واشنطن: أعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء لنظيره الافغاني حميد كرزاي عن quot;حزنهquot; لسقوط ضحايا مدنيين في الغارات العسكرية في افغانستان، وذلك في مؤتمر عبر الدائرة المغلقة بين الرجلين، كما اعلن البيت لابيض.

وتحدث اوباما وكرزاي طيلة ساعة صباح الاربعاء وبحثا في موضوعات عدة، بينها مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في الثاني من ايار/مايو في عملية اميركية في باكستان، كما اوضح المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني.

واعرب اوباما خلال هذه المحادثة ايضا عن quot;حزنه بشان موضوع الضحايا المدنيين الذين سقطوا اخيرا في ولاية هلمندquot;. واضاف كارني quot;لفت المسؤولان الى ان حركة طالبان مسؤولة عن غالبية الخسائر المدنيةquot;.

وكرزاي، الذي يقيم علاقات صعبة مع الغربيين، صعّد لهجته اخيرًا ضد التحالف الدولي بقيادة الحلف الاطلسي، الذي قد يتحول برايه الى quot;قوة احتلالquot; في نظر الافغان، اذا واصل قتل مدنيين في عملياته.

انفاق مليارات الدولارات في افغانستان بدون نتيجة فعالة
على صعيد آخر، أفاد تقرير لمجلس الشيوخ الاميركي نشر الاربعاء قبل اسابيع من بدء انسحاب القوات الاميركية من افغانستان ان الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة منذ عشر سنوات لمساعدة هذا البلد على النهوض بدت قليلة الجدوى.

فقد انفقت الولايات المتحدة حوالى 19 مليار دولار في افغانستان بين 2002 و2010. وتمثل المساعدة الاميركية حاليا لافغانستان موردا تبلغ قيمته 320 مليون دولار في الشهر. واكد تقرير لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي الذي نشر الاربعاء ان quot;الادارة الاميركية يمكن ان تكون اكثر فعالية في الطريقة التي تنفق فيها المساعدة لافغانستانquot;.

وجاء في الوثيقة ان quot;المساعدة الاميركية يجب ان تلبي ثلاثة شروط اساسية قبل انفاق المال: ان تكون مشاريعنا ضرورية وقابلة للتطبيق والاستمراريةquot;. وانتقد التقريرالذي نشر في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الاميركي لبدء انسحابه من افغانستان اعتبارا من تموز/يوليو 2011، quot;انعدام الامن، والفقر، والقدرات المحلية المحدودة، والفساد المعممquot; كعقبات امام توزيع عادل للاموال.

ولم يعلن بعد رسميا الاربعاء حجم عمليات الانسحاب الاولى للقوات الاميركية. ولفت التقرير الى ان الانتقال من شراكة عسكرية الى مساعدة مدنية يجب ان يتواصل حتى 2014 الموعد المحدد لانتقال المسؤولية الامنية في افغانستان الى القوات الافغانية.

لكن التقرير يعبر عن القلق ازاء هذا الاستحقاق، مشيرا الى ان quot;افغانستان قد تواجه ازمة اقتصادية خطرة عندما ترحل القوات الاجنبية في 2014 الا اذا بدأ تخطيط فعال الانquot;. واكدت الوثيقة ان العملية الانتقالية يجب ان تكون متوازنة لتفادي quot;تراجع مفاجئ للمساعداتquot;.

من جهته سعى رئيس اللجنة جون كيري إلى الطمأنة في خصوص التقرير. وقال صباح الاربعاء امام اللجنة quot;هذا التقرير يريد ان يحمل نظرة بناءة وايجابية لمقاربتناquot;. وبين التوصيات الواردة في التقرير تقديم مساعدة مدنية على سنوات، على الكونغرس الموافقة عليها. وعلى هذه المساعدة ان تقدم وفقا لاستراتيجية quot;محددة بوضوحquot;.

فضلاً عن ذلك، يدعو التقرير الى quot;مراجعة برامج استقرار مناطق الحربquot; لتقويم ما اذا كان وقع مثل هذه البرامج على الجهات التي تتلقاها ايجابيا ام لا، وquot;اذا دعت الحاجةquot; استخدام الاموال لاغراض اخرى.

وصباح الاربعاء تحدث الدبلوماسي راين كروكر الذي عينه الرئيس باراك اوباما سفيرا مقبلا في افغانستان امام لجنة الشؤون الخارجية في جلسة لتثبيته في هذا المنصب. وعندما سئل بخصوص التقرير، اجاب كروكر انه سينكب على المسالة واقر في الوقت نفسه بحصول quot;مشاكلquot;.

واضاف انه سيستخلص العبر من تجربته كسفير في العراق بين 2007 و2009 حيث اعتبرت مهمته الى جانب الجنرال ديفيد بترايوس ناجحة. لكن كروكر اكد، كما فعل التقرير، ان نجاحات قد سجلت بفضل المساعدة في افغانستان. وذكر في شكل خاص القطاعات الصحية والتربوية.

ورأى السناتور جون كيري ان دور كروكر سيكون quot;حاسماquot; لتصحيح نقاط الخلل المسجلة في المساعدة الاميركية في افغانستان.

وكروكر الدبلوماسي الذي تعود على المهمات الصعبة، تقاعد في العام 2009 بعدما شغل منصب سفير في باكستان ثم في العراق حيث عينه الرئيس السابق جورج بوش.