نيويورك: اخلى القضاء في نيويورك الجمعة سبيل دومينيك ستروس-كان دون اسقاط الاتهامات الموجهة اليه، لكن خبراء اميركيين يرون انه سيكون من الصعب عدم وقف الملاحقة القضائية ضد المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي.
ويقول المدعي السابق جاكوب فرنكل في مقابلة مع وكالة فرانس برس، ان quot;كثيرا من فصول هذه القضية الاستثنائية لم تكتب بعد، لكن متى تم اسقاط التهم، فان ذلك سيظهر ان القضاء يعملquot; بشكل جيد.
واضاف فرنكل الذي كان ينظر في جرائم الحق العام في نيو اورلينز، quot;التخلي عن ملف ضعيف السند افضل من ادانة بريءquot;.
وقد تم اخلاء سبيل ستروس-كان الوزير الاشتراكي الاسبق بضمانته الشخصية الجمعة وذلك بعد اعتقاله ثم وضعه تحت الاقامة الجبرية بتهم اعتداء جنسي على عاملة تنظيف غينية في فندق بنيويورك، بعد ان قرر مكتب المدعي العام انها قدمت رواية quot;مغلوطةquot; لواقعة الاعتداء المفترضة.
واعتبر اليكس رينرت استاذ القانون الجزائي في جامعة يشيفا بنيويورك، ان quot;هناك تساءل حول مصداقية الضحية المفترضة. يمكن ان تكون قد قالت الحقيقة، لكن بات من الصعب تصور ان تدين هيئة محلفين ستروس-كانquot;.
وفي انتظار محاكمته، اصبح بامكان ستروس-كان (62 عاما) التنقل بحرية في الولايات المتحدة لكنه لا يستطيع السفر الى الخارج، لان جواز سفره لا يزال مع السلطات. ولم يعد يضع في معصمه السوار الالكتروني للمراقبة، او يخضع للمرافقة الامنية في تنقلاته كما بات بامكانه استقبال من يشاء في مقر اقامته.
وتناول ستروس-كان العشاء بعد الافراج عنه مع زوجته آن سانكلير مساء الجمعة في مطعم ايطالي بنيويورك. ورفض الزوجان لدى مغادرة المطعم الرد على اسئلة الصحافيين في حين قام عشرات المصورين بالتقاط صور لهم
وقال مساعد المدعي السابق للمسائل القضائية جيفري توبين، في تصريح لشبكة سي.ان.ان، quot;لم ار في حياتي شيئا مماثلا، وهذا اليوم هو واحد من الايام الاستثنائية في تاريخ القضاء الجنائي في الولايات المتحدةquot;. واضاف quot;في هذه المرحلة، اعتقد ان هذه القضية ستنتهي بقرار بعدم سماع الدعوىquot; اذ انه quot;من الصعب ان نتخيل محاكمة يظهر فيها الشاهد الرئيسي كذاباquot;.
واضاف جاكوب فرنكل quot;اذا ما اجريت محاكمة، فان الاستجوابات المضادة ستمزق شهادة هذه المرأة ارباquot;.
وقال ان الاتهام بات امام ثلاثة خيارات: إما متابعة الملاحقات مع احتمال كبير لخسارة القضية حيث لن يكون هناك اجماع في هيئة المحلفين، او متابعة القضية مع تخفيف التهم ، وإما اسقاط الدعوى.
واوضح ان quot;الاعتقال تم بسرعة كبيرة بعيد الوقائع وبالتالي لم يفسح متسع من الوقت للتحقيق، وهذا امر غير مألوف لكنه نجم ربما عن كون ستروس-كان كان يتاهب لمغادرة البلاد ما دفع الى التحرك بسرعةquot;.
ومع ذلك فان الخبراء يرون انه كان على المدعي سايروس فانس الامتناع عن اعلان وجود ادلة جدية جدا تؤيد الاتهامات. واعتبر جاكوب فرنكل ان فانس quot;خرج باستنتاجات متسرعة، وانساق وراء الاثارة الاعلاميةquot;.
وقال اليكس رينرت quot;كل ذلك ليس جيدا للمدعي سايروس فانسquot;. واضاف quot;لقد خسر مكتبه في الاونة الاخيرة قضية اغتصاب مفترضة لامرأة من قبل شرطيينquot; تمت تبرأتهما. واضاف ان quot;هذه القضية الجديدة مهمة جدا لمساره المهني ووضعه لا يسمح بخسارتهاquot;، مرجحا هو ايضا التخلي عن ملاحقة ستروس-كان.
اما الضحية المفترضة، فستتضاعف التحقيقات في شأنها. وقال رينرت quot;واذا ما بدا انها كذبت على الشرطة وخصوصا على هيئة المحلفين، عندئذ ستصبح هي الملاحقةquot;.
كما سيكون بامكان ستروس-كان بدوره ان يقاضي مدينة نيويورك ويرفع دعوى للمطالبة بالتعويض، كما يؤكد رينرت.
التعليقات