الرياض: رأى السفير الألماني في القاهرة ميشائيل بوك خلال محاضرة ألقاها مساء الخميس في مقر وزارة الخارجية الألمانية أن انتفاضات بعض الشعوب العربية التي بدأت في تونس وامتدت إلى مصر وليبيا وسوريا واليمن أثبتت للعالم بأن quot;منطقة الخليج العربي اكثر مناطق الشرق الأوسط والعالم استقرارا وأنه لا علاقة للحركات الإسلامية بتلك الانتفاضات ونتائج منجزاتها الإيجابية في تونس ومصر وليبياquot;.

وأوضح بوك في محاضرته التي حصلتquot;إيلافquot; على ملخص لها أن التغيير اصبح قاب قوسين أو أدنى في سوريا،وان الكبت والتعذيب والظلم إضافة إلى استغلال السلطة للمصالح الشخصية وإذلال شعوب تلك الدول وراء هذه الانتفاضة وعلى الرأي والضمير العالمي أن يكن الاحترام والتبجيل لشعوب تلك الدول.

وأكد بوك أن الغرب وفي مقدمته أوروبا يتحمل مسئولية ظلم واستبداد زعماء تلك الدول السابقين والحاليين مثل زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي وبشار الأسد إضافة إلى علي عبدالله صالح لشعوبهم إذ أن الغرب قام بدعم الزعماء المذكورين من اجل كسبهم لمحاربة ما يُطلق عليه بمنظمات الإرهاب الدولية والقضاء على الإسلام السياسي.

وقال أن الغرب الذين يعاني من هاجس الخوف من بروز الإسلام كقوة سياسية في العالم بذل جميع جهوده للحيلولة دون عودة الإسلام للعب دور كبير على الساحة السياسية في العالم وخاصة بالدول الإسلامية العربية وباءت جهوده بالفشل وعلى الغرب إعادة دراسته الإسلام وعادات وتقاليد المسلمين وخاصة العرب منهم من جديد وعلى الغرب أن لا يخشى من نتائج ما حققه التوانسة والمصريون والليبيون فإنها لن تكون مضرة على وجود إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط إذا ما ساهم الغرب بمساعدة شعوب تلك الدول على إدارة بلادهم بأنفسهم وعدم التدخل في الشأن الداخلي.

وأكد بوك أن العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل لن تتضرر بالرغم من سلام بارد بينهما وان الإسرائيليين ارتكبوا خطئا سياسيا جسيما جراء قتلهم لجنود مصريين في وقت سابق من آب/ أغسطس الماضي بحجة ملاحقتهم لعناصر هاجمت مستوطنين صهاينة بخليج العقبة وانه إذا ما استمرت تلك السياسة الطائشة فان السلام البارد سيصبح مثلجا إلى اجل غير معلوم.

وأكد بوك أن الحياة الطبيعية في تونس ومصر بعد زين العابدين بن علي ومبارك بدأت بالعودة إلى سيرتها الأولى تدريجيا إلا انه يجب مساعدتها إذ لا يمكن إعادة بناء تلك الدولتين سياسيا واقتصاديا بعد الإطاحة بالمذكورين بين عشية وضحاها مؤكدا أن الشعب الليبي الذي استطاع أن يقهر معمر القذافي متماسك ولن تقع أي حرب أهلية في تلك الدولة وما تحريضات القذافي إلا فقاعات هوائية.

وأكد بوك أن انتفاضات بعض الشعوب العربية ستسفر عن نتائج إيجابية هامة تكمن أهميتها الرئيسية بمصالحة حقيقية بين الإسلام والمسيحية فزعماء تونس ومصر وليبيا السابقين إضافة إلى النظامين السوري واليمني كانوا يستغلون الغرب لمصالحهم الشخصية بحجة أن بقاءهم في السلطة حماية العالم من ما يطلق عليه بالإرهاب الإسلامي فالرئيس الأمريكي جورج بوش كان وراء تأجيج حرب بين الإسلام والمسيحية وجعل أمريكا تعيش في خوف فما أن انتهت مدة رئاسته واستلام باراك اوباما زعامة البيت الأبيض إلا وتغير الوضع بعض الشيء وكذلك الحال في مصر وتونس وليبيا والأيام حبلى بمفاجئات إيجابية , على حد قوله.

يشار إلى أن محاضرة بوك جاءت في نهاية مؤتمر السفراء الألمان الذي بدأ يوم الاثنين وانتهى الخميس.