أوقفت إدارة موقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر حساب أحد أشهر المدوّنين السعوديين بسبب اتهامه بالتحريض على إزعاج مدرّب نفسي معروف في الأوساط السعودية، وأكد المدرب النفسي رشاد فقيها أنه في صدد تصعيد الموضوع إلى جهات محلية عليا.


المرشد النفسي رشاد فقيها اتهم المدون فؤاد الفرحان بالتحريض

جدة: تباينت ردود الفعل في أوساط مغرّدي التويتر السعوديين وغيرهم بعد تصاعد قضية المدوّن السعودي فؤاد الفرحان والمدرب النفسي رشاد فقيها.

بدأت الشرارة الأولى حينما حرّض المدوّن الفرحان مغردي quot;تويترquot; على أن يقتحموا هاتف المدرب رشاد فقيها، وquot;إزعاجهquot; بالرسائل النصية، مبرراً ذلك بأن فقيها quot;يزعج الناس من خلال فريقه التسويقي الذي يروّج لنشاطات المدرّب. وبيّن الفرحان بأن ذلك لكي يشعر فقيها بمدى الإزعاج الذي يشعر به المتلقي لإعلانات أنشطته، كما ذكر ذلك المدرب الدكتور رشاد فقيها لإيلاف.

نشر الفرحان، الذي يعتبره الكثيرون ناشطاً حقوقياً، أنquot;السيد رشاد فقيها منذ سنتين وجوالي هذا يستقبل رسائل إعلانية شديدة الإزعاج من قبل فريقك التسويقي تصل إلى ثمان رسائل في يوم واحد، كما حصل أخيرًا، لا أعرفك كشخص، ولا يهمّني ما تطرحه، هناك فرق بين التسويق وبين قلة الحياءquot;. وتواصلت quot;إيلافquot;مع الفرحان، لكنه فضّل عدم الحديث عن الموضوع ورفض التعليق.

حول تفاصيل تلك القضية والمعركة التي شهدتها حلبه التويتر، ومنها قررت إدارة الموقع حجب حساب الفرحان، أوضح فقيها لإيلاف أن quot;القانون والعرف والشرع لا يسمح بالتشهير والقذف دون وجه حقquot;، مستنكراً اعتبار البعض أنه quot;فيلمquot; لا يعبّر عن ما حدث في الواقع، مؤكداً أنه لم يلتق يوماً ما بالفرحان حتى تنشب بينهم مشاكل أو خلافات تبرر أي نوع من أنواع الانتقام.

واستغرب فقيها قائلاً quot;إن وصول رسائل نصية عبر هاتفي الخاص تشتمني وأهلي، وبعد سؤالي عن سبب تدفق تلك الرسائل، أتاني الجواب بأن المدوّن فؤاد الفرحان نشر رقمي، داعياً إلى إزعاجي وتحريض الناس على النيل منيquot;.

وحول التسويق الذي يسلكه البعض ومدى تضرر المواطن منه لكونه أحد متبعي الأسلوب التسويقي الإجباري أوضح فقيها قائلاً: quot;لا علاقة لي بالمستفيدين أو المستهدفين من تلك النشاطات على الإطلاق فأنا أتعاون مع شركة تسويقية هي من تملك أرقام ووسائل الاتصال بالشخص، وحين أرغب في عمل دورة ما في جدة أو في الرياض، أحدد المنطقة لهم والعمر المستهدف لا غير، ومع ذلك طلبت رابط خاص بي بهدف من يرغب بعدم تلقي أي إعلانات من المجموعة أن يتواصل معنا لحذف رقمه من القائمة، فنحن لا نجبر أي شخص على متابعة جديدنا لكوننا نقدم خدمة الإعلانات للمتابعين مجاناً وبلا مقابل، هذا من دون أننا نحرص على تدوين رقم للتواصل مع إدارة الأكاديمية.

وأوضح فقيها أنه في صدد تصعيد القضية قائلاً: quot;إن أوراقها ستوضع في وزارة الداخلية لأن هدف الناشر يعود إلى الإضرار بشخصي وبنشاطي معاً، وإن تجاهلت الموضوع، فهذا يعني أنني لا أخاف على عرضيquot;.

و كان فقيها حذف تغريدة كتبها تتضمن حديثاً صريحاً بأنه السبب وراء إيقاف حساب الفرحان، لأن الأخير عمل على تحريض متابعيه على انتهاك خصوصيته ونشر أرقامه، إضافة إلى أن فقيها رفع الموضوع إلى وزارة الإعلام، كما أشار إلى ذلك بيان مكتبه الذي وزع على الصحف.

هذا واعتبر بعض المتابعين للموقف والقضية من أولها أن الدكتور رشاد فقيها فاز بالمعركة quot;مؤقتاًquot;، حيث كتب المدوّن خالد الخلاوي في مدونته موجهاً حديثه لفقيها quot;يبدو أنه لم ينتبه إلى أنه يحارب بطريقة لا يجيدها، فهو يعبث بطريقة تقليدية مع جمهور عريض غير تقليدي له منابر متعددةquot;، إلا أن فقهيا رفض ذلك الأسلوب جملة وتفصيلاً، مشدداً بالختام على أن هدفه ليس النيل من الفرحان أو غيره أو خلق عداوة بينه وبين أي شخص، بقدر ما يهدف إلى إيصال رسالة لا لقذف وانتهاك العرض والأهل من أي شخص ما.

تعددت ردود الفعل عبر ساحات تويتر، حيث رأى البعض أن طريقة الفرحان لا تليق بمن يدعي الحقوق، وأن إيقاف ما فعله يعتبر سقوطاً، في حين رأى آخرون أن شركات الاتصالات تتحمل ما حدث لأنها لا تحمي العملاء من كمية الإعلانات المهولة التي تبثها.

في هذا الصدد، قال المغرد مهنا الحبيل، الذي نشر تدوينة تحمل عنوان قضية فؤاد الفرحان ود رشاد فقيها، وفيها دفاع عن الفرحان وعتب شديد اللهجة على إدارة تويتر، مؤكداً أن استخدام العنف عبر غطاء القانون ضد فؤاد، إضافة إلى إيقاف الحساب، فهذه قضية أخرى تعني أن فؤاد مستهدف لقلمه وكتاباته ونشاطه الوطني، وهو ما يُحرج د فقيها، ويجعل قضية التشكيك في المقصد تُسيء إليه، سواء اعتبر تصرفه بالوكالة أو انتقام ذاتي، وجد أن حسابه غير موجود على الموقع، وليس محجوبًا، حيث من المحتمل أن يكون هو من ألغاه أو قد لا يكون.

وكتبت الكاتبة السعودية أميرة كشغري عبر صفحتها فؤاد الفرحان فعلاً إنسان قمة في النبل والصدق ولا شك أن الدعايات والإعلانات صارت شيئًا مزعجًا جداً.

أما الناشطة في حقوق المرأة خلود الفهد فكتبت فؤاد الفرحان من أنبل الرجال الذين عرفتهم، لن أقتنع بما قرأت في تويتر، ولن أصدقه، تحرّوا الحقيقة قبل الحكم على الأشخاص.

وقال الصحافي عضوان الأحمري، عبر الهاش تاغ الخاص بالفرحان، العزيز الراقي فؤاد الفرحان تعرض حسابه للإيقاف، وكلنا نتضامن معه. الغريب من هاجوا كالقطيع ضد فقيها وquot;هشتقوهquot;، فعلاً نبحث عن أي شيء .

وكتب الكاتب أشرف إحسان فقيه فؤاد الفرحان يقول إنه لا يعرف سبب تعليق حسابه هنا، وقد راسل إدارة تويتر بهذا الخصوص وهو بانتظار الرد. وأكد أحد متابعيه أن الفرحان كتب منذ أيام تغريدة أخيرة كانت استودعكم الله إلى ما بعد رمضان.

بالعودة إلى الهاش تاغ الخاص بالمدرب رشاد فقيها يوضح لنا ردود أفعال مؤيدة لبيان فقيها ووصفوه بأنه قوي ولا غبار عليه، منتظرين بيانًا صادراً من الفرحان، وطالب عبر الهاش تاغ نفسهأحد المغردين من شركات الاتصالات التوضيح هل هذه الرسائل المزعجة مرخصة أم لا، وان كانت مرخصة فمن رخّص لها، وما دور هيئة الاتصالات، إضافة إلى مطالبة من هيئة الاتصالات بأخذ جانب المستهلك، وان تكون قوانينها لمصلحته أولاً، ومعتمدة على قوانين وتجارب الدول المتقدمة.

وأشاد مغرد آخر بأسلوب فقيها في التعامل مع الموضوع، حيث أكد أنه ورغم عدم اقتناعه بدورات رشاد والموضوعات التي يقدمها. إلا أن أسلوب تعامله مع الموضوع راقٍ وقانوني ولمصلحته وضد فؤاد.

وفي ما يلي نص بيان فقيها:

بيان من مجموعة رشاد فقيها بخصوص الأستاذ فؤاد الفرحان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين... وبعد

في يوم 26 يوليو قام المدعو فؤاد الفرحان بنشر رقم الدكتور رشاد فقيها الشخصي على صفحته في تويتر مطالباً الناس بإزعاجه واقتحام خصوصيته وإيذائه بقدر المستطاع، مبررًا ذلك بأن د.رشاد قد اقتحم خصوصيته، وذلك بإرسال رسائل نصيه دعائية على هاتفه الجوال، وفي اليوم نفسهتلقى جوال د.رشاد أكثر من 470 رسالة، وأكثر من 250 اتصال، وكلها كانت تحتوي سبًا وشتمًا وتجريحًا وقذفًا في عرض الدكتور وأهله وأمه وأبيه، بل إن بعضها يقول إنه لم يتلق رسائل نصيه دعائية، ولكنه يشتم رشاد و أهله نصرة للفرحان وتفاعلاً معه وتنفيذاً لطلبه.

من بين المرسلين على جوال د.رشاد كان الاستاد فؤاد الفرحان، فقام د.رشاد بالاتصال بالاستاد فؤاد شخصياً للنقاش معه في سبب ما حدث، وليشرح له نقاطًا عدة،ومنها:

1- الرسائل الدعائية لا يتم إرسالها من خلال مجموعة رشاد فقيها، ولكن يتم إرسالها من خلال شركات تسويق أخرى مرخصة من هيئة الاتصالات السعودية، وتربطها عقود رسمية مع شركة الاتصالات السعودية وزين وموبايلي، حيث يتم تحديد المدينة المطلوبة والشريحة المطلوبة من المجتمع حسب العمر والوظيفة، وكذلك عدد الرسائل وهم من يمتلكون الأرقام ويقومون بالإرسال من طرفهم من دون إعطاء الأرقام إلى أي شركة أخرى.

2- نظراً إلى أن هذه الشركات لا تعطي الأرقام إلى أحد، فقد كان الإجراء المتبع من مجموعة رشاد فقيها انه في حالة عدم رغبة أي شخص بتلقي الرسائل الدعائية واتصاله بالرقم الذي ورد إليه في الإعلان ويطلب حذف رقمه من قاعدة البيانات، فإن موظفي خدمة العملاء يقومون بتلقي الاتصال بصدر رحب وتسجيل الرقم وإرساله إلى الشركة المسوقة يطلب حذفه نهائيًا وعدم إرسال رسائل تخص مجموعة رشاد فقيها (ولكن هذا لا يمنع أن تقوم الشركة المسوّقة نفسهابإرسال رسائل إعلانية خاصة بشركات ومنتجات أخرى).

3- كذلك قامت مجموعة رشاد فقيها بعمل رابط على الانترنت لمن يرغب بحذف رقمه وعدم تلقي رسائل نصية دعائية، ويتم جمع هذه الأرقام وإرسالها إلى الشركة المسوّقة.

4- ان من لا يرغب في تلقي رسائل دعائية فيمكنه الاتصال على مزود الخدمة الخاص به وتفعيل خاصية عدم تلقي الرسائل الدعائية، والتي تكون موجودة ايضاً في استمارة طلب اصدار شريحة الجوال عند التقديم على الخدمة.

5-انه في بعض الحالات يحدث تكرار للرسائل ووصولها مرات عدة إلىالرقم نفسه،وهذه مشكلة فنية تقنية من مزود الخدمة أو من الشركة المسوقة، حيث إنه ليس من المصلحة ارسال الرسالة نفسهاإلى الرقمعينه مرات عدة.

6- ان ما قام به الاستاذ فؤاد قد أدى الى تجاوزات أخلاقية كثيرة وصلت الى حد القذف والشتم للدكتور رشاد واهله وايذائه في عرضه، وان هذا لا يرضي الله ولا يمكن مقارنته بتلقي رساله دعائية.

وبعد شرح كل هذه النقاط السابقة عبر المكالمة الهاتفية طلب د.رشاد من الاستاد فؤاد حذف الرقم والتوقف عن تحريض الناس، لكنه رفض وأصرّ على إبقائه وعدم حذفه، واستمر في التعليق على الموضوع، وقال إنه حرّض الناس على اقتحام خصوصية د.رشاد وإزعاجه برسائل صارمة ومؤدبة وأن من يتجاوز فهذه أخلاقه، ولكن ما حدث هو عكس ذلك، حيث استمرت مجموعة من المتابعين للفرحان، عددهم 13 شخص تقريباً، في إرسال رسائل يومية عدة وصلت إلى أن احدهم قام في مرة من المرات بإرسال أكثر من 45 رسالة خلال ساعة واحدة، كلها شتم وقذف وعبارات خادشة للحياء وتعدّ على عرض الدكتور رشاد وأهله.

وبناء على ما سبق فقد قامت مجموعة رشاد فقيها بتوكيل المحامي الخاص بها لمتابعة القضية على محاورعدة:

أولا: من خلال التواصل مع إدارة تويتر وشرح كل الحيثيات، وكان الرد منهم أن ما حدث ينافي شروط وقوانين وأنظمة إدارة موقع تويتر وكل المواقع الاجتماعية المحترمة، وقد قاموا بمراسلات عدةوفتح تحقيق في الموضوع، وطلبوا مستندات عدة واوراقًا قانونية للتأكد والتثبت، وذلك قبل إغلاق حساب الاستاد فؤاد الفرحان لخرقه قوانين الموقع، التي وافق عليها عند الاشتراك فيه، ومنها الهجوم الشخصي والتحريض والإساءة ونشر معلومات شخصية.

ثانياً: من خلال رفع شكوى لوزارة الداخلية تتضمن التفاصيل كافة،ومرفق معها صور من رسائل القذف والشتم والتعدي على الأعراض، ومتضمنة أرقام الجوالات المرسل منها.

ثالثاً: من خلال رفع شكوى إلى وزارة الإعلام، حيث إن ما حدث ينافي قوانين وزارة الإعلام ويخرق قوانين النشر الالكتروني.

في الختام ذكر الدكتور رشاد أنه عندما قامت ادارة الموقع بالاتصال به للتوضيح بأنه لا يكنّ أي ضغينة تجاه الاستاذ فؤاد الفرحان وأنه لايعرفه او يسبق له الالتقاء به من قبل هذه الاحداث، وأنه اتصل به شخصياً لتسوية الموضوع قبل رفعه للجهات المختصة ولكنه رفض، وان ماجاءه من اساءة شخصية هو وأهله وتعد على أعراضهم، سواء بالرسائل النصية أو الاتصالات المشينة على جواله الشخصي أو البعض ممن وصلت بهم الوقاحة وسوء الأدب إلى الإتصال على جوال والدته او شتم والده المتوفي هو شيء لايمكن السكوت عنه ولا يرضاه احد على أهله.

راجياً من الله العلي القدير ان يهدينا جميعاً للحق والصواب، وأن يسامح ويغفر لمن أخطأ وان يغفر في هذا الشهر الكريم وفي هذه العشر الأواخر من رمضان لجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات انه سميع قريب مجيب الدعوات.