قاعدة مرجة المتقدمة: يقول اميركي مكلف مشاريع التنمية في جنوب افغانستان طالبا عدم كشف هويته quot;كان يمكننا ان ننفق بلا حساب حتى وقت قريبquot;. لكن تدفق الاموال توقف مما انعكس سلبا على المشاريع الصغيرة التي كانت تسمح للقوات الاميركية بكسب تأييد السكان.

وباتت مهمة الجنود الاميركيين في منطقة مرجة الريفية في ولاية هلمند الجنوبية التي طالما مولت محاصيلها من الخشخاش حركة طالبان، تقتصر في الاساس على المحافظة على المناطق التي تمت السيطرة عليها اثر معارك عنيفة مطلع 2010 في هذا المعقل لحركة التمرد.

وفي حين بدا الاهتمام بهذا النزاع الذي اندلع قبل عشر سنوات تقريبا يتراجع في الدول الغربية، اخذت الاموال -- السلاح الاساسي في منطقة فقيرة لكسب quot;العقول والقلوبquot;، الصيغة العزيزة على قلب الاستراتيجيين الاميركيين -- تنفد.

وتضمن القوات الاميركية هناك كما في بقية المناطق الاخرى، دعما محليا بفضل تمويل مشاريع مثل بناء المدارس والطرقات.

وتحسن الوضع الامني في مرجة كثيرا منذ سنة كما يقول الجيش الاميركي رغم ان المراقبين يشددون على انه من السابق لاوانه في بداية موسم القتال، معرفة ما اذا كان التقدم دائما.

ويعتبر القسم الاكبر من هذا التقدم ثمرة مشاريع تنموية صغيرة تكلف كل منها بضعة الاف او عشرات الاف من الدولار.

لكن quot;برنامج الرد السريع للقادةquot; وهو صندوق من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) يتصرف به القادة العسكريون الاميركيون لتمويل مشاريع مساعدة على التنمية، شهد انخفاضا كبيرا.

ويؤكد ضباط مشاة البحرية الاميركية (المارينز) المنتشرين في منطقة مرجة ان الاموال التي يتصرفون فيها تراجعت حوالى 80 بالمئة خلال الاشهر الاخيرة وميزانيتهم نفدت في انتظار اموال جديدة.

ويؤكد اللفتنانت كولونيل كريس اليسون انه كان يتصرف حتى اذار/مارس بمئة الف دولار شهريا من المشاريع الصغيرة. ويضيف quot;لكن الان انتهيت من مساع دامت شهرا من اجل الحصول على مبلغ سيبلغ ثلاثة الاف دولارquot;.

وقال احد الخبراء طالبا عدم ذكر اسمه ان ميزانية الوكالة الاميركية للتنمية (يو اس ايد) انخفضت من quot;ملايين الدولارات الى مئات الآلاف من الدولاراتquot;.

ولم تعرب المنظمات غير الحكومية التي لا تحبذ العمل مع العسكريين، بعد عن رغبتها في تولي الاشراف على تلك المشاريع.

وقال ضباط اميركيون ان ذلك الخفض في الميزانية ادى الى تاخير في دفع رواتب الشرطة المحلية الافغانية، وهي شرطة قروية تهدف الى مساعدة قوات الامن في المناطق النائية.

وقال باسم الله ميخائيل المسؤول المحلي في الشرطة القروية محتجا على المارينز quot;هذه مبالغة، هذا لا يطاقquot; مؤكدا انه اضطر لبيع اسلحة لدفع اجور رجاله مؤخرا.

ويقول قادة المارينز ان الامن استتب بشكل دائم في المنطقة لكنهم اعربوا عن القلق من اعتماد السكان على الجيش الاميركي وامواله.

وقال احد عناصر المارينز طالبا عدم كشف هويته quot;اننا نقيم نظام تكافل، انهم يعتمدون علينا في كل شيءquot; واكد عنصر اخر quot;عندما سنرحل سنترك فراغا لحركة طالبانquot;.

وقال مساعد الكولونيل ديفيد هاسبث قائد الفوج المحلي مطمئنا انه يجري حاليا انشاء مراكز تدريب مهني.

لكن في مرجة تغيرت طبيعة المعركة وقال امان الدين داوراري quot;لم يعد هناك جهادquot; بل quot;حرب من اجل المالquot;.