تظهر برقيات الدبلوماسيين الأميركيين المسرّبة على laquo;ويكيليكسraquo; أن ثمانية معتقلين بغوانتامو جرّوا اليه قرابة ثلث العدد الأجمالي للنزلاء، رغم أن شهادات بعضهم كانت تفتقر الى الصدقية.
255 معتقلا، أو قرابة ثلث العدد الإجمالي لنزلاء معسكر غوانتانامو الأميركي في كوبا، آلوا الى هذا الحال لأن 8 معتقلين وشوا بهم وورطوهم في عمليات إرهابية سابقة أو مزمعة. وهذا بالرغم من أن شهادات بعضهم احتوت على تناقضات في رواياتهم.
هذا بعض ما رفعت نقابه الدفعة الأخيرة من برقيات الدبلوماسيين الأميركيين المسرّبة على موقع laquo;ويكيليكسraquo;. وقد اتضح أن معظم سجناء المعسكر لم تقبض عليهم قوات أميركية، الأمر الذي يعني أن المحققين - في سعيهم لرؤية الصورة كاملة - اضطروا لمقارنة مختلف الشهادات التي أدلى بها معتقلون آخرون.
ويرد في البرقيات أن يمنيا يدعي محمد باسردة، اعتقل بتهمة انتمائه لتنظيم laquo;القاعدةraquo;، ورّط منفرداً 131 شخصا آخرين، بينما ظهرت شهادات آخر يدعى محمد هاشم في ملفات 21 رجلا. ووردت ايضا شهادة سوري يدعى عبد الرحيم رزاق الجنكو في ملفات 20 معتقلا، وكان هذا هو حال شهادة معتقل يدعى محمد القحطاني مع ملفات 31 آخرين.
وتظهر البرقيات ايضا أن معتقلا يدعى أبو زبيدة ورّط 127 رجلا، بينما اعتقل 33 آخرون بناء على شهادات عراقي اسمه عبد المطلب حسن. وأوضحت ايضا أن المحققين الأميركيين اضطروا للاعتماد الكامل على كل تلك الشهادات برغم هامش الشك الحتمي في دقتها وربما صحتها من الأساس.
وكان أفضل مثال لهذا ملف لمعتقل اسمه محمد حسن جاء فيه أنه laquo;اعترف بأنه تعمّد المبالغة والتضخيم في شهاداته حتى يبدو وكأنه يتمتع بمركز مرموقraquo;. وأقر محللون أميركيون في هذا الملف بأن شهادات حسن laquo;لا يمكن الاعتماد عليها وتلقي، ربما، بطلال من الشك على شهادات الآخرينraquo;، وفقا للبرقيات التي حصلت laquo;واشنطن بوستraquo; الأميركية وlaquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية على نسخ منها قبل وسائل الإعلام الأخرى.
وورد في البرقيات أن محمد القحطاني ظل يغير روايته للأحداث. ونقلت laquo;تليغرافraquo; عن فيروز عباسي، وهو بريطاني من أصل باكستاني كان معتقلا بغوانتانامو وأطلق سراحه قبل فترة، إن عددا كبيرا من النزلاء laquo;كانوا يقولون أي شيء فقط لإرضاء المحققينraquo;. وقال إنه شخصيا لم يورّط أي شخص آخر لكن غيره ربما أدلى بأكاذيب laquo;فقط من أجل التخفيف على أنفسهم من ضغوط التحقيقraquo;. وأضاف أن هذا الوضع تأتى laquo;لأن المعسكر غابة بلا قانون. قل ما شئت.. قل أي شيء.. لأن السكوت سيؤول بك الى وضع سيئraquo;.
ومن جهته قال ستافورد سميث، من جماعة الضغط Reprieve laquo;ريبريفraquo; المعنيّة برفاه معتقلي غوانتانامو: laquo;هذه البرقيات تكشف عن الكثير الذي يؤكد افتقار الجيش الأميركي الكامل للكفاءة. وقد أدى هذا الوضع المزري لأن تتسبب شهادات كاذبة من حفنة من المخبرين في توريط عدد هائل من الناس بلا جريرة ولا علاقة لهم بالتطرف على الأرجحraquo;.
التعليقات