إسلام آباد: قالت الولايات المتحدة الجمعة انها استكملت تقريبا خفض عديد افرادها العسكريين من باكستان بناء على طلب إسلام آباد عقب تردي العلاقات بين البلدين على خلفية مقتل اسامة بن لادن في غارة نفذتها قوات كومندس اميركية داخل باكستان.

جاء ذلك في اعلان لمايكل لوفيفر، ممثل شؤون الدفاع الاميركي في باكستان، في بيان اصدرته السفارة الاميركية في إسلام آباد، غير ان الباب ترك مفتوحا لمساعدة امنية مستقبلية. وقال لوفيفر quot;تلقينا مؤخرا طلبا مكتوبا من الحكومة الباكستانية بخفض عدد الافراد العسكريين الأميركيين هنا وقد استكملنا تقريبا هذا الخفضquot;.

وتابع لوفيفر quot;تشرفنا بالعمل مع الجيش الباكستاني كشركاء ونعتقد ان افرادنا العاملين هنا يقدمون دعما ممتازا للجيش الباكستاني في قتاله ضد المتطرفين الذين يرتكبون اعمال العنفquot;. ورفض المسؤولون الاميركيون في إسلام آباد تحديد عدد القوات التي تم خفضها غير ان مسؤولا امنيا باكستانيا كان قد ذكر لوكالة فرانس برس انه لن يتبق بعد الخفض اكثر من 40 فردا quot;من الافراد العاملين في مجالات التدريب والدعم الفني وعددهم 130 فرداquot;.

وكان الجيش الباكستاني قد صرح الخميس بانه quot;خفض بشكل كبير قوام القوات الأميركيةquot; المتمركزة في البلاد مصرا على انه لم يقبل سوى تدريب من القوات الاميركية على اسلحة جديدة و تدريب القوات الحدودية شبه العسكرية.

ونقلت السفارة الاميركية عن لوفيفر قوله ان الولايات المتحدة ستبقى مستعدة للمساعدة ما ان تطلب إسلام آباد ذلك. وكانت الولايات المتحدة اكدت في الخامس والعشرين من ايار/مايو انها بدأت سحب بعض القوات الاميركية من باكستان بعد طلب من الجيش الباكستاني بخفض عديد تلك القوات.

واغلب القوات الأميركية العامة في باكستان تتألف من قوات خاصة تدرب القوات الباكستانية وتوفر لها المشورة في اطار الجهد المستمر منذ سنوات لمكافحة القاعدة وغيرها من المجموعات الاسلامية المتطرفة، المتمركزة في الاغلب في المناطق الشمالية الغربية بمحاذاة الحدود مع افغانستان.

ويترجم خفض عدد الافراد الأميركيين العاملين في باكستان الازمة التي تمر بها العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد في اعقاب قيام الولايات المتحدة بغارة احادية اسفرت عن قتل بن لادن في 2 ايار/مايو، وهي الازمة التي ما تزال تداعياتها مستمرة رغم الجهود الدبلوماسية الاميركية لتهدئة التوترات بين الجانبين.

وكانت العلاقات المعقدة اصلا بين باكستان والولايات المتحدة قد شهدت مزيدا من التوتر بعد قيام قوات الكوماندوس الاميركية بمداهمة مجمع يقيم فيه زعيم تنظيم القاعدة في مدينة ابوتاباد التي تضم ايضا اكاديمية عسكرية باكستانية.

ولكن وحتى قبل الغارة الاميركية تردد ان مسؤولين باكستانيين ابلغوا نظراءهم الاميركيين برغبتهم في مغادرة ما بين عشرين وثلاثين من القوات الخاصة التي تناهز 150 فردا في باكستان، بعد قيام موظف بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) باطلاق الرصاص وقتل باكستانيين اثنين في لاهور.

أميركا تنفي تورطها في الهجوم الاخير على القوات الباكستانية

غلى ذلك/ نفت السفارة الأميركية في إسلام آباد اليوم التقارير التي تحدثت عن تورط الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي (ناتو) في تسهيل هجوم مسلحين افغان على قوات باكستانية في المنطقة الحدودية الاسبوع الماضي.

ووصفت السفارة هذه التقارير في بيان بأنها ادعاءات غير صحيحة فيما أفادت بعض وسائل الاعلام ان القوات الأميركية وقوات (الناتو) قامت بمساعدة المتمردين في تنفيذ هجوم على القوات الباكستانية في منطقة (شالتالو) الحدودية مطلع الشهر الجاري ما اسفر عن مقتل اكثر من 40 متشددا و10 جنود باكستانيين. ووفقا لمسؤولين محليين فقد عبر أكثر من ألف من المقاتلين الحدود الباكستانية قادمين من افغانستان ونفذوا هجمات على نقاط تفتيش تابعة للقوات شبه العسكرية الباكستانية.

وقالت السفارة الأميركية في بيانها ان quot;الولايات المتحدة وحلف شمالي الاطلسي والقوات الافغانية تشن حملة لمكافحة التمرد في المنطقة الحدودية لأفغانستان لما يقارب 10 سنواتquot; مشيرة الى ان واشنطن تتعاون مع باكستان ضد المتطرفين الذين يمارسون عنفا يهدد كلا الطرفين. واكدت السفارة ان quot;هذه الادعاءات التي لا أساس لها وهذه التقارير غير المسؤولة تضر بالتضحيات الكبيرة التي قدمها المدنيون والعسكريون الذين سقطوا في كفاحنا المشترك ضد التطرف العنيفquot;.