دمشق: وجّه وزير الداخلية السوري تحذيرًا الى quot;المجموعات المسلحةquot;، مؤكدًا أن quot;الدولة ستتعامل معها بحزم وقوةquot;، وquot;لن يتم السكوت عن اي هجوم مسلحquot;، وذلك في بيان تلاه عبر التلفزيون الاثنين.

وقال الوزير محمد ابراهيم الشعر ان quot;الدولة ستتعامل بحزم وقوة ووفق القانون، ولن يتم السكوت عن اي هجوم مسلح، يستهدف امن الوطن والمواطنينquot;. واضاف ان quot;الهجمات المسلحة استهدفت مباني عامة وخاصة ومراكز امنية في عدد من المناطق، آخرها جسر الشغورquot; في محافظة ادلب، التي تبعد 330 كلم شمال دمشق.

وقتلت قوات الأمن 40 شخصاً على الأقل في سوريا الأحد، خصوصًا في شمال غرب البلاد، في وقت تبدو دمشق ميالة الى المضي بقبول مطلب رئيس للمعارضة: التعددية الحزبية. الا انها ليست المرة الاولى، التي يعلن فيها الرئيس بشار الاسد تدابير تهدئة منذ اندلاع الاحتجاجات في 15 اذار/مارس.

وكما الحال في المرات السابقة، لم يترافق ذلك مع وقف القمع الدموي، اذ قتل 35 شخصًا هم 27 مدنيًا و8 عناصر امن في جسر الشغور (شمال غرب) وفي القرى المجاورة، حيث جرت عمليات عسكرية وامنية منذ السبت، بحسب رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.

وقضى مدنيان مساء الاحد في مدينة جبله الساحلية كما افاد عبد الرحمن. وقد اصيبا برصاص القوات الامنية التي فتحت النار لتفريق المتظاهرين كما اضاف. وكان المتظاهرون يطالبون بالافراج عن شيخ اوقفته اجهزة الامن.

وفي دير الزور (وسط - شرق) اطلقت قوات الامن النار على متظاهرين كانوا ينظمون تظاهرة امام مبنى لحزب البعث الحاكم، ما ادى الى مقتل ثلاثة منهم، كما اضاف الناشط باسم حقوق الانسان.

وواصل سكان مدينة حماه على بعد 210 كلم شمال دمشق اضرابهم العام، الذي انطلق السبت، بعد مقتل 60 مدنيا الجمعة. ومساء الاحد، تجمع نحو 100 الف شخص في تظاهرة في المدينة كما افاد سكان محليون.

من جهة اخرى، سلمت قوات الامن مساء جثة رجل كان قيد الاحتجاز منذ شهر لعائلته مساء الاحد في دوما قرب دمشق، بحسب عبد الرحمن. وعلى وقع ضغط المجتمع الدولي لوقف حمّام الدم في البلاد، وعدت دمشق الثلاثاء الماضي بعفو عام، وتم الافراج عن اكثر من 450 معتقلا سياسيا وسجين راي، منهم من كان معتقلا منذ 25 عاما، وفق المرصد.

والاحد، اعلن النظام انشاء لجنة ستكلف باعداد مشروع قانون حول الاحزاب السياسية، على ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا. وتعتبر التعددية الحزبية من ابرز مطالب المعارضين. وحزب البعث الحاكم في سوريا منذ العام 1963 هو بحسب الدستور quot;الحزب القائد للدولة والمجتمعquot;.

ومنذ انطلاق الاحتجاجات، رفعت السلطات ايضًا في نيسان/ابريل حال الطوارئ المعمول بها منذ نحو 50 عاما. الا ان النظام واصل ارسال الجيش الى المدن التي تضربها الاحتجاجات. والاثنين، نددت ست منظمات حقوقية سورية quot;بالاستخدام المفرط للقوة لتفرق التجمعات السلمية للمواطنين السوريين العزلquot;.

ودعت هذه المنظمات، ومن بينهما المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا واللجنة الكردية لحقوق الانسان في سوريا، الحكومة الى quot;وقف دوامة العنف والاغتيالات في الشوارع السوريةquot;. وطالبت بانشاء لجنة تحقيق quot;مستقلة وشفافةquot; لكشف المسؤولين عن اعمال العنف.

وتقول منظمات حقوق الانسان ان اكثر من 1100 مدني قتلوا، واعتقل اكثر من عشرة الاف على الاقل منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا. وعلى الصعيد الدولي، تسعى الدول الغربية المجتمعة في فيينا الى اصدار عقوبات بحق سوريا المشتبه في قيامها بانشطة نووية غير قانونية. واقترحت هذه الدول على الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاحتكام الى مجلس الامن الدولي.

ايهود باراك يقول ان الرئيس السوري quot;سيسقطquot;

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاثنين ان الرئيس السوري بشار الاسد ربما يشجع الاضطرابات على الحدود الاسرائيلية السورية في مسعى غير مجد لإنقاذ نظامه. وقال باراك بعد يوم من محاولة مئات المتظاهرين العبور الى هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل، ومقتل 23 منهم برصاص الجنود الاسرائيليين، quot;ليس امامنا خيار، علينا ان ندافع عن حدودنا، وبرأيي فان الاسد سيسقط في النهايةquot;.

وصرح باراك للاذاعة العامة quot;قد يكون السوريون هم الذين يشجعون (الاحتجاجات على الحدود) ربما كانوا يعتقدون انها تحول الانتباهquot;. وذكر التلفزيون السوري الحكومي ان 23 شخصا قتلوا كما اصيب 350 اخرين برصاص الجنود الاسرائيليين.

الا ان الجيش الاسرائيلي قال ان عشرة متظاهرين قتلوا فقط عندما انفجرت الغام سورية في القنيطرة بسبب قنابل حارقة القاها المتظاهرون. وقال باراك ان اسرائيل ستواصل الدفاع عن حدودها وان الاسد لن يتمكن من استغلال المواجهات على الحدود لتجنب تبعات الحركة الاحتجاجية الواسعة التي تهز سوريا.

واكد باراك quot;اعتقد انه سيسقط. لقد فقد مصداقيته، ربما لا يزال قادرًا على المحافظة على استقراره لستة او تسعة اشهر اخرى، ولكنه سيضعف كثيرًاquot;. وتقول جماعات حقوقية ان اكثر من 1100 مدني قتلوا، واعتقل 10 الاف في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف اذار/مارس. وتؤكد دمشق على ان quot;عصابات ارهابية مسلحةquot; هي التي وراء الاضطرابات، بدعم من اسلاميين وعملاء اجانب.

وقال باراك عن الاسد، quot;اذا توقف عن استخدام العنف اليوم، فسينظر اليه على انه ضعيف، وستتم الاطاحة به. واذا ما استمر، فان القتل سيزداد، وستبدأ التصدعات في الظهور، بما في ذلك في صفوف الجيشquot;. واضاف ان quot;مصيره قد تحدد بالفعل، واعتقد ان مصير (علي عبد الله) صالح في اليمن و(معمّر) القذافي في ليبيا قد تحدد كذلكquot;.