تعتزم ألف امرأة سعودية إرسال عريضة للملك عبد الله بن عبد العزيز يؤكدن فيها رفضهن لقيادة المرأة للسيارة، ويعتبرن مطالبات بعض السعوديات بتمكينهن من قيادة السيارة لا يمثل إلا فئة قليلة بينما المعارضات لذلك يعدن بالملايين.


امرأة سعودية تتأهب لقيادة سيارتها في مدينة جدة

الرياض: في الوقت الذي حظي فيهإعلان ناشطات سعوديات عزمهنّ قيادة سياراتهن في السعودية بشكل متزامن في السابع عشر من الشهر المقبل، بدعم قطاعات واسعة من السعوديين، فاجأت 1000 امرأة سعودية الجميع بتوقيعهن على بيان سيوجهنه للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ويؤكدن فيه معارضتهن لقيادة المرأة للسيارة.

وطفى ملف قيادة المرأة للسيارة في السعودية الى السطح هذه الأيام بعد تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي quot;فيس بوكquot; من مجموعة نساء سعوديات، أكدن فيها أنهن سيقدن سياراتهن في السابع عشر من الشهر المقبل، بينما استبقن أخريات هذا التاريخ وبدأت بالفعل قيادة سياراتهن وكان مصيرهن التوقف من قبل أجهزة الأمن.

وظهر أمس بيان مفاجئ حمل توقيع 1000 مواطنة سعودية يعتزمن الرفع به إلى مقام الملك عبد الله بن عبد العزيز، للتعبير عن معارضتهن لقيادة المرأة للسيارة، وأكدت الموقعات في العريضة أن المطالبات الأخيرة والتحدي الصارخ لا يمثل سوى قلة قليلة من نساء المملكة وأن الرافضات لفكرة القيادة هن بالملايين، حسب قولهن.

وأشرن إلى أن quot;المفاسد العظمى المترتبة على قيادة المرأة للسيارة كثيرة، تتمثل في ضياع الدين وانتشار المعاكسات في الطرق، بالإضافة إلى تهاون النساء في الحجابquot;.

ووصف البيان أن quot;وضع تاريخ معين للمطالبة بقيادة المرأة إنما هو تحدٍ سافر يضرب بتعاليم الدين عرض الحائط، وأن ذلك التحدي يفتح المجال أمام كل صاحب مبدأ أو فكرة منحرفة أن يخرج إلى الشارع ويطبق ما دعى إليه دون مراعاة للنظام أو احترام الدولة والقيادة، مما يكون له الأثر السيئ على أمن البلد واستقرارهquot;.

وأضاف البيان أن quot;قيادة المرأة فيها مخالفة لفتوى هيئة كبار العلماء بعدم جواز قيادة النساء للسيارات، والتي صدر بناء عليها تعميم من وزارة الداخلية ينص على منع جميع النساء من قيادة السيارة منعا باتاquot;.

ودعت الموقعات على البيان إلى وضع حد وعقوبة صارمة لكل من يتجرأ ويتطاول ويدعو غيره إلى فعل ما فيه خروج على النظام، معتبرات أن هذه الأفعال خطرها أكثر من المظاهرات، لأن المظاهرات مجرد أقوال وأن مثل هذه الأفعال جريئة وغير مسؤولة ولا مبررة.

واعتبرت الموقعات أن quot;المصالح من قيادة المرأة للسيارة قليلة ولفئة محدودة ويمكن أن تحل المشكلة بطرق أخرىquot;، وتابعن بالقول quot;إن المستفيدات من ذلك قليلات وفي حكم الشاذquot;.

وأورد البيان في سياقه أن quot;قيادة المرأة لها بعد اجتماعي خطر، لأن المرأة أصبحت تمارس أدوارًا مناطة بالرّجل، والمجتمع لديه تقبل لاتكال الرجل على المرأةquot;، ووصفن قيادة المرأة للسيارة بأنه quot;حمل جديد سيضاف إلى كاهل المرأة وسيسهم في تخلي بعض أولياء الأمور عن القيام بواجبهم تجاه أسرهمquot; واعتبرن أن quot;المرأة مسكينة، باتت تشقى.. والرجل إلى مزيد من الراحةquot;.

واقترحت الموقعات على البيان حلاً يدعو إلى الاستفادة من وسائل النقل العام، واستشهدن في هذا الصدد بندوة علمية أقيمت في الرياض تدعو إلى وجوب تعزيز شبكة النقل العام، حيث جاء في الندوة أن 40% من الأوروبيين يعتمدون في تنقلاتهم على وسائل النقل العام، أما في الرياض فلا تتجاوز نسبة اعتماد السكان على وسائل النقل العام 7%.

وأشارت الموقعات أيضًا إلى أن استخدام شبكة النقل العام يخفف من الحوادث المرورية ويساعد أهل الدخل المحدود في تنقلاتهم، كما أن النقل العام يقلل من الازدحام المروري.

وليست هذه المرة الأولى التي تواجه الدعوات لتميكن المرأة لقيادة السيارة، بمثل هذه العرائض، التي تحاول عرقلة أي حراك نسوي في هذا الشأن، ويعتقد كثير من السعوديون أن هؤلاء النسوة الموقعات يقف خلفهن الكثير من رموز التشدد في المجتمع المعروفين بوقوفهم الدائم ضد كل شأن يخص المرأة السعودية.

وفي السياق نفسه طالب الكثير من الكتاب السعوديين والمهتمين بقرار حكومي واضح يحدد مصير أكثر قضية تشغل بال المرأة في المملكة، حيث أكدوا أن الدولة حاليًا يجب أن تضع القوانين التي تتيح للمرأة قيادة سيارتها أو أن تصدر قرار واضحا يقضي بالمنع أو أن توضع قوانين مقننة تحدد وفق مقترحات سابقة سن وشروط المرأة التي تقود سيارتها.

يأتي ذلك بعد تصاعد القضية في الأيام الأخيرة خصوصًا أن المطالبات بحقهن في القيادة يبررن ذلك بعدم وجود قانون يجرم قيادة المرأة للسيارة فضلاً عن تصريحات كبار المسؤولين في المملكة على أن ذلك شأن اجتماعي بحت، ويأتي على رأسهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز. فيما يعتمد الذين يعارضون ذلك على فتاوى قديمة وحديثة منها ما هو لأعضاء في هيئة كبار العلماء ومنها ما هو لرجال دين مستقلين.

حملة على فايسبوك لضرب السعوديات اللواتي يقدن سيارات

على صعيد متصل، اطلقت حملة عبر موقع فايسبوك لتشجيع الرجال على استخدام العقال لضرب النساء اللواتي سيقدن سياراتهن في 17 حزيران/يونيو ضمن حملة نسائية للمطالبة بمنح السعوديات حق القيادة.

وتأتي quot;حملة العقالquot; ردا على الحملة النسائية التي تشجع النساء على قيادة سياراتهن يوم 17 حزيران/يونيو المقبل في شتى انحاء المملكة العربية السعودية.

وايد صفحة quot;حملة العقالquot; اكثر من 6200 شخص، الا ان بينهم من يجري مداخلات لمهاجمة القيمين على الحملة.

وكتب احد اعضاء الصفحة quot;من شخصي الموقر اعلن عن تبرعي بخمسين كرتون عقال سيتم توزيعها في الاشارات للشباب ليقوموا بتقويم النساء العاصيات الخارجات عن نظام البلد وسيتم تربيتهن لان تربيتهن لم تتم حسب الاصول في منابعهن الفاسدةquot;.

ويؤكد القيمون على الحملة انهم يسعون الى quot;عدم قيادة المرأة للسيارة بكل ما اوتينا من قوة وبقوةquot;.

وقال احد اعضاء الصفحة متهكما quot;تم رفع اسعار العقل السميكة من قبل اصحاب المحال التجارية والسبب يرجع الى كثرة الطلب على العقل بعد حملة العقالquot;.