ميقاتي مجتمعا مع حسن نصر الله

يجد الإعلام صعوبة في الحصول على أحاديث وتصاريح لقياديين ونواب في حزب الله وسط تساؤلات عن أسباب امتناعهم عن إجراء المقابلات الصحافية والإطلالات المتلفزة، وقد جاء هذا الموقف بعد أيام تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة.


بيروت: تتساءل اوساط رسمية وسياسية واعلامية عن أسباب امتناع قياديين ونواب في quot;حزب اللهquot; عن الادلاء بأحاديث وتصريحات الى وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية، وذلك بعد ايام على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة او ما تسميه المعارضة الجديدة المكونة من قوى 14 آذار بـ quot;الانقلابquot; الذي احدثه فريق 8 آذار بعد ان اضحى اكثرية بفعل اصطفاف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط الى جانبها ومعه الرئيس المكلف بالطبع وحليفه النائب احمد كرامي وابن مدينتهما الوزير محمد الصفدي ونائب زحلة نقولا فتوش .

وعبثًا حاول صحافيون واعلاميون التحدث مع هذا المسؤول او ذاك في الحزب لسؤاله عما آلت اليه عملية تشكيل الحكومة ومعرفة نظرة الحزب في التأخير الحاصل فيها فلم يفلحوا ، حيث كان معظم من يجري الاتصال بهم اما quot;خارج السمعquot; او يتعذر عليهم الرد لانشغالهم في اجتماع وفقًا لمساعديهم الذين يجيبون على هواتفهم الجوالة.
لم يطل الاستغراب طويلاً ازاء هذا التصرف اذ علم بأن تعميمًا صادرًا عن قيادة الحزب يحظر على المسؤولين فيه اجراء مقابلات صحافية وإطلالات تلفزيونية والاكتفاء بالقاء الخطب والكلمات في مناسبات معينة كالاحتفال بتخريج طلاب او المشاركة في مجالس عزاء .

واذا كان الحوار المباشر مع ممثل عن quot;حزب اللهquot; متعذّرًا في الوقت الحاضر فان عملية رصد لاجوائه ليست كذلك طالما انها لا تذكر اسم او اسماء المتحدثين العالمين بهذه الاجواء عملاً بالتعميم المذكور وهذا ما التزمت به quot;إيلافquot; في محاولتها حيث تكونت لديها الصورة التالية :

1- يرى الحزب ان قرار الامتناع عن اجراء احاديث صحافية وحوارات تلفزيونية او اذاعية يبقى الافضل في الوقت الراهن منعًا للاحراج . اذ كيف يمكن ان يفسر للجمهور التأخيرالحاصل في ولادة الحكومة بعد مضي اكثر من ثلاثة اشهر على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيلها ؟ وهل من مصلحته الاقرار بأنه والاكثرية الجديدة فشلا في انتاج حكومة وتسلم السلطة؟ وما هي المبررات التي تحول دون ذلك quot;اذ لا يمكن لعاقل ان يقتنع بأننا عاجزون عن ايجاد حل لعقدة حقيبة وزارة الداخلية المتنازع عليها بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عونquot; .

2- رغم الموقف المحرج الذي وضع فيه الحزب فإنه يسجل تقدمًا حصل على صعيد ايجاد مخرج للعقدة المذكورة تمثل بنجاحه في اقناع العماد عون بالعدول عن ابقاء quot;الداخليةquot; ضمن حصته الوزارية والقبول بتسليمها الى شخصية محايدة تحظى بموافقته والرئيس سليمان ، وفي ذلك تراجع كبير من جانب رئيس تكتل التغيير والاصلاح . فيما لاحظ الحزب تعنتًا من قبل رئيس الجمهورية الذي رفض لا تسمية العميد بول مطر الذي اقترحه قائد الجيش العماد جان قهوجي لتولي حقيبة وزارة الداخلية فحسب بل اعلن اصراره على ان يكون هو من يطرح الاسماء المؤهلة لذلك على ان يختار العماد عون احدها .

3- موقف رئيس الجمهورية المشار اليه لم يثنٍ الحزب عن مواصلة جهوده الآيلة لتشكيل الحكومة وquot;ابتداعquot; حل آخر لمشكلة من يتولى وزارة الداخلية. وكان اللافت هنا لجؤ مسؤول كبير في الحزب للمرة الاولى الى تحميل الرئيس سليمان الذي وصفه بـ quot;الأمين على الدولة والوطن والدستورquot; مسؤولية التأخير في تشكيل الحكومة كما جاء على لسان عضو شورى الحزب الشيخ محمد يزبك في خطاب القاه أمس .

4-لا يبدي الحزب انزعاجًا كبيرًا من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بل يتفهم وضعه وموقفه quot;الوسطيquot; وقربه من قوى 14 آذار . وهو يتعامل معه على هذا الاساس مدركًا بأنه لم يلتزم مسبقًا بأي شيء خصوصًا على صعيد المحكمة الدولية باستثناء قوله بحماية المقاومة وفي ذلك ما يرضي أهلها والقيمون عليها . كذلك ينظر الحزب بارتياح الى ما حققه الرئيس المكلف من خطوات عززت موقعه داخل طائفته بعد الاهتزازات التي تعرض لها على هذا الصعيد عند التكليف وصلت الى حد اتهامه بالخروج عن مبادئها ..

5- يعتبر الحزب ان عقدة تمثيل المعارضة السنية قابلة للحل اذا ما بقي الرئيس المكلف مصرًّا على عدم توزير فيصل كرامي نجل الرئيس عمر كرامي حرصًا على عدم اغضاب حليفه النائب احمد كرامي الذي هو على خلاف مع الأخير وتجنب وجود وزيرين (الصفدي ndash; كرامي) من طرابلس داخل الحكومة،إضافة الى رئيسها (ميقاتي) .

ويأمل الحزب المطالب بدوره بمجيء فيصل كرامي ارضاء لوالده وتقديرًا لمواقفه الثابتة من القضايا الوطنية والقومية وخصوصًا دعمه للمقاومة ان يقبل الاخير بتسمية بديل لفيصل تسهيلاً لولادة الحكومة وحرصًا على مصالح الناس ، وان كانت المؤشرات الواردة الى المشاركين في عملية التأليف توحي بأن رئيس الحكومة السابق يرفض هذا الطرح كليًا من باب انه لم يسمِ أحدًا حتى يتراجع عنه واللبيب من الاشارة يفهم ..