القاهرة: قالت مصادر مطلعة في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إن صراعات الكرملين والخارجية الروسية حول الملف السوري قد تكون وراء تأجيل زيارة معارضين سوريين الى موسكو.

وأشارت المصادر الى أن الكرملين دعا مجموعة من المعارضين السوريين الى زيارة موسكو، في حين دعت الخارجية الروسية في الوقت عينه بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري إلى زيارة مماثلة.

وأعادت المصادر تزامن الدعوتين من جهتين مختلفتين، الذي وصفته بـquot;الغريبquot;، الى صراع داخلي بين الكرملين والخارجية الروسية حول الملف السوري وحول طريقة ادارة الازمة في سوريا وتنظيم السيناريوهات المقبلة.

هذا وكان ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، اعلن انه سيواصل الحوار مع ممثلي المعارضة السورية. ومن المقرر ان يجرى اللقاء المقبل في 8 ـ 9 الجاري.

وقال مارغيلوف ان quot;فريقًا من ممثلي المعارضة السورية طلبوا مني مواصلة تبادل الآراء بشأن تطورات الوضع في سوريا، الذي بدأ في يونيو /حزيران من السنة الجاريةquot;. واضاف انه سيركز الاهتمام بصورة أساسية في اللقاء، الذي سيجري في موسكو، على العمليات الجارية داخل المعارضة السورية نفسها.

وأكد السيناتور ان quot;الحديث يدور حول التغييرات في برامج المعارضة خلال الفترة من مؤتمر انطاليا وحتى مؤتمر اسطنبول. كما إن هذين المؤتمرين، اللذين عقدا من حيث الجوهر، خلال فترة لا تزيد عن شهر ونصف شهر، مختلفان من ناحية تشكيلة المشاركين ومن ناحية التصورات حول مستقبل تطورالبلدquot;.

واوضح ان الوفد السوري الذي سيحضر الى موسكو برئاسة عمار قربي، رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، رئيس المكتب التنفيذي لمؤتمر تغيير السوري (انطاليا)، سيمثل طيفًا واسعًا من القوى السياسية في الجمهورية، من quot;الاخوان المسلمينquot; الى العلمانيين والاحزاب الكردية.

وكان مارغيلوف قد اجرى في حزيران- يونيو الماضي محادثات مع سياسيين ومدافعين عن حقوق الانسان سوريين في مقر المنظمة الروسية للتضامن مع شعوب آسيا وأفريقيا. وكانت المهمة الرئيسة لمباحثات السيناتور، الذي يرأس المنظمة، وقتئذ وضع نموذج لتعاون روسيا مع مختلف القوى السياسية في سوريا من أجل وقف المواجهة المسلحة بين السلطة والمعارضة في هذا البلد.

واشار مارغيلوف وقتئذ الى ان quot;طابع مشاوراتنا كله يرتبط على العموم بفكرة واحدة: كيفية وقف إراقة الدماء في سوريا، وتحريك آلية الحوار السياسيبين السلطة والشعب السوريquot;. هذا ويتوقع ان تقوم المستشارة السياسية والإعلامية في القصر الرئاسي بثينة شعبان بزيارة لموسكو خلال الأسبوع الجاري تجري خلالها مباحثات مع مسؤولين روس.

ونقلت وكالات الانباء عن مصادر مطلعة: إن quot;شعبان ستصل إلى موسكو في 10 من الشهر الجاري لإجراء سلسلة من المباحثات مع المسؤولين الروسquot;. واكدت أن شعبان ستجري مباحثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية ومجلس الدوما والمجلس الفيدرالي.

وكان مبعوث الرئاسة الروسية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف قام في الأسبوع الماضي بزيارة إلى دمشق، سلم خلالها الرئيس بشار الأسد رسالة من نظيره الروسي دميتري ميدفيديف، تضمنت تأكيداً روسياً برفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية، والحيلولة دون فرض عقوبات ضد سوريا، وطالبت في الوقت نفسه القيادة السورية بضرورة الإسراع في تنفيذ الإصلاحات الموعودة.

وجدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي إثر لقائه في موسكو بنظيره البرازيلي أنطونيو دي أغيارا باتريوتا أول من أمس رفض مجموعة دول quot;بريكسquot;، التي تضم إلى جانب روسيا كلاً من البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا، التدخل الأجنبي في سوريا، وأنها لن تسمح بتكرار السيناريو الليبي فيهاquot;.

كما أشار لافروف في تصريحات إلى أنه لا يمكن تجاهل الخطوات المحددة التي اقترحها الرئيس الأسد لتسوية الأوضاع، منتقداً محاولات التحريض لقوى المعارضة كي تواصل رفض الحوار في سوريا. وذكر أن دول المجموعة تقترح على مجلس الأمن الدولي أن يشدد على معارضته لأي أعمال عنف في سوريا، ويطالب السلطات السورية والمعارضة باحترام حقوق الإنسان وبدء الحوار.