يختار الأحد وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الذي يعقد في القاهرة أمينًا عامًا جديدًا للجامعة العربية خلفًا لعمرو موسى الأمين العام المنتهية ولايته، فيما يرى خبراء سياسيون مصريون تحدثوا لـإيلاف أن المرشح المصري مصطفى الفقي هو الأوفر حظًا من القطري عبد الرحمن العطية نظرًا إلى تمتعه بعلاقات طيبة.
من سيخلف عمرو موسى؟ |
تدخل مرحلة اختيار الأمين العام المقبل للجامعة العربية خلفًا لعمرو موسى المنتهية ولايته مرحلة الحسم الأحد، مع استعداد وزراء الخارجية العرب لاختيار خلف لموسى، الذي اعتذر عن تمديد ولايته في المنصب الذي يشغله منذ عام 2001، بسبب رغبته في الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة قبل نهاية العام الحالي.
ويجري اختيار الأمين العام الجديد للجامعة من بين المرشحين المصري الدكتور مصطفى الفقي والمرشح القطري عبد الرحمن العطية الأمين العام السابق لدول مجلس التعاون الخليجي، ووفقًا للمادة 12 من ميثاق جامعة الدول العربية، فإن الأمانة العامة للجامعة تتالف من امين عام وامناء مساعدين وعدد كاف من الموظفين، حيث يتم اختيار الأمين العام بغالبية الثلثين من الدول الأعضاء.
ويتعرض الدكتور مصطفى الفقي المرشح المصري لانتقادات حادة من قبل اعضاء ائتلاف شباب الثورة وعدد من الأحزاب تحت التأسيس، بسبب كونه أحد رموز النظام السابق، وبسبب عضويته في الحزب الوطني المنحل الذي كان يترأسه مبارك قبل أن يستقيل منه خلال الثورة المصرية، إضافة الى الفترة التي قضاها كسكرتير للرئيس السابق في تسعينات القرن الماضي، إذ شهد مقر الجامعة العربية تظاهرات عدةلمناهضة ترشيح الفقي.
تأتي هذه الانتقادات على الرغم من أن الفقي لم يكن مرشح النظام السابق، إذ وقع الرئيس السابق حسني مبارك على ترشيح الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية السابق ورأى أنه هو المرشح المصري للمنصب، إلا أن المجلس العسكري الذي تولى إدارة شؤون البلاد بعد تنحّي مبارك في 11 شباط- فبراير الماضي برئاسة المشير طنطاوي قرر استبدال شهاب بالفقي، بعد اختيار اسمه من بين اسماء عدة كانت مطروحة، من بينها وزير الخارجية المصري الحالي نبيل العربي، والذي اعتذر عن ترشيحه أكثر من مرة، مفضلاً البقاء على رأس وزارة الخارجية.
وجاء ترشيح الفقي لعلاقته الجيدة التي يتمتع بها مع عدد من الدول العربية، بسبب اتجاهه العروبي القوي، إضافة الى نشاطه في العمل العربي بصفة عامة، وقام الفقي بجولات في بلاد عربية عدة، بعد إعلان ترشحه رسميًا شملت غالبية الدول العربية في محاولة منه لكسب تأييدهم له في التصويت الذي سيجري اليوم، وكان من المقرر أن يقوم بزيارة الى السودان، على الرغم من تحفظها على ترشيحه الى المنصب، على خلفية تصريحاته السابقة، التي انتقد فيها الرئيس عمر البشير، قبل أن يتراجع عن الزيارة، لتنجح الدبلوماسية المصرية بعد ذلك في إقصاء السودان عن التصويت في اختيار الأمين العام العربية ضمانًا لعدم تصويتها لمصلحة المرشح القطري عبد الرحمن العطية.
quot;المهم مصر وليس اناquot;
مصطفى الفقي |
quot;المهم أن يأتي المنصب الي مصر، سواء كان مصطفى الفقي أو غيرهquot;، هكذا قال الدكتور مصطفى الفقي المرشح المصري في إفادة موجزة لـquot;إيلافquot; رافضًا الحديث عن المزيد من التفاصيل في الوقت الحالي إلى حين إجراء الانتخابات، واعدًا بحديث شامل حال فوزه بالمنصب.
واتفق محللون سياسيون مصريون تحدثت معهم إيلاف على أن فرص الفقي أقوى من المرشح القطري، وقال الدكتور جهاد عودة استاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان في إفادة لـquot;إيلافquot; إن الفقي حاصل حتى الآن على تأييد 14 دولة عربية من أصل 22 دولة، مشيرًا الى ان فرص فوزه حتى اللحظة هي اكبر بكثير من المرشح القطري، ومؤكدًا أنه الأنسب لقيادة الجامعة في هذه المرحلة التاريخية والحساسة من تاريخ المنطقة العربية، لاسيما لكتابته واتجاهاته العروبية القوية والثقة التي يحظى بها في المنطقة العربية.
وعن إمكانية ان تحدث مفاجآت في عملية التصويت تقلب موازين النتائج، استبعد عودة هذه الفكرة، لاسيما وأن الخارجية المصرية والمجلس العسكري يدعمان الفقي للفوز بالمنصب، مشيرًا الى أن ما يتردد عن تدويل المنصب بين الدول العربية، وأن لا تكون الأمانة العامة حكرًا على مصر حديث يتكرر في كل مرة تجرى فيها الانتخابات، مؤكدا أن التغيير السياسي الذي تشهده المنطقة العربية لن يؤثر على الجامعة العربية.
اتفق معه في الرأي الدكتور سامي السيد استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الذي أكد في إفادة لـquot;إيلافquot; أنه على الرغم من الانتقادات الداخلية للفقي، بسبب انتمائه الى النظام السابق، إلا أنه الآن أصبح ممثل مصر في المنافسة على المنصب، لذا يجب دعمه، لاسيما وأنه يحظى بتأييد من دول عربية ذات ثقل في المنطقة العربية.
وأشار السيد الى أن الفقي حتى الآن هو الأقوىللفوز بالمنصب، ليس فقط بسبب دعم المجلس العسكري ورغبة الدول العربية في استعادة مصر لمكانتها الإقليمية، وإنما لأن الفقي يحظى بثقل عربي، وله علاقات طيبةمع الدول العربية، ليس على المستوى الرسمي فحسب، وإنما على المستوى الشعبي أيضًا.
وشدد السيد على أن الفقي سيقابل بانتقادات من قوى سياسية داخلية في حال اتخاذه موقفًا سلبيًا تجاه الاحتجاجات التي تشهدها بلاد عربية عدة، من بينها سوريا واليمن وليبيا، مشيرًا الى أنه مطالب بإعلان مواقف حازمة تجاه هذه الدول وإعلان انحياز الجامعة الى مطالب الشعوب، وليس إلى مصالح الأنظمة الحاكمة.
التعليقات