مقديشو: كغيرها من نازحي مقديشو الذين فروا من الجوع ومن المتمردين الشباب، تنوي فادومو شامون (34 عاما) الاستقرار في العاصمة الصومالية، مؤكدة quot;سابقى هنا حتى الحصول على الغذاء واتمكن من العناية باسرتيquot;.

وغادرت فادومو قريتها في منطقة كوريوليه في ولاية شابيل الوسطى (جنوب) بسبب المجاعة بحسب قولها اضافة الى القواعد الصارمة التي فرضتها حركة الشباب التي تسيطر على منطقتها ووفاة زوجها وسند عائلتها المبكر بسبب الملاريا.

وقالت السيدة الهزيلة بشالها البرتقالي quot;سأبقى هنا. واذا رحل الاخرون الى مخيم لاجئين اخر ساذهب معهمquot;. وتنتمي فادومو الى حوالى 100 الف صومالي جنوبي لجأوا الى مقديشو في الشهرين الفائتين املا بالحصول على مساعدات تناهى الى مسامعهم في قراهم انها تقدم.

ومنذ ستة ايام quot;اتخذت مقراquot; مع ثلاثة من اولادها علما ان الاثنين الاخرين بقيا في القرية مع جدتهما، في احد المخيمات العشوائية في العاصمة الصومالية. يطل مخيم ماجو للاجئين على طرف مدرج مطار مقديشو حيث يصم ضجيج الطائرات المقلعة الآذان ويضم 850 عائلة في ظروف صحية كارثية على قطعة ارض اقرضها رجل اعمال صومالي مجالا.

وفي اسفل تلة رملية نصبت عشرات الخيم العشوائية المكونة من اغصان مغطاة بالقماش وتراكمت ملتصقة ببعضها البعض. وانتهى للتو توزيع معدات طوارئ على غرار غطاء مشمع وادوات الطبخ والبطانيات، وسرعان ما ادثرت جميع الخيم بالمشمعات البيضاء الممهورة بختم الامم المتحدة.

وبدات مدينا (25 عاما) في تثبيت مشمعها الحامي، هي التي قررت مغادرة مسقط رأسها في منطقة باي بالرغم من تهديدات الشباب. وقالت ان quot;الشباب يمنعون وصول المساعدات. فجميع المنظمات الانسانية التي كانت تزورنا تم استبعادها. لن اعود الى هناك ابداquot;.

واعرب مسؤول المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة فرع الصومال برونو جدو المنهمك باعمال الغوث الانسانية الطارئة عن ادراكه لتصميم عدد من المنكوبين البقاء في مقديشو. وقال جدو quot;انها مشكلة كبرى لكن علينا حاليا تقبل هذا الواقع. اذا تغيرت الاحوال في مناطقهم امل ان يخف عزمهمquot; على البقاء.

وتابع quot;نامل في ان يقرروا العودة الى ديارهم اذا تمكن المجتمع الدولي من توفير الادوات والبذورquot;. واوضح quot;يفترض ان يكون ذلك ممكنا بالنسبة الى المزارعين (في باي وباكول) لكن بالنسبة الى مربي الماشية فستكون اعادة تشكيل القطيع اكثر تعقيداquot;.

وافادت مسؤولة حقوق الانسان في منظمة quot;مركز تنمية المرأة الصوماليةquot; غير الحكومية ناديا صوفي ان رجل الاعمال الذي قدم قطعة الارض ينوي استرجاعها مع بدء موسم الامطار المقبل في تشرين الاول/اكتوبر.

وقالت quot;عندما تبدأ الامطار سنطلب منهم المغادرةquot;. في هذه الاثناء تحاول المنظمات الانسانية الدولية وشركاؤها الصوماليون تحسين امكانات وصولهم الى النازحين المنتشرين في حوالى 190 مخيما بحسب صور بالاقمار الصناعية حللتها المفوضية العليا للاجئين.