إسلام آباد: امر رئيس القضاة في باكستان الجمعة بطرد اثنين من قادة الامن بعد ان قتلت قوات الشرطة شبه العسكرية رجلا اعزلا توسل اليهم للابقاء على حياته، في قضية هزت باكستان. وتقرر احتجاز اثنين من عناصر القوات شبه العسكرية بسبب عملية القتل التي صورت مباشرة وبث التلفزيون مرارا تفاصيلها المروعة مما اثار اسئلة حول عمليات القتل غير القانونية.

وامر رئيس القضاة افتخار محمد شودري الحكومة باقالة الجنرال ايجاز شودري رئيس القوات شبه العسكرية في ولاية السند، والمفتش العام في شرطة السند فايز ليغهاري. ونقل مسؤول في المحكمة عن شودري قوله انه quot;سيتم وقف رواتبهما وسحب المزايا الرسمية التي يتمتعان بهاquot;.

واضاف انه اذا لم تفعل الحكومة ذلك خلال ثلاثة ايام quot;فان المحكمة بنفسها ستتخذ اجراءات بحقهمquot;. وامر شودري النائب العام وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين بالمثول امام المحكمة الجمعة. ونقل المسؤول في المحكمة عن القاضي قوله لهم quot;لقد مر يومان، ولم ينم الناس من الحزن والصدمة، ولم تفعلوا شيئاquot;.

وعين شودري المسؤول البارز في الشرطة سلطان خواجة للتحقيق في المسالة وتقديم تقريره الى المحكمة خلال سبعة ايام. وكان خمسة جنود من القوات شبه العسكرية قد احاطوا بالشاب سرفراز شاه البالغ من العمر 25 عاما في حي كليفتون الذي يعد ارقى احياء كراتشي الاربعاء، حيث اتهموه بانه حاول سرقة احد رجال الشرطة.

وقال مسؤولون انه يجري احتجاز خمسة من قوات الشرطة العسكرية لعلاقتهم بعملية القتل.

وفي الشريط الذي صوره مجهول وبثه التلفزيون المحلي عدة مرات وتم تحميله على موقع يوتيوب على الانترنت، يظهر الشاب الحليق مرتديا سروالا اسود وقميصا ازرق غامق وهو يبكي متوسلا بينما يعمر احد الجنود بندقيته مسددا اياها لعنق الشاب.

ويسمع صوت احد الجنود وهو يقول quot;انه هوquot;، فيرد الشاب quot;انا لا حول لي ولا قوة!quot;، ويبكي قائلا quot;ارجوك لا تطلق الرصاص، ارجوك ارجوك، اتوسل اليك!quot;. وبعد اطلاق الرصاص على يده وفخذه وسيلان الدماء على الارض، يصرخ الرجل قائلا quot;انقلوني الى المستشفى ارجوكم، انقذوني، يا صديقي انقذنيquot;.

ويحاول الوقوف ولكن سرعان ما يسقط، بينما يسمع احد الجنود وهو يقول quot;حسنا، كفىquot;. ويواصل الشاب التوسل بينما يقف الجنود يشاهدونه وهو يسقط وينزف حتى الموتquot;. وقد حضر المئات جنازة سرفراز شاه في كراتشي، كبرى مدن باكستان والتي شهدت العشرات من عمليات القتل المرتبطة بالتوترات السياسية والعرقية خلال الاشهر الماضية، فيما هتف المشيعون منددين بالجنود.