ميدان التحرير ليلاًخلال ثورة 25 يناير

في أول تأكيد رسمي بعد نفي السلطات العسكرية، أكد مسؤول بارز في مصر إخضاع محتجات اعتقلن إبان ثورة 25 يناير إلى quot;فحوصات عذريةquot; إجبارية.


القاهرة: اعترف مسؤول عسكري مصري بارز بإخضاع بعض من اعتقلن إبان ثورة 25 يناير/كانون الثاني إلى اختبارات عذرية، بعد نفي ذلك من جانب السلطات العسكرية في السابق.

وكانت أنباء في هذا الصدد قد أثيرت في تقرير لمنظمة العفو الدولية نشر بعد أسابيع من المظاهرة، وأشار التقرير إلى أن بعض المتظاهرات ضربن، وأجبرن على الخضوع لاختبارات عذرية.

ونقلت شبكة quot;سي.ان.انquot; الأميركية عن مسؤول عسكري بارز، طلب عدم ذكر اسمه، القول إن الاختبارات أجريت بالفعل، إلا أنه أوضح أن السبب في ذلك كان الخوف من أن يدعين بعد ذلك تعرّضهن للاغتصاب على أيدي السلطات المصرية.

ودافع الجنرال، الذي رفض كشف هويته، في معرض تأكيده للفحوصات، عن الخطوة قائلاً: quot;هؤلاء الفتيات أقمن في مخيمات الاعتصام إلى جانب المحتجين الذكور في ميدان التحرير، حيث عثرنا على قنابل حارقة (مولوتوف) و(مخدرات)quot;.

وأوضح: quot;لم نكن نرغب أن يخرجن، ويدعين أننا اعتدينا عليهن جنسيًا أو اغتصبناهن، ولهذا كنا نرغب في التأكد من أنهن لسن عذراوات من الأصلquot;، وقال: quot;لم تكن أي منهن (عذراء)quot;.

وقال المسؤول إن الـ149 شخصًا الذين اعتقلوا بعد مظاهرة 9 آذار/ مارس قدموا إلى المحاكم العسكرية وحكم على معظمهم بالسجن سنة، ولكن بعدما تبين أن معظمهم حاصلون على شهادات جامعية، قررنا منحهم فرصة أخرى. وأكد المسؤول البارز أن المجلس العسكري، الحاكم في مصر، عازم على إنجاح التحول الديمقراطي في مصر.

وتناقض تصريحات المصدر ما أدلى به الرائد، عمرو إمام، ونفى فيه ما ورد بتقرير منظمة العفو الدولية quot;أمنستيquot; في مارس/آذار، عن مزاعم إخضاع محتجات معتقلات لـquot;فحوص عذرية إجباريةquot;. وحينها أكد إمام اعتقال 17 امرأة، بيد أنه نفى مزاعم تعرضهن للتعذيب أو لفحوصات العذرية.

وكانت quot;أمنستيquot; قد دعت السلطات المصرية إلى مباشرة تحقيق في مزاعم تعرض نساء محتجات قبض عليهن في ميدان التحرير، للتعذيب على أيدي عسكريين تابعين للجيش، بما في ذلك إخضاعهن quot;لفحوصات العذريةquot;. وجاء في تقرير المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان: quot;فعقب إخلاء المحتجين من ميدان التحرير بالعنف في 9 مارس/آذار، قام العسكر باحتجاز ما لا يقل عن 18 امرأة في الحجز العسكري.

وأبلغت محتجات منظمة العفو الدولية أنهن تعرضن للضرب وللصعق بالكهرباء، وأخضعن لعمليات تفتيش بعد تعريتهن، بينما قام جنود ذكور بتصويرهن، ومن ثم أخضعن quot;لفحوصات لعذريتهنquot;، وهددن بتوجيه تهم البغاء إليهن.

وشهدت مصر انتفاضة شعبية للمطالبة بالديمقراطية والتغيير، لازم فيها المحتجون quot;ميدان التحريرquot; طيلة 18 يوماً، وانتهت بتنحّي مبارك في 11 فبراير/شباط الماضي، وتولي الجيش، الذي انحاز طيلة الاحتجاجات إلى الثورة، مهام إدارة البلاد حتى إجراء انتخابات خلال عام. إلا أنه في التاسع من مارس/آذار هاجم الجيش المعتصمين، وقام بإخلاء بعضهم بالقوة من quot;ميدان التحريرquot;.