في استطلاع شمل مواطني 23 من الدول التي تعتبر جاذبة للهجرة لسبب أو لآخر، تصدر البريطانيون القائمة في ما يتعلق بالقلق إزاء أثرها على مستوى الخدمات العامة، وجاءوا في الثالثة على لائحة الشعوب التي تعتقد أن المهاجرين الى أراضيهم أكثر كثيرًا مما ينبغي.
متاجر الأقليات مألوفة في بريطانيا |
لندن: قرابة ثلاثة أرباع البريطانيين يشكون من كثرة عدد المهاجرين في البلاد، وفوق ثلاثة أرباعهم يشكون من أثرهم السلبي على مستوى الخدمات العامة وفقًا لآخر استطلاع للرأي.
يضع هذا الاستطلاع بريطانيا أيضا في المرتبة الثالثة على قائمة من 23 دولة تعتبر الأكثر اجتذابًا للمهاجرين، وفي المرتبة الأولى من حيث قلق أهل البلاد إزاء الضغوط التي يحدثونها على المستشفيات والمدارس وشبكة المواصلات.
قالت الصحف البريطانية، التي تداولت الخبر على نطاق واسع الجمعة، إن هذا الاستطلاع يلقي الضوء على مخاوف ظلت تساور البريطانيين لزمن طويل إزاء تدفق المهاجرين على البلاد بشكل متصاعد في السنوات الأخيرة. وسارعت صحف التابلويد المحافظة الى إلقاء اللوم على حكومات العمال المتعاقبة على مدى 13 عامًا.
ورأت أن السياسة التي اتبعتها، وهي فتح بريطانيا أمام المهاجرين، laquo;أضافت 3.2 مليون شخص الى تعداد سكان البلاد في تلك الفترةraquo;.
ورغم أن وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، أعلنت عزمها على تقليص عدد الوافدين الجدد الى أقل من مجرد عشرات الآلاف فقط في السنة، فإن الخبراء يقولون إن عدد المهاجرين الذي دخلوا البلاد أخيرًا يحيل هذا القرار بلا معنى تقريبًا. ويقول أندرو غرين مدير laquo;ايميغريشن ووتشraquo;، وهي جماعة ضغط معنية بضمان كبح جماح الهجرة، إن مستوى قلق البريطانيين إزاء كثرة أعداد المهاجرين laquo;هو الأعلى في العالمraquo;.
ويقول: laquo;الجو الحالي هو ترِكة الحكومة العمالية التي فتحت الباب أمام أكثر من 3 ملايين مهاجر. والاستطلاع الحالي يأتي بمثابة ناقوس خطر يقرع على مسامع الحكومة (الائتلافية) الحالية لكي تفي بوعد وزيرة الداخلية القائل إنها ستقلص عدد الذين يعبرون صالات الجوازات الى عشرات الآلاف فقط في السنةraquo;.
يذكر أن ما يسمّى laquo;صافي الهجرةraquo;، وهو الفرق بين عدد الواردين والمغادرين، ارتفع الى مستوى قياسي في بريطانيا خلال العام الماضي. قلق تجاه تزايد أعداد المهاجرين
ففي فترة الأشهر الاثني عشر حتى سبتمبر/ ايلول 2010 ارتفع الفرق - لمصلحة عدد الواردين - الى 242 ألف شخص.
وهذا ليس رقمًا قياسيًا وحسب، وإنما الأسرع نموًا أيضا منذ انضمام دول شرق اوروبا الى الاتحاد الأوروبي قبل سبع سنوات، والسماح تاليًا لمواطنيها بدخول بريطانيا والعمل فيها.
ويذكر أن الاستطلاع الأخير قارن مستويات الشكوى الجماهيرية إزاء مسألة الهجرة في 23 دولة laquo;جاذبةraquo;. وبينما احتلت بريطانيا المرتبة الثالثة بنسبة 71 %، جاءت بلجيكا في الثانية بنسبة 72 %، واحتلت روسيا الأولى بنسبة 77%. أما ذيل القائمة فكان لليابان حيث يشكو 15 % فقط من تكاثر عدد المهاجرين.
في ما يتعلق بالقلق إزاء الضغط الذي يشكله هؤلاء المهاجرين على الخدمات العامة، جاء البريطانيون في المرتبة الأولى بنسبة 77 %، يليهم الاسبان بنسبة 70 %، ثم البلجيك بنسبة 68 %، متبوعين بالأميركيين بنسبة 66 %.
وعندما يتعلق الأمر بمخاوف أهل البلاد حيال استيلاء المهاجرين على الوظائف المتاحة في سوق العمل، احتلت روسيا المرتبة الأولى بنسبة 75 %، تليها جنوب افريقيا بنسبة 64 %، وبريطانيا في الثالثة بنسبة 62 %.
أما في ما يتعلق بالسؤال عما إن كان المهاجرون يساهمون بشكل ايجابي في تعزيز الاقتصاد، فكانت نسبة الرافضين لهذا الافتراض في بريطانيا هي الأعلى (73 %). وجاء الاستراليون في الثانية (54 %)، والبرازيليون في الثالثة (51 %).
التعليقات