اجمعوا على تناقض كلماته وعدم صدقية وعوده
معارضون سوريون: خطاب الأسد جاء متأخراً ومخيباً للآمال
الأسد دعا في خطابه للحوار والمعارضون أعلنوا استمرار quot;الثورةquot;
أوباما وإردوغان يطالبان بانهاء أعمال العنف في سوريا

فور انتهاء كلمة الرئيس السوري بشار الاسد انطلق تظاهرات في عدة مدن سورية مناهضة لنظام. وانتقد المجتمع الدولي خطاب الأسد مشككاً بان يكون باستطاعته التغيير بعد quot;القمعquot; الذي مارسه ضد شعبه، في حين شدد الإتحاد الأوروبي العقوبات على النظام محذراً من أنّ quot;صدقيةquot; الاسد للبقاء في السلطة مرهونة بالإصلاحات.


عواصم: فور انتهاء كلمة الرئيس السوري بشار الاسد أمس الاثنين، نظمت تظاهرات مناهضة للنظام في مدينة حلب الجامعية (شمال) وسراقب وكفر نبل في محافظة ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) حسب ما اعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ومقره لندن.

واكد ان quot;المتظاهرين انتقدوا الكلمة التي وصفتهم بانهم مخربون او متطرفونquot;، مؤكدين انهم quot;يطالبون بالحرية والكرامةquot;. وذكر عبد الرحمن ان quot;السلطات السورية اعتقلت عشرين متظاهرا من بين المشاركين في تظاهرة مدينة حلب الجامعية التي ضمت الفي شخصquot;

لافتة رفعت في مدينة دير الزور تطالب بالحرية

كما اشار الى quot;السلطات الامنية قامة بحملة اعتقالات ليلا حيث اعتقلت اربعين شخصا في حلب والعديدين في تل رفعت (شمال حلب)quot;. واكد ناشطون اخرون تنظيم تظاهرات في حمص وحلب وان تظاهرات تنظم ايضا في حماه (شمال) واللاذقية (غرب).

وبعد انتهاء الكلمة شهدت مدن سورية عدة تظاهرات مناهضة لنظام الاسد حسب ما اعلن ناشطون. كما اعلنت quot;لجان التنسيق المحليةquot; التي تضم ابرز ناشطي الحركة الاحتجاجية في سوريا استمرار quot;الثورةquot; حتى تغيير النظام.

المعارضة السورية:

من جهتها، اعتبرت quot;لجان التنسيق المحليةquot; التي تضم ابرز ناشطي الحركة الاحتجاجية في سوريا ان الخطاب الذي القاه الاسد quot;تكريس للازمة من قبل النظام الذي يتمترس وراء الانكار والتعامي عن رؤية الواقع الجديد الذي فرضته ثورة السوريين المستمرة حتى تحقيق مطالبهاquot;.

ورأت ان دعوة الحوار التي وردت في الخطاب quot;مجرد محاولة لكسب الوقت على حساب دماء السوريين وتضحياتهمquot; معلنة رفضها quot;اي حوار لا يكون الهدف منه طي صفحة النظام الحالي بصورة سلمية والتحول نحو سوريا جديدة، دولة ديموقراطية حرة، ولمواطنيها كافةquot;. وختم البيان quot;ثورتنا مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافهاquot;.

من جانبها اعتبرت الناشطة السورية المعارضة سهير الاتاسي ان خطاب الاسد quot;لا يرقى الى مستوى الازمةquot; وسيؤدي الى تأجيج التظاهرات ضد نظامه. اما المعارض حسن عبد العظيم فقال لفرانس برس ان quot;الخطاب لم يكن كافياquot;، موضحا انه quot;يوجد افكار كثيرة لكن المسالة بقيت غير واضحة في الخطاب وغير مطمئنةquot;. وتابع عبد العظيم quot;انه لم يقرر سحب الجيش وقوى الامن من المدن والمناطق وهذا يجعل الحل الامني والعسكري هو السائد وليس الحلول السياسيةquot;.

كما اعتبر الحقوقي انور البني الذي افرجت السلطات السورية عنه في ايار/مايو الماضي بعد ان امضى خمس سنوات في المعتقل، ان quot;الخطاب جاء مخيبا للامال كما سابقيهquot;. وبرر موقفه بان الخطاب quot;لم يتطرق للمطالب الاساسية للمجتمع وتجاهل ان هناك ازمة سياسية تعصف بسوريا وازمة مجتمع وسلطة وحولها الى ازمة اقتصاديةquot;.

ردود فعل دولية:

من جهته، أعلن الاتحاد الاوروبي الاثنين تشديد العقوبات على النظام السوري، محذرا من ان quot;صدقيةquot; الرئيس بشار الاسد للبقاء في السلطة تظل رهنا بالاصلاحات الموعودة. كما اعلن الاتحاد الاوروبي الاثنين تشديد العقوبات على النظام السوري، محذرا من ان quot;صدقيةquot; الرئيس بشار الاسد للبقاء في السلطة تظل رهنا بالاصلاحات الموعودة.

ودعا وزراء الخارجية الاوروبيون في اجتماع في لوكسمبورغ مجلس الامن الدولي الى ان يحذو حذوهم وانتقدوا التهديد بفيتو روسي. كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاثنين ان الرئيس السوري بلغ quot;نقطة اللاعودةquot; مشككا بان يكون باستطاعته التغيير بعد القمع quot;المريع في عنفهquot; الذي مارسه على شعبه. وعلق نظيره الالماني غيدو فسترفيلي بدوره على خطاب الرئيس السوري واعتبره خطاب شخص quot;لا رجاء منه، لم يفهم اشارات الزمن على ما يبدوquot;.

وأعلنت الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تريد quot;افعالا وليس اقوالاquot;. وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند quot;ما يهم الان هو الافعال وليس الاقوالquot;، مضيفة ان quot;خطابا ليس سوى كلماتquot;.
واضافت quot;ان يواصل الشعب السوري التظاهر كل اسبوع يثبت ان كلمات (الاسد) بالنسبة اليهم غير كافية. ما يريدونه هو افعالquot;.

ورفضت المتحدثة باسم الخارجية فرضية ان الحركة الاحتجاجية في سوريا هي صنيعة اطراف اجنبية وقالت quot;لا نصدق كلمة واحدةquot; من هذا الامر. واضافت quot;خلال خطاب (الاسد)، لاحظنا انه اتهم محرضين اجانب من دون ان يعترف بان شعبه مشمئز من النظامquot;. واكدت المتحدثة ان quot;هذا النظام صامد بفضل القمع والفساد والخوفquot;.

وقال الرئيس التركي عبدالله غول الاثنين ان على الرئيس السوري بشار الاسد ان يكون quot;اكثر وضوحا بكثيرquot; في كلامه عن التغيير الديموقرطي في سوريا. ونقلت وكالة الاناضول التركية للانباء عن الرئيس التركي قوله في تصريح صحافي quot;علينا ان نقرأ بين السطور في خطابه بينما المطلوب منه ان يقول بشكل واضح وعال quot;سننتقل الى نظام تعددي وسننظم انتخابات ديموقراطية طبقا للمعايير الدوليةquot;.

وتابع الرئيس التركي quot;فور قول الرئيس السوري انه سيقود المرحلة الانتقالية في بلاده سنرى عندها ان الامور ستتغيرquot;. وتستقبل تركيا اكثر من عشرة الاف لاجىء سوري هربوا من بلادهم خوفا من عمليات القمع التي تقوم بها قوات الامن السورية.

أقوال صحف:

وعلى صعيد متصل، تناولت الصحف البريطانية خطاب الرئيس السوري بشار الأسد. الديلي تلغرافquot; وفي تقرير لها تقول إن quot;خطاب الأسد لم يخيب آمال المعارضين السوريين، لأنهم لم يعولو عليها آمالا أصلاquot;.

ويضيف التقرير quot;من الأمور التي كررها الأسد في خطابه نفس الأسطوانة التي كررها زملاء له في بلدان عربية أخرى، ورددها هو أكثر من مرة، أن الاحتجاجات هي من تدبير قوى خارجيةquot;. ويشير كاتب التقرير إلى أن الأسد بدا في خطابه وكأنه يتحدث الى مجموعة من أطباء العيون.

وتساءلت صحيفة quot;الفاينانشال تايمزquot; عن من سيكون الفائز في لعبة شد الحبل، هل سيكون النظام أم المعارضة أكثر قدرة على الصمود الى أن ينهار الطرف الآخر، وترى أن المحللين والمراقبين في كل مكان، من واشنطن الى الرياض، يطرحون ذات السؤال ويستعرضون كافة الاحتمالات لتطور أكثر الانتفاضات تعقيدا في العالم العربي، كما تقول.

من جانبها، صحيفة الغارديان فترى أن الأسد قدم في خطابه أكبر قدر من التازلات حتى الآن. وتشير الصحيفة في التقرير إلى أن الأسد لوح للمرة الأولى بإمكانية أن تتراجع هيمنة حزب البعث على الحلبة السياسية في سوريا لتفسح مجالا لأحزاب أخرى.

ولكن التنازلات لم ترق الى المستوى الذي تطالب به أقطاب المعارضة، التي تريد رؤية جدول زمني فوري لإجراء إصلاحات جذرية ووضع حد للوحشية التي يقمع بها الجيش الاحتجاجات. ووجدت المعارضة ما قدمه الأسد في خطابه قليلا ومتأخرا عن موعده، حسب الصحيفة.