شهدت 6 محافظات عراقية تفجيرات أوقعت حوالي 70 قتيلاً و 230 جريحاً. وعلى الإثر، ترأس رئيس الوزراء نوري المالكي اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية لمحاولة الحؤول دون امتدادها لمناطق أخرى، فيما القى رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي مسؤولية هذ الخروقاتعلى قيادات الأجهزة الأمنية.
لندن: فيما ضربت تفجيرات هي الاولى من نوعها منذ حوالي العام ست محافظات عراقية موقعة حوالي 70 قتيلا و230 جريحا فقد تراس رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي اجتماعا طارئا للقيادات الامنية لبحث تداعيات التفجيرات واتخاذ الخطط اللازمة لعدم انتقالها الى مناطق اخرى بينما حمل رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي المسؤولين عن الاجهزة الامنية في الحكومة وقياداتها المسؤولية عن هذه الخروقات داعيا الى الكشف عن اسبابها والمتورطين فيها.
المالكي يترأس اجتماعا امنيا طارئا
وعلمت quot;ايلافquot; ان المالكي تراس اليوم واثر وقوع هذه التفجيرات اجتماعا طارئا للقيادات الامنية لبحث اسباب حصول هذه التفجيرات واتخاذ اجراءات عاجلة وطارئة لعدم تكرار هذه الحوادث وانتقالها الى محافظات اخرى بعد ضربت 6 محافظات اضطرت السلطات الى اعلان حظر التجوال فيها . وقد وجه المالكي باجراء تحقيقات عاجلة لمعرفة القيادات الامنية المقصرة في اتخاذ الاجراءات التي كان يجب ان تواجه هذه التفجيرات.
وتم خلال الاجتماع وضع خطط طارئة لمواجهة اي خروقات امنية جديدة وتكليف مسؤولين قياديين باصدار تعليمات للقادة الامنيين في المحافظات تقضي باتخاذ احترازات امنية سريعة خاصة مع قرب حلول عيد الفطر .
شرطة مصابون بتفجيرات النجف |
وقد ناقش مجلس النواب العراقي وقوع التفجيرات اليوم حيث اشار نواب الى ان السبب في وقوعها يرجع الى عدم ملء الوزرارات الامنية الخالية من الوزراء وطلبوا استدعاء المالكي الى البرلمان ومساءلته عن اسباب تكرار هذه التفجيرات . ودعا اسامة النجيفي لجنة الامن والدفاع البرلمانية اطلاع المجلس على الاجراءات المتخذة لمواجهة هذه الخروقات واجراءات القيادة العامة للقوات المسلحة لضمان ذلك وقال quot;في حال عدم حصول اي تقدم في هذا الملف فانه سيتم استدعاء المالكي الى البرلمان لمساءلته عن استمرار وقوع هذه الحوادث.
وقالت لجنة الامن والدفاع انها ستقدم غدا تقريرا مفصلا عن هذه التفجيرات والاجراءات التي ستتخذ على صعيد مواجهة الجديد منها .
النجيفي يلوح باستجواب المالكي
ومن جهته قال النجيفي في تصريح صحافي تلقته quot;ايلافquot; ان quot; التفجيرات الاجرامية التي طالت عدد من المحافظات واسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من المواطنين الابرياء يتحمل مسؤوليتها المسؤولين عن الاجهزة الامنية في الحكومة وقياداتها . وطالب بالكشف عن اسبابها والمتورطين في حدوثها مشددا على ضرورة مضاعفة الجهود لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
اما حركة الوفاق العراقي بزعامة اياد علاوي فقد قالت في بيان صحافي تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه quot; لم تمنع حرمة شهر رمضان المبارك اعداء العراق من الارهابيين والقتلة من استباحة الدم العراقي الزاكي، هذا اليوم، ليوزعوا الموت على مساحة الوطن الجريحquot; . واضافت انها quot;اذ تدين بشدة الاعمال الاجرامية التي حصدت ارواحا طاهرة، واوقعت جرحى وخسائر مادية وفجعت عوائل عراقية كريمة في محافظات النجف وواسط وديالى وصلاح الدين وكركوك وآلمت العراقيين جميعا، فانها تجدد دعوتها الى حل ملف الوزارات الامنية بعيدا عن التسييس والتشكيك لتحقيق اهداف خاصة بعيدا عن مصلحة العراقيين الحقيقية في العيش الآمن والاستقرارquot;. واشارت الى ان quot;المبالغة في تقدير المصلحة الوطنية واعتبارها حكرا على فريق دون غيره باتت مرفوضة وفاشلة وتعبر عن ازدراء لدماء العراقيين وامنهم كما انها باتت نافذة مفتوحة على الاحتقانات والصراعات يلج من خلالها اعداء الشعب العراقي ودعاة التطرف والمنهج الطائفيquot; .
اما التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر فقد حمل القوات الاميركية مسؤولية التفجيرات مؤكدا ان هناك مخططا اميركيا للعب بورقة الملف الامني بهدف البقاء في العراق لاطول فترة ممكنة.
وقال عضو التيار الصدري جواد العبيدي في تصريح صحافي إن quot;التفجيرات التي شهدتها المدن العراقية صباح اليوم كانت متوقعة وقد حذرنا منها في وقت سابقquot; مبينا ان quot;قوات الاحتلال الاميركي وكلما اقترب موعد انهاء وجودها صعدت من الوضع الامني بهدف البقاء لفترة اطول في العراقquot;. واوضح الجبوري ان quot;قوات الاحتلال حركت خلال الفترة الماضية ادواتها المتمثلة بعناصر القاعدة وبقايا البعث لارباك الوضع الامني في البلاد وإيجاد نافذة يتم من خلالها العمل على تمديد البقاء لفترة اطولquot;.
التفجيرات وسط خلافات الكتل حول الوزارات الامنية
يذكر ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الوزارات الامنية الثلاث بالوكالة منذ الإعلان عن تشكيل الحكومة غير المكتملة في الحادي والعشرين من كانون الاول (ديسمبر) الماضي إلا انه اصدر في السابع من حزيران (يونيو) الماضي امراً بتكليف مستشار الامن القومي فالح الفياض لتسلم منصب وزير الامن الوطني وكالة لكن وزارتي الدفاع والداخلية ظلتا شاغرتين.
وقد اصدرت وزارة الداخلية العراقية اوامر مشددة بمنع ايقاف السيارات على جانبي الطرق الرئيسية والفرعية في مختلف مدن البلاد بعد الانفجارات التي حصلت بسيارات مفخخة. فقد انفجرت ست منها في مدن بغداد والكوت وكربلاء والنجف (جنوب) وديالى (وسط) وكركوك (شمال) فيما تم ابطال 4 مفخخات اخرى في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) .
وقد قتل حوالي 70 عراقيا واصيب 230 اخرين في سلسلة تفجيرات ضربت انحاء متفرقة من البلاد، . وقد قتل انفجارات 33 شخصا بينهم نساء واطفال واصيب حوالي 60 اخرين في مدينة الكوت (160 كم جنوب بغداد) . وياتي هذا الهجوم بعد حوالى عام من تفجير مماثل في آب (اغسطس) من العام الماضي حين قتل فيه 33 شخصا ايضا واصيب حوالى 80 بجروح.
وفي تكريت (160 كلم شمال بغداد) قتل ثلاثة عناصر من الشرطة بينهم ضابط برتبة مقدم فيما اصيب سبعة آخرون في هجوم انتحاري داخل دائرة مكافحة الارهاب في مجمع القصور الرئاسية وسط المدينة . وقال مصدر امني ان انتحاريين اثنين دخلا بزي للشرطة قبل ان يقتل عناصر الامن الانتحاري الاول فيما نجح الثاني بالوصول الى مقر دائرة مكافحة الارهاب وتفجير نفسه . والشهر الماضي قتل 12 عراقيا واصيب 31 بجروح في هجومين متزامنين احدهما بحزام ناسف والاخر بسيارة مفخخة استهدفا مصرفا في مدينة تكريت. وفي حزيران (يونيو) الماضي قتل 36 شخصا في تكريت في هجمات استهدفت عناصر من الشرطة والجيش بشكل خاص.
كما انفجرت سيارة مفخخة انفجرت ايضا في ناحية الوجيدية شرق بعقوبة شمال شرق بغداد ما ادى الى اصابة 12 بجروح. واعلن اللواء عبد الكريم مصطفى قائد شرطة النجف (160 كلم جنوب بغداد) انفجار سيارة مفخخة قرب مديرية شرطة الطرق الخارجية في شمال المدينة حاول بعدها انتحاري يقود سيارة مفخخة اقتحام المقر ذاته لكن سيارته انفجرت عند الحاجز الامني .
واكد مصدر طبي في مستشفى الحكيم وسط المدينة quot;تلقي جثتين و 17 جريحا اغلبهم من عناصر الشرطةquot;. وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد) قتل مدني واصيب 14 بجروح في انفجار دراجة هوائية قرب موقع لمركبات النقل عند مدخل سوق دوميز جنوب المدينة وانفجار سيارة مفخخة في شارع سوق تسعين وسط المدينة. واكدت مصادر امنية ان مسلحين نسفوا بشكل شبه كامل قاعة الصلاة في كنيسة مار افرام للسريان الارثوذكسquot; في ساحة العمال وسط كركوك.
وفي بغداد ايضا، اعلن مصدر في وزارة الداخلية اصابة خمسة اشخاص بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبا لوزارة التعليم العالي في منطقة المنصور ببغداد.
وتاتي هذه الهجمات بعدما فوضت الكتل السياسية العراقية الحكومة مطلع الشهر الحالي لبدء محادثات مع واشنطن تهدف الى بحث مسالة تدريب القوات العراقية حتى ما بعد نهاية العام الحالي. ولا يزال الجيش الاميركي ينشر حوالى 47 الفا من جنوده في العراق يتوجب عليهم الانسحاب بشكل كامل من البلاد نهاية 2011 وفقا لاتفاقية امنية موقعة بين بغداد وواشنطن اواخر عام 2008.
وكان المالكي اكد امس ان العراق لم يتجاوز حتى الآن مرحلة الخطر، واصفا إياه بالمريض الذي خرج للتو من صالة العمليات ويحتاج لرعاية مكثفة وقد يتعرض لعمليات استهداف. وقال في كلمة تلقت نصها quot;ايلاف خلال اجتماع عقده مع القيادات الامنية إن quot;العراق لا يزال في دائرة الخطر كما انه حتى الآن مستهدف ويحتاج إلى رعاية مكثفة ومشددةquot; واصفا إياه quot;كالمريض الذي يخرج للتو من صالة العمليات، ويحتاج إلى دقة في العلاج، وان لا يستسلم للمرضquot;.
وشدد المالكي على انه quot;لا يزال هناك جهد نحتاجه لمواجهة بقايا القاعدة والتنظيمات الإرهابية والخارجين عن القانون والقضاء على العصابات، التي تستفد من الاجواء لابتكار المزيد من الجرائمquot;. واضاف ان quot;اخطر الجرائم هي الجريمة الموجهة ذات العمق السياسي وذات اتجاه وبوصلة، وتتحدث عن تحديات سياسية داخلية او خارجيةquot; . وقال انه quot;لا يحمل الاجهزة الامنية فقط المسؤولية، إنما يتحملون صدمة الواقع في مواجهتها بغض النظر عن الجهة التي وراءها وهذه يتحملها السياسيونquot;.
واكد المالكي انه quot;إذا اختل الامن فهي مسؤولية الاجهزة الامنية من حيث الصدمة والواقعquot; .. وقال متسائلا quot;الا يتحمل الآخرون سواء كانوا سياسيين او غير سياسيين وحتى المواطن العادي قسطا من المسؤولية؟ نعم يتحملونquot;.
ومن جهته توقع رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري ان يتم حسم ملف الوزراء الامنيين بعد عطلة عيد الفطر. وقال في تصريح صحافي ان هناك جهودا مكثفة تبذل حاليا بين القائمة العراقية والتحالف لحسم ملف الوزارات الامنية اذا ان هناك اسماء قدمت ويمكن ان يتم حسم هذا الملف بعد عطلة عيد الفطر حيث لاتزال الوزارات الامنية لا تزال شاغرة بسبب عدم توافق الكتل السياسية على اسماء المرشحين لتولي حقائبها .
التعليقات