يغادر الجنرال بترايوس افغانستان بعد سنة على توليه قيادة التحالف الدولي لكي يتسلم رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.


كابول: سلم قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس الاثنين مهام القيادة الى الجنرال جون آلن بعد سنة متفاوتة النتائج امضاها في قيادة القوة التي تخوض ما يعتبر اطول حرب اميركية.

وخلال حفل نظم في كابول، سلم بترايوس القيادة الى جون آلن مساعده السابق الذي عرف عبر التحالفات مع العشائر التي اقامها في العراق والتي اعتبرت محورية في وقف زخم شبكة القاعدة بعد سنوات من اعمال العنف.

وكان بترايوس طلب تعزيزات بعشرات الاف العناصر للقوات في افغانستان في محاولة اخيرة لوقف تمرد طالبان، لكن رغم اشارته الى احراز تقدم الا ان اعمال العنف لا تزال في مستويات قياسية.

ويغادر الجنرال بترايوس افغانستان بعد سنة على توليه قيادة التحالف الدولي لكي يتسلم رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) خلفا لليون بانيتا الذي اصبح وزيرا للدفاع.

وجرى تسليم القيادة في كابول بعد ساعات على مقتل مستشار بارز للرئيس الافغاني حميد كرزاي في عملية بمنزله في العاصمة التي تحظى بحماية مشددة، وبعد ايام على مقتل الاخ غير الشقيق للرئيس الافغاني.

وقد بدأت واشنطن خفض عدد قواتها بموجب الجدول الزمني للانسحاب المثير للجدل والذي اقر الجنرال بترايوس بانه لا يجري بحسب توصياته. ويواجه قرار الانسحاب انتقادات شديدة باعتباره سريعا جدا ولا يؤدي الى الحفاظ على المكاسب التي تحققت.

والجنرال بترايوس الذي ذاع صيته في واشنطن بعدما تمكن من عكس اتجاه الحرب في العراق، تبقى حصيلة ادائه في افغانستان اقل وضوحا.

فرغم التعزيزات الاميركية اشارت ارقام الامم المتحدة الاسبوع الماضي الى ان 1462 مدنيا قتلوا في الاشهر الستة الاولى من 2011 اي بزيادة 15%.

واعتبر مقتل احمد والي كرزاي الاخ غير الشقيق للرئيس الافغاني، والذي يعتبر الرجل الاكثر نفوذا في جنوب افغانستان تقريبا، الثلاثاء الماضي على انه تهديد ايضا للمكاسب الاميركية في مواجهتها مع طالبان في قندهار.

والليلة الماضية قام مهاجمون مسلحون بقتل جان محمد خان مستشار كرزاي البارز والحاكم السابق لولاية اوروزغان في جنوب البلاد في عملية استهدفت منزله في كابول الاحد في ما اعتبر نكسة اخرى للرئيس.

وتبنت حركة طالبان مسؤولية عمليتي القتل.

وكان بترايوس تولى منصب القيادة في افغانستان في ظروف استثنائية بعدما اقال الرئيس الاميركي باراك اوباما سلفه ستانلي ماكريستال بسبب تصريحات ادلى بها لمجلة quot;رولينغ ستونquot; حول ادارة البيت الابيض.

وقد تابع نهج مكافحة التمرد الذي اعتبر ناجحا في العراق وتم ارسال تعزيزات عديدها 30 الف عنصر من القوات الاميركية الى افغانستان ويفترض الان ان تنسحب بحلول نهاية 2012.

لكن رغم ان الجيش تمكن من الحاق خسائر كبرى في صفوف حركة طالبان لا سيما في جنوب البلاد، الا انه لم يتمكن من كسب تاييد القبائل وعقد تحالفات معها كما حصل في العراق.

وقبل يوم من تسليم بترايوس مهامه، نظم حفل في ولاية باميان (وسط) في مناسبة بدء نقل المهام الامنية من قوة حلف شمال الاطلسي الى القوات الافغانية في عملية ستؤدي الى رحيل كل القوات الاجنبية بحلول 2014.

وكان محللون حذروا من ان مقتل والي كرزاي سيؤدي الى حرب للسيطرة على المعقل الجنوبي يمكن ان تعزز صفوف طالبان وان تطيح بالمكاسب التي حققها حلف الاطلسي.

ومقتل والي كرزاي ومستشار الرئيس الافغاني الى جانب الهجوم الذي نفذته حركة طالبان في فندق انتركونتيننتال في العاصمة الافغانية الشهر الماضي والذي ادى الى سقوط 21 قتيلا، اثار شكوكا حول مدى جهوزية القوات الافغانية لتولي المهام الامنية في البلاد.

وبعد عشر سنوات على الحرب تقريبا لا يزال هناك 150 الف عنصر اجنبي في افغانستان بينهم حوالى مئة الف عنصر اميركي.