توافدت اعداد غفيرة من ابناء الشعب المصري بمختلف المحافظات الى ميدان التحرير بوسط القاهرة، ترقباً للخطاب الذي من المتوقع وفق مصادر سياسية مطلعة في حديث لـ quot;إيلافquot; ان يلقيه الرئيس حسني مبارك مبارك الليلة للتنحي عن منصبه، وتخويل صلاحياته السياسية والعسكرية للجيش أو لنائبه عمر سليمان.


توافد على ميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية ما يقرب من ثلاثة ملايين مواطن من مختلف المحافظات المصرية، انتظاراً للخطاب الذي من المتوقع ان يلقيه الليلة الرئيس مبارك للتنحي عن السلطة أو نقل صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان وربما لقيادة الجيش، وفي حديث اجرته ايلاف مع عدد من المتظاهرين، تبين وجود ما يقرب من نصف المتظاهرين، نزحوا من المدن الاقليمية في مصر للقاهرة، للمشاركة فيما وصفوه بنشوة الانتصار على النظام، والتحرر من الاغلال والقمع والفساد الذي فرضه عليهم زهاء ثلاثين عاماً.

زهوة الانتصار

وفي حديث خاص لـ quot;إيلافquot; قال quot;سالم الزميتيquot; احد شباب محافظة الدقهلية، الذي وصل الى القاهرة عصر مع عدد من اصدقائه للمشاركة فيما وصفه بزهوة الانتصار على النظام: quot;في الحقيقة وصلنا الى العاصمة المصرية اليوم للمبيت في ميدان التحرير بهدف المشاركة في المظاهرات الكبرى، التي كانت مقررة غداً الجمعةquot;. واضاف الزميتي وهو مهندس في شركة كهرباء مدينة المنصورة: quot;في الطريق الى القاهرة سمعنا من وسائل الاعلام اعتزام الرئيس مبارك تسليم السلطة الى نائبه مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان، فتغيرت انطباعاتنا، وشعرنا ان مصر بأسرها ستعيش الليلة حالة من الفرحة، وستكون المظاهرات المقررة غداً الجمعة، تعبيراً عن الانتصار والسعادة بالنجاح في التغييرquot;.

من جانبه يرى quot;محمود غازيquot; احد مواطني مدينة كفر الشيخ المصرية، انه على الرغم من الاعتصامات التي نظمها عمال السكك الحديدية، والتي حالت دون الوصول عبر القطارات الى القاهرة، لجأ هو وثلاثة من اصدقائه الى استقلال سيارة احدهم الخاصة، والسفر بها الى العاصمة المصرية، واضاف: quot;رغم حظر التجول المفروض على القاهرة بداية من الساعة الثامنة مساءاً، الا اننا على يقين بأن التحرك في شوارع القاهرة الليلة سيكون متاحاً للجميع حتى صباح غد الجمعةquot;، واضاف غازي (28 عاماً) في حديث خاص لـ quot;إيلافquot;: quot;سيشاركنا الجيش المصري الفرحة الليلة، فلا يهمنا ان يلقي مبارك كلمته، وانما يهمنا اعلان المجلس العسكري quot;عزل الرئيس مبارك من الحكمquot;، فالجيش يحظى بتأييدنا ولا نشعر ان هناك مؤسسة اخرى افضل منه، يمكن الارتكان اليها في هذا التوقيتquot;.

البيان العسكري

الطبيب quot;سعيد امبابيquot; (35 عاماً)، احد مواطني مدينة دمنهور المصرية، قال من ميدان التحرير لـ quot;إيلافquot;: quot;ان البيان الاول للمجلس العسكري المصري حرّك بداخلنا ثورة 1952، التي قادها الجيش ضد الملك فاروق، إذ نجح آنذاك في تنحيته وتولي السلطة بدلاً منه، اما اليوم فنحن امام ثورة شعبية او لنقول شبابية، قادها ابناء هذا الوطن، واعلن المجلس العسكري المصري منذ دقائق مساندته لهاquot;. وأضاف امبابي: quot;امام تلك المعطيات تركنا مدينتنا وتوجهنا للقاهرة لنشارك في هذا الحدث، الذي يدخل بنا جميعا الى صفحة جديدة من التاريخ، كما أن اهالينا في مدينتنا quot;دمنهورquot; ومختلف المدن المصرية غادروا بيوتهم وانطلقوا الى الشوارع في تظاهرات احتفالية ابتهاجاً بهذا الحدث الجللquot;.

أما خالد عبد الحميد احد شباب محافظة المنوفية (مسقط رأس الرئيس حسني مبارك)، فأعرب في حديث خاص لـ quot;إيلافquot; عن ترقبه الحذر للفترة التي تعقب سقوط نظام مبارك، وقال: quot;الجميع هنا في ميدان التحرير وفي معظم ميادين وشوارع القاهرة والمدن المصرية في انتظار تنحي الرئيس مبارك، للخروج من حالة الفساد السلطوي الذي عانينا منه زهاء ثلاثين عاماً، ولكني في الوقت نفسه اخشى من سطو احزاب المعارضة والتيارات الراديكالية على ثمار الثروة الشبابية في محاولة للحصول على موقع سياسي في النظام الجديدquot;.

وحذر عبد الحميد في حديثه لـ quot;إيلافquot; من تراخي الجيش في حسم التطلعات التي ربما يعلو سقفها بعد اعلان تنحي الرئيس مبارك، فربما يعترض البعض على خلافة اللواء عمر سليمان للرئيس مبارك، إذا اعلن الاخير ذلك، وقد يقوض ذلك الى فوضى سياسية جديدة ليس من الواضح الى اي مسار ستقود البلاد.