مظاهرة في رام الله مؤيدة لمطالب الشعب السوري

يراقب الفلسطينون بحذر تطورات الأوضاع في سوريا، خاصة بعد الاعتداء الذي تعرّض له مخيم الرمل في مدينة اللاذقية، وأسفر عن مقتل سبعة من اللاجئين الفلسطينيين. وخرجت في الأراضي الفلسطينية بعض المسيرات المؤيدة والداعمة للمطالب الشعبية السورية، والرافضة الاعتداء على المخيمات الفلسطينية، كما طالبت القيادة الفلسطينية بضرورة عدم زجّ اللاجئين والفلسطينيين في الأحداث الجارية.


طالبت القيادة الفلسطينية السلطات السورية بضرورة عدم استخدام القوة المفرطة في مواجهة الشعب والمتظاهرين المطالبين بالاصلاحات السياسية. ودعت القيادة إلى ضرورة تجنيب الفلسطينيين واللاجئين في المخيمات تبعات ما يحصل من أحداث وعدم الزجّ بهم ضمن الأوضاع الراهنة.

وقال صالح رأفت، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في لقاء خاص مع quot;إيلافquot;: quot;نحن منذ البداية وقفنا مع خيارات الشعوب العربية نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وترسيخ أنظمة مدنية ديمقراطيةquot;.

وأضاف: quot;سبق وأن قلنا إننا لا نتدخل في هذه الأوضاع الداخلية، ونحن نقف مع خيارات الشعوب، معربًا عن أسفه لزجّ السلطات السورية بالفلسطينيين في هذه الأحداث الداخلية، كما جرى حين تم الاعتداء على مخيم الرمل في اللاذقية، حيث سقط سبعة شهداء، ونزح العشرات، بل المئات، من الأهاليquot;.

وأكد رأفت أن القيادة شجبت وأدانت هذه الاعتداءات، وطالبت القيادة السورية بالكفّ عن الاعتداء على مخيم الرمل، وعدم استخدام العنف في مواجهة المحتجين السوريين.

وعن آليات تجنيب الفلسطينيين ويلات ما يحدث في سوريا، قال: quot;نحن على اتصال وتواصل دائم مع أبناء شعبنا في سوريا، ولسنا طرفًا في الأوضاع الداخلية، وندعو إلى عدم زجّ الفلسطينيين في هذا الصراع، ونحن مع الخيار الذي يختاره الشعب السوريquot;.

بدوره، قال غسان الشكعة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال مؤتمر صحافي: quot;إن قيادة منظمة التحرير تبنت موقفًا واضحًا تجاه الأحداث الدائرة في الدول العربية، واعتبرته شأنًا داخليًا لا نتدخل فيهquot;. وأضاف: quot;إن المساس بالمواطنين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في سوريا مسنا جميعًا كفلسطينيين، مؤكدًا أن هذا الأمر يعدّ خطًا أحمر لا يمكن السكوت عنهquot;.

ودعا الشكعة المواطنين في نابلس والمحافظات الشمالية إلى المشاركة بالفعالية التي ستنظمها لجنة التنسيق الفصائلي في المدينة للتضامن مع المخيمات الفلسطينية في سوريا بشكل ملموس وكبير.

بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة quot;فتحquot;، اللواء توفيق الطيراوي في بيان صحافي حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه: quot;إن انتهاك حرمة المخيمات الفلسطينية في سوريا واستباحة دم الفلسيطنيين، أمر مرفوض بكل المقاييس الأخلاقية والقومية والسياسيةquot;.

ودعا الطيراوي، إلى وقف التعديات على أرواح وأملاك ومقدرات الفلسطينيين واللاجئين في سوريا، كما دعا المؤسسات الحقوقية والإنسانية، خاصة quot;الأونرواquot;، إلى توثيق هذه التعديات والعمل على إنهائها فورًا، لافتًا إلى أن المهجرين واللاجئين الفلسطينيين في سوريا لم يتدخلوا في الوضع الداخلي السوري.

في سياق متصل، طالب الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، السلطات السورية باتخاذ الإجراءات التي تحول دون المساس بحياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الرمل في اللاذقية. وشدد في تصريح صحافي خاص بوكالة الأنباء الفلسطينية quot;وفاquot;، على أهمية تجنيب المخيمات كل ما يمكن أن يعرّض حياة اللاجئين إلى الخطر، موضحًا quot;أن سياسة السلطة تتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربيةquot;.

مطالبات بتحييد الفلسطينيين
وأدان سليم الزعنون، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني في تصريح صحافي، بشدة، الهجوم المسلح للقوات السورية على مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية، مطالبًا الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وبرلمانات العالم ومجالسها الشورية بذل قصارى جهودها لوقف هذا الاعتداء غير المبرر.

وكان الاعتداء أسفر عن سقوط سبعة فلسطينيين وعشرات الجرحى، وتسبب في نزوح المئات من الفلسطينيين اللاجئين تبعًا لما أعلنه الناطق باسم quot;الاونرواquot;. وقال الزعنون: quot;إن الفلسطينيين في سوريا حافظوا على أصول الضيافة، ولم يتدخلوا لا من قريب ولا من بعيد في الشؤون الداخلية، ولم يصدر منهم بصفة رسمية أو شعبية ما يشير إلى انحيازهم لطرف دون آخر، وشهد بذلك العالم وتحدثت به الصحف الدوليةquot;.

وأعرب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني عن أمله في أن يعمّ الهدوء والاستقرار ربوع سوريا الشقيقة، داعيًا إلى ضرورة التصرف بحكمة وروية واحترام خيار الشعب السوري الشقيق. وشدد الزعنون على أهمية معالجة الوضع الناجم من الاعتداء على مخيم الرمل بالسرعة المكنة قبل أن تتفاقم الأوضاع، الأمر الذي لا يتمناه أحد، خاصة في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها المنطقة من تغيرات.

وكان رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية زكريا الأغا، قد طالب السلطات السورية بتحييد المخيمات الفلسطينية عن كل الأحداث التي تجري داخل الأراضي السورية quot;التي ليس للفلسطينيين أية علاقة بهاquot;.

وقال الأغا في بيان صحافي، حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه: quot;إن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هم ضيوف على أرض سوريا الشقيقة، إلى حين عودتهم إلى ديارهم التي شردوا منها عام 48 طبقاً للقرار 194، مؤكدًا أن اللاجئين الفلسطينيين لم يتدخلوا بالشأن السوري الداخليquot;. وطالب بضرورة اتخاذ الإجراءات كافةالتي توفّر الحماية للاجئين الفلسطينيين، وتحول دون المساس بحياتهم وتجنيبهم كل أنواع العنف.

مسيرات داعمة للشعب السوري
في إطار الدعم المعنوي الشعبي، خرجت العشرات في مسيرات عدة في الضفة الغربية، وكانت المسيرة الأبرز التي خرج بها المئات من الفلسطينيين في مدينة رام الله أخيرًا، وطالبوا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، معربين عن تضامنهم الكامل والتام مع الشعب السوري.

جاءت هذه المسيرة بعد سويعات قليلة من دعوة لجنة التضامن الوطني الفلسطيني مع الثورات العربية، خاصة في أعقاب قصف البوارج السورية لمدينة اللاذقية ومخيم رمل للاجئين الفلسطينيين. ورفع المتظاهرون الأعلام السورية والفلسطينية واليافطات المطالبة برحيل الأسد، كما ردد المشاركون هتافات نادت بحرية سوريا، وطالبت بدعم الثورة السورية.

وكان ناجي أبو حميد، الناطق بلسان لجنة التضامن مع الثورات العربية قد قال في تصريح لوكالة معا الإخبارية: quot;إن المشاركين في المسيرة هدفوا إلى نقل رسالة تؤكد على وحدة المصير للشعبين الفلسطيني والسوريquot;. وأضاف: quot;أننا ننظم هذه التظاهرة لنقول للعالم إن شعب فلسطين الصابر المكافح يقف ويصطف إلى جانب الشعب السوري ضد النظام القمعي في سوريا، ويدعو الى وقف الجرائم ضد المتظاهرينquot;.

وأصدرت اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب السوري بيانًا خلال المسيرة والاعتصام الذي نفذ على دوار المنارة في رام الله جاء فيه، quot;أن موقف الشعب الفلسطيني ينحاز بالكامل لثورة الشعب السوري في مطالبته المشروعة بكامل حقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية، وبالتحرر من نظام القمع والإجرام الذي أهدر دماء إخوتنا في مختلف بقاع الأرض السورية الحبيبةquot;. واعتبرت اللجنة في بيانها، أن quot;المطالب الشعبية السورية بالتخلص من الفساد والقمع والاستبداد تعكس بالضرورة التوق نفسهالذي يعيشه الفلسطينيون في التحررquot;.

وقالت اللجنة: quot;إن الشعب الفلسطيني يؤكد أن دمه هو الدم السوري الواضح عينهالذي يكتب سطور الحرية، وإننا لا ولن نقبل أبدًا أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السوري تحت أي عنوان وبأي شكل من الأشكالquot;.

وأكدت أن مواقف المحاباة من الأنظمة العربية والدولية لنظام القتل والإجرام هي المؤامرة التي يتعرض لها الشعب السوري، حيث تمنح هذه المواقف غطاءً زمنيًا للحسم الأمني بالقمع والدم الذي يدفع فاتورته الشعب السوري الأعزل أمام آلة عسكرية تطحن أجساد الأطفال بلا رحمة.

وقالت اللجنة في بيانها: quot;الآن تكسر جدران الخوف، وتقرع جدران الخزان، ولن نشارك الصامتين جريمة الصمت، ونؤكد أن الفعاليات التضامنية ستستمر في دعم الثورة السورية العظيمة لأن لفلسطين ولسوريا مطلب واحد بالحرية والكرامة والانعتاق.