منذ الخميسنات إلى التسعينات، كانت إرشادات سلاح الجو الملكي تقضي بإخضاع من يُشك في أنهن سحاقيات، للعلاج النفسي وطردهن من الخدمة في حال لم laquo;يُشفينraquo; ومراقبة laquo;المُسترجلاتraquo; واللاتي يظهرن قوة جسدية laquo;غير نسائيةraquo; أو يملن إلى الألعاب الرياضية laquo;الرجاليةraquo;.

مجنّدات في سلاح الجو الملكي في الخمسينات

لندن: أظهرت ملفات سرّية خاصة بسلاح الجو الملكي البريطاني أن قيادته أخضعت اولئك اللاتي يُشك في أنهن سحاقيات وسط العاملات في صفوفه،إلى العلاج النفسي في محاولة لإبرائهن من هذا laquo;الداءraquo;.

يذكر أن المثلية الجنسية للرجال كانت محرّمة بقوة القانون في انكلترا وويلز حتى 1967. على أن العام 2000 شهد رفع الحظر عن انضمام المثليين من الجنسيين الى القوات المسلحة.

ولكن قبل ذلك كان يُنظر الى النساء اللاتي يشك في أنهن سحاقيات أو ثنائيات الجنس، باعتبارهن يعانين خللاً عقليًا يستوجب العلاج النفسي.

وورد في إرشادات الى القيادات تعود الى الخمسينات بعنوان laquo;مشكلة خاصةraquo; ما يلي: laquo;ليس بوسع أحد مساعدة امرأة على تفادي المخاطر المتصلة بالشذوذ الجنسي، الإ إذا كانت هذه المرأة نفسها تؤمن بأن هذا السلوك خطأ من الناحية الأخلاقية، وتدرك الأسباب التي أوصلتها الى هذه القناعةraquo;.

وتمضي الوثيقة قائلة: laquo;بالنسبة إلى أولئك النسوة التعيسات اللائي يعانين شذوذًا عميقًا، فإن العلاج النفسي هو الحل لهذا الداء. ولكن تذكروا أن العلاج النفسي يصبج ناجعًا فقط في حال كانت المريضة مدفوعة برغبة ذاتية في نيل الشفاء. وفي الأحوال - النادرة لحسن الحظ - التي يثبت فيها أن امرأة تحاول إفساد أخرى أو أخريات، فلا مجال هنا الا لطردها من الخدمةraquo;.

وأظهرت الوثائق التي كشف عنها في الأيام القليلة الماضية في دار الأرشيف القومي أن سلاح الجو أمر القيادات ايضًا بأن يبلغوا عن اولئك النساء اللائي يستهويهن الكريكيت و/أو الهوكي لعبًا أو متابعة لصيقة باعتبارهما لعبتين رجاليتين لا علاقة لهما بالنساء، الا إذا كانت لديهن laquo;نزعات رجاليةraquo; تجاه الأخريات.

وطلبت قيادة سلاح الجو كذلك الى القيادات مراقبة اولئك اللائي يكثرن من إرسال خطابات الى نساء، لأن هذا قد يكون مؤشرا الى علاقات سحاقية. كما حثتها على laquo;الابتعاد عن تجنيد اولئك النساء اللائي يتمتعن بالعضلات والقوة الجسمانية الظاهرة في سلاح الجو الملكي النسائيraquo;.

وقالت laquo;ديلي ميلraquo; إن هذا المنوال استمر منذ الخمسينات وحتى أواخر التسعينات عندما كان سلاح الجو يحتفظ بقوائم تضم اسماء اولئك اللائي يشتبه في أن لهن ميولاً سحاقية. وكانت هؤلاء النسوة يخضعن إلى المراقبة المستمرة وتفتيش متاعهن الشخصي سرًا واعتراض الخطابات المرسلة منهن وإليهن.

يذكر أن سلاح الجو الملكي النسائي طرد 13 امرأة من الخدمة في الخمسينات بعد اتهامهن وإدانتهن بالسحاقية، وأن هذا العدد ارتفع الى 30 في السبعينات. وتقول امرأة كانت مجندة بهذا السلاح في الستينات إن التحقيق في الممارسات السحاقية كان laquo;شرسًاraquo; على أقل تقدير.

وتضيف: laquo;كان أفراد الشرطة العسكرية يستولون على أي غرفة يشاؤون للتجسس منها على المتمهات بالسحاقية. وكانوا يقولون لدى سؤالهم من جانب البقية عما يجري: laquo;ثمة شر يتعين اجتثاثه من جذوره هناraquo;.