كشف رئيس اللجنة العربية الدولية لشوؤن الخارجية في مجلس النواب محمد الحلايقة عن بدء الأردن إجراءات الإنضمام إلى مجلس التعاون الخليجي خلال الأيام القليلة القادمة عبر وفد رسمي أردني يتوجه الى السعودية.

رئيس اللجنة العربية الدولية لشوؤن الخارجية في مجلس النواب محمد الحلايقة

قال رئيس اللجنة العربية الدولية لشؤون الخارجية في مجلس النواب محمد الحلايقة في لقاء مع quot;ايلاف quot; إن انضمام الأردن الى المنظومة الخليجية ينطلق من محورين أساسيين الاول يتمثل بضرورة خليجية في ظل ربيع عربي يعصف بالمنطقة وهاجس تنامي نفوذ إيراني يهدد المنطقة، أما الثاني فمصلحة أردنية تتمثل بقضايا أهمها حاجته الى الطاقة، والحد من البطالة، والملف الفلسطيني.

وتوقع الحلايقة ان يكون انضمام الاردن كليا وليس جزئيا بحكم التنسيق الأمني والعكسري والسياسي العالي الذي تتسم به علاقة الدولة الاردنية مع دول الخليج، حيث ستستغرق اجراءات الانضمام واتمام الاتفاقيات من ستة أشهر الى سنة كاملة. لافتا الى انه لن يكون هناك تخفيض على الضرائب والجمارك مقابل إنضمام الاردن الى مجلس التعاون الخليجي.

وفي ما يلي نص المقابلة:

س: جاء الاعلان عن ترحيب مجلس التعاون الخليجي بانضمام الاردن مفأجاة في ظل أجواء ثورات عربية تعصف بالانظمة، كيف تقرأ خطوة عضوية الاردن وفوائدها سياسيا واقتصاديا لجميع الاطراف؟

لدى الاردن رغبة منذ زمن بأن يصبح من المنظومة الخليجية، بحكم علاقات تاريخية متشابكة في مجالات التعاون السياسي والامني والعسكري والحدود خصوصا السعودية. الى جانب الرابط الاجتماعي القوي ووجود اكثر من نصف مليون اردني يعملون في دول الخليج العربي.

وحول توقيت انضمام الاردن يأتي في وقت بدأت الخارطة السياسية تتغيّر بما يعرف بالربيع العربي واعتقد انه السبب الرئيس وله الفضل في هذا القرار. الفوائد متبادلة فكل طرف عنده اسبابه الخليج ينظر الى عضوية الاردن ضرورة، اما الاردن فمصلحة.

س: ماذا تقصد بالضرورة الخليجية، والمصلحة الاردنية وضح ذلك؟

المقصود الضرورة الخليجية تنطلق من اربعة امور سياسية ان دول الخليج لديها هواجس من دور مصري ونظامها الجديد في قيادة العمل العربي حيث انطلقت اشارات سياسية في التصريحات سواء الصراع العربي الاسرائيلي، وفتح معبر رفح ورعاية المصالحة الفلسطينية هذه الرسائل اثارت هواجس دول التعاون الخليجي. ما جعل الدول تبحث عن توسع جيو سياسي لمجلس التعاون الخليجي.

اما الامر الثاني في حسابات دول الخليج فهو الملف الايراني الذي يثير القلق خصوصا بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق وخلق حالة تفرد ايراني، علاوة على ان نظام الحكم الحالي في العراق يعتبر مواليا اي ليس كما نظامصدام حسين السابق المعادي لايران ما يعني بسط نفوذها على منطقة الخليج.

اما الامر الثالث، فتمثل بالاضطرابات في البحرين وهذا ارتبط بايران واجندتها وهذه الحالة استدعت تدخل قوات درع الجزيرة واعتقد ان الاردن ودول الخليج كليهما لن يسمحا لنفوذ ايراني او فتح بوابة ايرانية جديدة في المنطقة العربية

في حين الامر الرابع تفجر وضع اليمن وسوريا والاشارات تدلل ان ما يحدث في سوريا واليمن يتم عبر تغلغل جماعات ايرانية في تلك المناطق وهذه التحديات جعلت الاردن الخيار الذي يساعد الخليج في التصدي لايران ودعم مواقفه في المحافل الدولية.

اما مصلحة الاردن فتعني تحديدا الحرص على استقرار الاردن وامنه، للتخلص من حرج تقديم المساعدات الاقتصادية بعدما يصبح عضوا في المجلس. ومن الفوائد كذلك حاجة الاردن للطاقة حيث يعتبر عنصرا ضاغطا وله ابعاد اجتماعية وسياسية خطرة، وهذه الحاجة الاردنية تأكدت بعد مسلسل انقطاع الغاز المصري فلا بد من توفير بديل للطاقة.

الامر الاخر هو تخفيف البطالة بحكم امكانية توفر فرص عمل للاردنيين في دول الخليج.

والبعد الاهم يمكن ان يحققه الاردن الملف الفلسطيني الشائك وحصوله على اسناد خليجي في ظل غياب موقف عربي قوى صارم ازاء المخطط الاسرائيلي. الى جانب جذب المزيد من الاستثمارات الخليجية التي تقدر حاليا 5 مليارات، اضافة الى تنشيط السياحة وزيادة السياح.

س: تقول اسناد خليجي للاردن في الملف الفلسطيني ماذا تقصد توطين اللاجئين؟

اقصد بالاسناد الخليجي تقديم دول الخليج اسنادًا اقتصاديًا للوضع الفلسطيني الصعب الذي تحاول اسرائيل استغلاله لتهجير الفلسطينيين وتنفيذ مخططاتهم فان تقديم معونات اقتصادية من قبل دول الخليج يثبت الفلسطينيينفي ارضهم ويحد من هجرتهم وبهذا يتم قتل مؤامرة الوطن البديل.

س: لم تصدر بعد تصريحات من الحكومة عن موعد انطلاق اجراءات المفاوضات والفترة الزمنية اللازمة لاستكمال اجراءات الانضمام والعضوية بماذا تعلق؟

من سيفاوض هو وزير الخارجية ناصر جودة وفريق سياسي واقتصادي من الحكومة لاتمام اجراءات الانضمام الذي من المتوقع ان تطلق خلال اسبوع والمفاوضات تتم في الرياض. واتوقع ان تستغرق المفاوضات مدة ستة أشهر الى سنة.

س: القراءات تشير الى ان الاردن ستكون عضويته جزئية وليست كاملة ومختصرة على البعد الامني والسياسي بماذا تعلق؟

لا ارى ان الانضمام سيكون جزئيا، بل انضمام كامل ومدعوم من السعودية وفي ما يتعلق بالبعد الامني والعسكري هناك تنسيق وعلى مستوى عالٍ منذ زمن مع تطور.

س: في حال إتمام إجراءات الانضمام هل سيضطر الاردن الى تغيير قوانين لتنسجم مع اتفاقيات مجلس التعاون الخليجي خصوصا في الضرائب، وتخفيض الرسوم الجمركية؟

نعم هناك اتفاقيات وانظمة تحكم عمل مجلس التعاون، لا بد للاردن الانخراط في بعضها غير ان دول الخليج غير متفقة لغاية الان في مسألتين هما العملة الموحدة، والاتحاد الجمركي. اعتقد ان على الاردن عدم الاستعجال في تينك المسألتين.

ونقول الامر الاخر ان مالية الدولة الاردنية تعتمد بشكل اساسي على الايرادات الضريبية والجمركية ولا يمكن ان يفرط بها مقابل انضمامها إلى منظومة الخليج، الا في حالة ضمانة تقدم للاردن بحزمة مساعدات مالية منتظمة ومجزية لتعويضه عن قيمة تلك الايرادات.

س: خرجت أصوات خليجية تمانع انضمام الاردن الى المجلس؟

اعتقد ان المناكفات وخروج اصوات من بعض البرلمانات الخليجية لن يؤثر، في ظل صفحة جديدة خصوصا في ظل وجود ارادة سياسية خليجية اردنية لاتمام عملية الانضمام.

س: هل تعتقد ان هناك دورا أميركيا في اتمام صفقة انضمام الاردن الى مجلس التعاون الخليجي؟

اعتقد ان هناك مباركة وتأييدًا أميركيًا واستبعد وضع عصي في الدواليب من قبل الادارة الأميركية.