل، ستتوجه كاثرين آشتون، ممثلة الاتحاد الأوروبي العليا للعلاقات الخارجية، الى المنامة لتطالب حكومتها بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين.

يذكر أن زينب الخواجة، وهي أم في السابعة والعشرين من عمرها في المنامة، دخلت السبت يومها السادس من إضرابها عن الطعام احتجاجًا على اعتقال وتعذيب والدها الناشط في حقوق الإنسان، عبد الهادي الخواجة، إضافة الى زوجها وصهرها. وقالت شقيقتها، مريم، المقيمة في الولايات المتحدة، إنها ضعيفة الجسد الآن وتعاني دوارًا، وإن أسرتها تريد لها التوجه الى المستشفى. لكنها ترفض ذلك، جزئيًا بسبب أن المستشفى نفسه يخضع إلى سيطرة القوات المسلحة البحرينية.