لاجئون سوريون على الحدود التركية |
لا تزال تركيا تشهد حركة نزوح مرتفعة لمواطنين سوريين فرّوا من شمال مدينة جسر الشغور، التي شهدت عمليات عسكرية واسعة في الأسبوع الفائت، في الوقت الذي تعالت فيه أصوات مطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، متهمة إياه بالقيام بعمليات إبادة وقمع بحق الشعب الذي يطالب بأبسط حقوقه.
بوينو يوغون: لا يزال الغضب على نظام الرئيس السوريبشار الاسد لسان حال اللاجئين السوريين في مخيمات اقيمت على الحدود التركية، وذلك على مرأى من صحافيين ومصورين سمح لهم للمرة الاولى بدخول هذه المخيمات.
وقد نظم عشرات الرجال تظاهرة صغيرة لدى وصول الصحافيين الى مخيم quot;بوينويوغونquot; في محافظة quot;هاتايquot; الحدودية (جنوب البلاد)، في اطار زيارة قصيرة واكبها مسؤولون اتراك.
وهتف المتظاهرون بالعربية: quot;الشعب يريد اسقاط النظامquot;، وquot;كذابون، كذابونquot;، في اشارة الى وسائل الاعلام السورية.
كرر آخرون بالانكليزية شعار quot;شكرًا شكرًا اردوغانquot;، في اشارة الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الذي اعلن انه لن يغلق حدود بلاده في وجه اللاجئين السوريين.
لاجئون يروون معانتهم
واشار رجل الى ساق مضمدة لامرأة عجوز قائلاً: quot;لقد اطلقوا النار على ساقها، وضربوها على رأسها وظهرهاquot;. وداخل إحدى الخيم، جلس زوجان مع طفلهما ابن الاشهر الخمسة، موضحين انهما وصلا الى تركيا، بعدما امضيا اربع ليال تحت مطر غزير في الجانب الاخر من الحدود.
وقال رجل خمسيني quot;احمل شهادة جامعية، لكنني اجمع القمامة منذ ثلاثة اعوام في سورياquot;. ووجّه لاجئون آخرون انتقادات شديدة الى الصين وروسيا، اللتين ترفضان اي تدخل اجنبي في سوريا. وقال احدهم quot;لتذهب الصين وروسيا الى الشيطان... انهما تجراننا الى الذبحquot;.
وافادت اخر حصيلة ان اكثر من عشرة الاف لاجئ سوري يتوزعون حاليًا في مخميات مختلفة في جنوب تركيا. وفي غرفة وضع فيها جهاز تلفزيون، انصرف نحو خمسين شخصا الى متابعة اخر الاخبار عن سوريا التي تبثها قناة فضائية عربية.
ورافق مسؤولون اتراك اللاجئين الى نقطة عند مدخل المخيم ليتحدث هؤلاء الى الصحافيين، لكنهم سرعان ما تدخلوا حين بدأ الصحافيون بطرح الاسئلة. وقالت مسنّة محجبة مستعينة بمترجمة فورية quot;نتلقى الحماية هناquot;.
واورد رجل عشريني quot;يعاملوننا في شكل جيد، نحن خلف الحواجز، لان الدولة السورية قد تكون ارسلت اناسًا للحصول على معلوماتquot;.
وكان معارض سوري يقيم في تركيا اكد يوم الجمعة لفرانس برس ان لاجئين في مخيم quot;يايلاداغيquot; المجاور ينفذون اضرابًا عن الطعام احتجاجًا على العزلة التي فرضتها السلطات التركية عليهم.
وقال المعارض، رافضًا كشف هويته، ان quot;اللاجئين بدأوا اضرابًا عن الطعام بعد صلاة الجمعةquot;.
ووسع الجيش السوري نطاق عملياته العسكرية، التي بدأها في شمال غرب البلاد، واقتحم بلدة quot;بداماquot; الحدودية السبت، فيما شيّع المتظاهرون قتلاهم، وسط تزايد الضغوط الدولية على نظام بشار الاسد، ودعوة بريطانيا رعاياها الى المغادرة فورًا.
يشار إلى أن بداما القريبة من الحدود التركية لا تبعد سوى بضعة كيلومترات شمال مدينة جسر الشغور التي شهدت عمليات عسكرية في الاسبوع الفائت، وفرّ قسم كبير من سكانها الى تركيا.
التعليقات