كوالالمبور: يشكل شهر رمضان فرصة لابراز مظاهر التعايش الثقافي والديني في ماليزيا حيث يعيش فيها مجموعات عرقية متنوعة فترى فيها العديد من الجاليات المسلمة وغير المسلمة اضافة الى السكان المحليين الذين يمثلون اهم ثلاثة عناصر عرقية وهي الملايوية والصينية والهندية.

وبعيدا عن الاسواق والمراكز التجارية والمواقع الترفيهية تبرز في ماليزيا ملامح التعايش بين السكان المحليين والجالية المسلمة في رمضان وذلك من خلال صلة الرحم وتجمع الاقارب سواء من المسلمين وغيرهم على مائدة الافطار اضافة الى عادة تبادل الاطباق الرمضانية قبيل اذان المغرب بين ابناء الحي او القرية.

ويمر نهار رمضان في ماليزيا بشكل روتيني مثله مثل باقي ايام السنة وذلك لان دوام العمل لا يتغير حيث تسير الحياة على مجراها الطبيعي الا ان الاحساس بالجو الرمضاني يبدا قبيل اذان المغرب حيث يتجه المسلمون وغيرهم الى البازارات الرمضانية لابتياع طعامهم واحتياجاتهم.

وفي البازارت الرمضانية تظهر معاني التلاحم والتعايش الثقافي حيث يشارك فيها المسلمون وغير المسلمين لتصور بهذا النشاط التجاري والاجتماعي اسمى معاني التعددية الثقافية في هذا الشهر الفضيل اضافة الى اقامة بعض الدروس والنشاطات الدينية والثقافية المختلفة خلال اقامة البازار.

وتتجلى في رمضان معاني احترام الديانات فيمتنع غير المسلمين عن الاكل والشرب جهارا امام المسلمين احتراما لمشاعرهم وكثيرا ما يعتنق غير المسلمين الاسلام خلال هذا الشهر لما يرون من تلاحم المسلمين واقامتهم للشعائر الدينية وادائهم لزكاة الفطر لمساعدة اخوانهم.

ولا يعد مستغربا لدى بعض الشرائح الاجتماعية في ماليزيا مشاركة الفقراء من غير المسلمين في تناول طعام الافطار في ساحات المساجد والتي دأبت بفرد موائد الرحمن في هذا الشهر الفضيل للمسلمين وغيرهم في الوقت الذي يتنهز فيه الدعاة الفرصة لتأليف قلوب غير المسلمين من خلال الدروس الرمضانية قبيل المغرب.

كما تقوم اللجان الدينية في الاحياء والقرى بجمع واستقبال زكاة الفطر من المسلمين في اواخر شهر رمضان خصوصا في المساجد وتقوم بتوزيعها لمستحقيها والمحتاجين اليها وقد يكون للفقراء من غير المسلمين نصيب منها وخصوصا في الاحياء المعروفة بأغلبية غير مسلمة.

وفي منظر يثبت معاني التعايش الثقافي في ماليزيا يقوم غير المسلمين من ابناء الحي او القرية بمساعدة المسلمين في تزيين الشوارع والبيوت بالاسرجة والانوار استقبالا لهذا الشهر الفضيل الا ان هذه عادة ما تظهر في القرى والمدن الصغيرة اكثر من المدن الكبيرة وعواصم الولايات.

ويرى غير المسلمين في ماليزيا الدين الاسلامي انه دين تسامح وسلام لاسيما عند بروز تلك المعاني في شهر رمضان وكذا في سائر المناسبات الثقافية والدينية للاعراق المتنوعة في البلاد ولا ادل على ذلك من ارتضاء الماليزيين الاسلام دينا رسميا لهم مع تمسكهم بالديمقراطية وحرية الاديان.

ويشكل المسلمون 55 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 27 مليون نسمة وهم السكان الاصليون للبلاد ويعرفون بالملايويين في حين تبلغ نسبة الصينيين الذين يدينون بالبوذية حوالي 30 بالمئة والهنود الذي يدينون الهندوسية 10 بالمئة.